المسرى
تقرير : علي الحياني
المسيحيون هم جزء أصيل من مكونات المجتمع العراقي، ويشكلون العامل الحيوي في نسيج المجتمع المتنوع، إلى جانب هويتهم الدينية لهم خصوصيتهم الإثنية والقومية.
وقبل الخوض فيما يتعرض له المسيحيون اليوم ينبغي الإشارة إلى أن المسيحيين في العراق قبل عام 2003 ، لم يكونوا في بحبوحة ورخاء، بل تعرضوا للظلم والاضهاد.
تدمير وتهجير من قبل داعش
وأجهز تنظيم داعش على معاناة المسيحيين عندما سيطر صيف عام 2014 على محافظة نينوى التي تضم أكبر تجمع لهم في العراق، فقام بتهجيرهم وتدمير كنائسهم وارتكاب أكبر الجرائم بحقهم.
ونتيجة للصراع السياسي والحملات التي مورست ضد المسيحيين من قبل التنظيمات الإرهابية والفصائل المسلحة الخارجة عن القانون، اضطرت الآلاف من العوائل لبيع منازلها في بغداد والبصرة ونينوى والهجرة صوب أوربا.
استمرار المعاناة رغم التحرير
وبالرغم من تحرير نينوى من سيطرة تنظيم داعش، لكن ما تزال العوائل المسيحية تعيش أوضاعاً سيئةً، وصراعات على الأراضي في مناطق سهل نينوى مع وجود الفصائل المسلحة، الأمر الذي منع عودة باقي العوائل المهجرة.
ويشتكي المسيحيون في العراق من تمثيلهم الضعيف في الحكومة الاتحادية ومراكز صناعة القرار المهمة، بالرغم من كونهم الديانة الثانية في البلد.
رفضٌ للنتائج وممارسة العنصرية
يقول النائب السابق والسياسي المسيحي جوزيف صليوا إن، أغلب الأطراف السياسية السريانية الأشورية المسيحية غير راضية على النتائج وعبرت عن عدم ارتياحها لما حدث في التصويت الأخير.
مبيناً في حديثه لـ (المسرى) أن “المواطن المسيحي يشعر بالغبن والحيف، وبالتالي فأن هجرتهم مستمرة من العراق بسبب الأوضاع العنصرية والاقتصادية والسياسية التي تمارس ضدهم”.
نتائج الانتخابات لم تعكس الواقع
تحالف بابليون برئاسة ريان الكلداني وهو القيادي في الحشد الشعبي حصل على خمسة مقاعد مخصصة للكوتا المسيحية، فيما يؤكد نواب وشخصيات سياسية من المكون المسيحي، بأن نتائج الانتخابات لم تعكس الواقع الحقيقي للمكون.
وفي أذار مارس من العام الحالي زار البابا فرنسيس ودعا إلى حل مشاكل المكون المسيحي والتقى بالعائلات المسيحية في مناطق سهل نينوى، لكن بالرغم من تكرار الزيارات من مسؤولين وزعامات دولية، مازالوا يعانون من مشاكل كثيرة، وسط أماني بحلها من الحكومة المقبلة.