المسرى :
تقرير : محمد البغدادي
ديالى تعاني من جفاف وانخفاض حاد في إيرادات المياه الآتية من إيران، ما ينذر بخطر كبير يهدد سكانها خلال الفترة القليلة المقبلة.
وأدى تراجع إيرادات المياه إلى المحافظة، التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون، والمتمثلة في السيول الآتية من إيران وقلة تساقط الأمطار، إلى انخفاض خزين بحيرة حمرين في ديالى، التي تبلغ قدرتها التخزينية ملياري متر مكعب. مما أثر سلباً على القطاع الزراعي خلال العام الحالي وأجبر العديد من السكان على ترك منازلهم في موجة نزوح جديدة، خصوصاً وأن معظم سكان المحافظة يعملون في الزراعة.
تراجع المساحات المزروعة
ويكشف المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب في تصريحات تابعها المسرى ” أن الوزارة اتخذت بعض الإجراءات لمعالجة مشكلة النقص الحاد في المياه في محافظة ديالى”، مشدداً على ضرورة إجراء تفاهمات مع إيران لضخ المياه لنهر ديالى.
ويضيف ذياب أن “هناك جفافاً حاداً أثر على منسوب السدود والخزانات المائية، إذ لم تكن أمطار خريف هذه السنة مبكرة، ونتوقع تحسن الواردات المائية إلى سدي دربندخان وحمرين”.
وبعدما تراجع إنتاج الحنطة خلال العام الحالي، جراء انخفاض كميات المياه الواردة إلى العراق بمقدار مليون طن، وبلغ 3.5 مليون طن بعدما كان 4 ملايين ونصف في 2020، تتوقّع دراسات وزارة الزراعة أن ينخفض الإنتاج في العام المقبل إلى مليوني طن.
ويعتمد العراق في تغذية أنهاره سنوياً على المياه الآتية من تركيا وإيران، خصوصاً في فصل الربيع، فضلاً عن الأمطار والثلوج، الا أن الموسم الحالي شهد انخفاضاً كبيراً وغير مسبوق منذ سنوات. وبدا ذلك واضحاً من خلال انحسار مساحة نهري الفرات ودجلة داخل الأراضي العراقية.
سوء الإدارة
بدوره، يعزو النائب السابق عن محافظة ديالى محمد الخالدي مشكلة شح المياه في ديالى إلى “سوء إدارة هذا الملف”، محذراً من “هجرة قد تشهدها المحافظة بسبب نقص المياه”.
ويضيف الخالدي أن “سوء إدارة المياه، لا سيما من قبل إدارة المحافظة، أحدث كثيراً من المشاكل”، مشيراً إلى أنه “من ضمن هذه المشاكل التدخلات السياسية في توزيع حصص المياه وزراعة الأراضي أكثر من حجم المياه المخصصة لتلك الأراضي لمصلحة عشائر أو أحزاب”.
ويتوقع الخالدي “هجرة من بعض مناطق ديالى، بسبب شح المياه”، مشيراً إلى أن “بعض سكان المحافظة اعتمد على مياه الآبار ذات كُلف التشغيل العالية في ري الأراضي الزراعية بعد النقص الحاد الذي شهدته المحافظة”.
بدوره، يتوقّع المتخصص في المجال الزراعي عادل المختار أن “تشهد محافظة ديالى وضعاً صعباً في فصل الصيف المقبل، إذا استمر شح المياه”، معرباً عن أمله أن يتحسن الوضع المائي خلال فصل الشتاء الحالي.
ويضيف المختار أن “موسم الجفاف الكبير الذي يمر بع العراق لم يمر به منذ أربعين عاماً”، لافتاً إلى أن “الحلول قد تكون معدومة، باستثناء بعض الإجراءات التي اتخذتها وزارة الموارد المائية”.