المسرى..
إعداد: كديانو عليكو
انتج العراق المئات من الافلام السينمائية على مدى تاريخه في تاسيس الفن السابع، وقبل الحرب العالمية الاولى لم يكن للسينما وجود في العراق، وبالرغم من أن أول فيلم عرض في العراق كان في عام 1909، إلا أن لا نشاطا سينمائيا واضحا نشأ، حيث ظلت الأفلام الاجنبية الصامته هي المتاحة إلى ان قام بعض التجار بتشييد دور للسينما في بغداد والمدن العراقية الكبيرة، واخذو يستوردون بعض هذة الأفلام بين وقت واخر.
وفي عام 1921-1922 زاد عدد دور السينما تدريجيا، وتضاعف عدد الأفلام الصامته إلى ان بدأت تظهر الأفلام الاجنبية الناطقة.
قصة “ابن الشرق”
عادل شاب عراقي يتوجه إلى القاهرة لاستكمال دراسته في مجال الطب، تعترض حياته فتاة غنية مستهترة، تتمكن من أخذه من خطيبته، إلا أنه يندم بعد حين، ويعود إليها وتسافر معه إلى العراق بعد نجاحه العظيم باكتشاف دواء جديد لمرض خطير كان له الفضل في شفاء أحد الأثرياء في مصر من مرضه.
هذه حكاية “ابن الشرق”، اول فيلم عراقي يرى النور عام 1945 والذي كان انتاجه مشتركا بين العراق ومصر، اخراج المصري إبراهيم حلمي وتمثيل عدد كبير من الفنانين العرب مثل بشارة واكيم ومديحة يسري ونورهان وآمال محمد وسعيد خليل، ومن العراق شارك في الفيلم عادل عبد الوهاب وعزيز علي وحضيري أبو عزيز.
استبدال الفيلم
وأصبح يوم عرض فيلم “ابن الشرق” عيدا للسينما العراقية يحتفل به السينمائيون العراقيون، لكن بعد مدة اعترض عليه البعض لأنه لم يكن عراقيا خالصا واستبدلوه بفيلم “فتنة وحسن” الذي أخرجه الفنان حيدر العمر عام 1954.
عرض فيلم ابن الشرق
عرض الفيلم خلال أيام عيد الأضحى في 20 تشرين الثاني 1946 في سينما الملك غازي ببغداد وحقق إقبالا جماهيريا لا باس به، أما عرضه في القاهرة فكان في 23 كانون الثاني 1947 في سينما لوكس.
حقق فيلم ابن الشرق نجاحاً جيداً وهذا ماحفز الشركات السيمنائية الاخرى الى انتاج افلام جديدة، فقد أنتجت شركة اصحاب سينما الحمراء العراقية الفيلم الثاني (القاهرة –بغداد) عن قصة كتبها حقي الشبلي ويوسف جوهر ومثل فيه نخبة من الفنانين العراقيين امثال ابراهيم جلال وعفيفة اسكندر وحقي الشبلي وسلمان جوهر وفخري الزبيدي وعدد من طلبة معهد الفنون الجملية واخرجه الفنان المصري احمد بدرخان وتم عرضه في عام (1947.
قصص متشابهة
ويقول الفنان السينمائي محمد أبو يوسف في تصريحات حول فيلم “ابن الشرق” تابعها (المسرى)، إن فيلم “ابن الشرق” و(القاهرة-بغداد) تم إنتاجهما في الفترة نفسها، قادهما فريق فني مصري والبطولة عراقية مع ممثلين من مصر والعراق ولبنان، قصص متشابهة لم تحقق النجاح المتوقع الذي تحقق في الأفلام العربية الأخرى، وبذلك لم تتكرر التجربة لاحقا لأنها لم تحقق الغاية بخلق أعمال سينمائية رصينة”.
تجربة ناجحة
من جانبه يقول الناقد السينمائي مهدي عباس، إن “الفيلم تجربة في الإنتاج المشترك كادت تصيب الهدف بتحقيق أعمال أخرى في هذا المجال، غير أنها لم تتواصل بالروح التفاؤلية نفسها في الإنتاج المشترك”، مضيفا، “لكن كتجربة على مستوى شباك التذاكر العراقي كانت ناجحة، وحقق الفيلم حين عرضه نجاحا جماهيريا جيدا، لكن مع الأسف اليوم لا تتوفر نسخة من الفيلم لا في العراق ولا في مصر”.