المسرى :
تقرير : هناء رياض
من كان يتخيل ان العراق الذي لم يسجل جرائم التعاطي او التجارة في المخدرات قبل 2003 , تحول اليوم لواحد من اكبر المستهلكين لأغلب انواعه في الشرق الاوسط ؟
الاخبار اليومية لوزارة الداخلية لايمكن ان تخلو من قضايا المخدرات
فلايمكن ان يمر يوما واحدا في العراق دون ان تقرأ في مطلع اخبار وزارة الداخلية عن تلك التي تؤكد القاء القبض على متعاطي او مروجي المخدرات , حتى بات الامر روتيناً مملاً وسط اهمال حكومي واضح لهذا الملف الخطير
مجلس القضاء العراقي يؤكد ان نسبة الادمان وصلت 50%
وفيما كشف مجلس القضاء الأعلى في العراق، من أن نسبة إدمان الشباب للمخدرات قد تصل إلى 50 في المئة، عازياً الأمر إلى “سوء الأوضاع الاقتصادية” في البلاد. فأن الدولة تقف مكتوفة الايدي في مواجهة تلك الكارثة الانسانية , فلا مراكز حكومية لمعالجة الادمان ولاقوانين مستحدثة للتعاطي مع المشكلة المتفاقمة ,ولا حملات اعلامية مكثفة للتوعية حول مخاطرها ..
مختصون : اسعار المخدرات تختلف بأختلاف انواعها
يعزو المختصون انتشار المواد المخدرة في اوساط الشباب بشكل مخيف لاسباب اقتصادية واستمرار مشكلة البطالة , ولكن السؤال الذي يطرح ذاته , ان كان العاطل عن العمل لايجد قوت يومه فكيف له ان يبتاع غراما واحدا من الكرستال بما لايقل عن عشرين الف دينار عراقي ؟
مراقبون : تجارة المخدرات تسيطر عليها الميليشات والاحزاب النافذة
في الحقيقة لاتبدو مشكلة المخدرات في العراق خصوصا مشكلة اجتماعية او اقتصادية , بل هي مشكلة امنية وسياسية , بدليل اعتراف مراقبين وسياسين بأن تلك التجارة تديرها مليشات مسلحة واحزاب سياسية ..
لا أحصاءات رسمية بأعداد المتعاطين في مختلف المحافظات
وعلى الرغم من انتشار تعاطي المخدرات بشكل واسع، إلا أنه لا توجد إحصاءات رسمية دقيقة في شأن نسب المتعاطين، الذي تختلف من محافظة إلى أخرى، ويفضل معظمهم عدم الذهاب إلى مصحات العلاج نتيجة العقوبات القانونية التي قد يتعرضون لها، ما دفع منظمات حقوقية ومؤسسات رسمية إلى رفع توصيات عدة للحكومة العراقية بإلغاء العقوبات على المتعاطين لتشجيعهم على تسليم أنفسهم إلى مراكز التأهيل.
اغلب من يمارس العنف الاسري من متعاطي المخدرات
ومع تزايد حالات العنف الاسري فأن نسب الضحايا ستكون ضعفين , ضحية مخدرات وضياع للمستقبل وضحية اضعف تتمثل بزوجة واطفال ومقربون . ما يعني انهيار كامل لمنظومة مجتمعية , فمتى يمكن ان تبدأ الدولة خطة حقيقية للقضاء على تلك الافة التي لاترحم