المسرى :
اعداد كديانو عليكو
تمنح رواية “جلال خالد” وهي أول رواية عراقية وباكورة العمل الروائي العراقي تصدر في العام 1928 في 102 صفحة لمؤلفها الكاتب والصحفي العراقي الراحل محمود أحمد السيد الذي توفي سنة ١٩٣٧ القارئ تصوراً عن أجواء البيئة العراقية زمن كتابة الرواية بتقديمها لنماذج من التعايش السلمي بين مختلف مكونات الشعب العراقي بتنوعه الأثني والديني والفكري، فضلاً عن تقديمها نبذة عن الأفكار التي كانت تراود طالبي الإصلاح لوطنهم من بعض السلبيات التي من الطبيعي أن توجد في أي مجتمع بشري.
اعادة الطباعة
واعادت طباعتها ونشرها دار سطور في بغداد في العام ٢٠١٧ لتعريف القارئ العراقي المعاصر ببواكير العمل الروائي العراقي والذي لم تقف عنده الاجيال المتأخرة لعدم إعادة طبعه ونشره من قبل المؤسسات الثقافية ذات العلاقة.
رائد الرواية العربية في العراق
محمود أحمد السيّد آل المدرس (14 مارس 1903 – 10 ديسمبر 1937) كاتب روائي وصحفي ومترجم عراقي. يعتبر رائد الرواية العربية في العراق. أولع بالأدب التركي الحديث فترجم إلى العربية قصص جلال نوري وضياء كوك ألب وغيرهم وتأثر بآراء أدباء تركية المجدّدين.
كانت أولى أعماله رواية قصيرة بعنوان في سبيل الزواج أصدرها في آذار 1921.
ويتم تداول رواية “جلال خالد” الرواية الرائدة في السردية العراقية، في المؤتمرات والمهرجانات الثقافية حين يكون الحديث عن تاريخ السرد العراقي أو الرواية العراقية تحديدا وبواكيرها، تمازج ما بين القصة والرواية وربما تكون أقرب إلى التلاقي مع المفهوم الجديد الذي ربط الرواية بالقصة.
توثيق السرد العراقي
وتقول دار سطور في بغداد، ان الإقبال على الرواية كان بشكل غير متوقع، وما خططت له الدار بأنها تسعى إلى توثيق السرد العراقي وإعادة الروح إليه بغض النظر عن الربح، كما أن إعادة النشر تعد تشجيعا على البحث عن الروايات الرائدة الأخرى لإعادة الروح إليها، وفتح ذائقة الجيل الجديد، إضافة إلى إثارة الدارسين والباحثين.
في مقدمة الرواية يقول المؤلف: “هذه القصة موجزة وهي لا يجازيها لا تماثل القصص التحليلية الكبيرة ذوات التفاصيل الدقيقة، فأنت تراها أشبه شيء بالمذكرات أو الحديث، وهي حقيقية، استندت في كتابتها إلى مذكرات صاحبي جلال خالد الخاصة ورسائله إلى أصحابه ورسائلهم إليه، وقد استأذنته أن أثبت بعضها في الجزء الثاني من القصة، فأذن لي بذلك ففعلت، كما استندت إلى أحاديث الكاتب الهندي ف. سوامي، وهو من أركان القصة التي حدثني بها في الهند”.
جلال خالد اول مشروع سردي عراقي
وعلى الغلاف الأخير للكتاب، كتب محمد جبير: “يحق لنا بعد أن نحتفل بصدور أول مشروع سردي عراقي ألا وهو رواية جلال خالد للرائد المبدع محمد أحمد السيد الذي استحق بجدارة شرف الريادة الإبداعية في كتابة الرواية العراقية، لأنه أقدم وبكل شجاعة على الإعلان عن مشروعه الكتابي وقدمه لجمهور القراء في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ العراق عام 1928.