المسرى… تقرير: فؤاد عبد الله
تتفاقم أزمة نقص المياه الصالحة للشرب والري في العراق بسبب قطع إيران روافد نهر دجلة وامتناعها عن تقاسم الضرر معه من جهة، وتقليل حصص العراق المائية من قبل تركيا من جهة أخرى.
شكوى عراقية
وقد أعلن وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني عن تقاسم العراق مع تركيا الضرر بشأن شحّ المياه، فيما انتقد موقف إيران في الشأن ذاته، متهماً إياها بمخالفة المواثيق الدولية، وانها ستتخذ بحقها إجراءات دولية لأنها حولت مجاري الأنهار وهي مخالفة صريحة.
وبخصوص تدويل قضية المياه مع إيران، قال عون ذياب المتحدث باسم الموارد المائية العراقي لـ( المسرى) ” إنه من الناحية الفنية استكملت الوزارة كافة الاجراءات القانونية بالموضوع، ورفعتها إلى الجهات ذات العلاقة للبدء بخطواتها، ولأن الموضوع فيه جوانب سياسية ودبلوماسية، يجب أن يقوم مجلس الوزراء والخارجية العراقية بمتابعتها وذلك برفع دعوى قضائية لدى محكمة العدل الدولية ومنظمة حقوق الانسان لشمولها على مخالفات تتعلق بقطع المياه عن العديد من فروع الانهر التي تدخل العراق من جهة الشرق في إيران وتحويل مجاريها”.
مذكرة تفاهم مع تركيا
وفيما يتعلق بحصة العراق المائية من تركيا، أكد ذياب أنه ” ليس لدى الجانب العراقي أي شيء بخصوصها في الوقت الحالي، لأنه توجد مذكرة تفاهم موقعة بين الجانبين تؤمن حصة معقولة وعادلة من مياهي دجلة والفرات للعراق لدي الجارة تركيا، وأنها (أي المذكرة) قد تمت المصادقة عليها من قبل البرلمان والرئيس التركي في وقت سابق ولا أعتراض عليها وستدخل حيز التنفيذ قريباً، وأن العراق لا يقف عند توقيع مذكرة، بل أنها للمستقبل تعمل على توقيع إتفاقية من الجانب التركي لتأمين ححصه المائية وتقاسم المياه”.
لافائدة من التدويل
أما الخبيرفي شؤون المياه المستشارعادل المختار فيرى أن” تدويل العراق لأزمة المياه مع إيران ستكون بدون نتيجة، إضافة إلى أنها ستأخذ وقتاً طويلاً لحسمها، وأن قضية التدويل كما ذكرها وزير الموارد المائية ستكون بخصوص بعض فقرات إتفاقية 1997 المتعلقة باستخدام مجاري الأنهارغير الملاحية ،واتفاقية 1992 المعروفة باتفاقية هلسنكي التي انضم إليها العراق، ولكن الشيء الملفت للنظرأن إيران اصلاً لم توقع على الاتفاقيتين، وهما اساس إقامة الدعوى”، مبيناً أن ” التحكيم في هذه القضية يجب فيها أن يؤخذ رأي وموافقة الطرفين لكي يدخل طرف ثالث للتحكيم والحسم، لذا سيكون صعباً للعراق أن يخرج بفائدة من الموضوع”.
الجفاف شمل إيران وتركيا أسوة بالعراق
المختار أشار لـ( المسرى) إلى أن” إيران تطالب العراق بالجلوس على طاولة المفاوضات لبحث اتفاقية عام 1975، وهي الأساس والمعترف بها من الجانب الإيراني وتتضمن ثلاث ملاحق ومستويات للأنهارالـ(42) والتي قطعتها عن العراق، وهو ما تدافع عنه طهران دائماً في تصريحاتها”، لافتاً أن إيران هي ايضاً تمر بمرحلة جفاف أسوة بالعراق وتركيا، وبهذه الخطوات تريد أن تناورالعراق لتعبر مرحلة الجفاف، وأن تغيير مجرى الانهار ليست السبب في قلة الإيرادات المائية للعراق، لأن ذلك التغيير خلق مشاكل للداخل الإيراني نفسها كالأهواز وأصفهان، وإنما السبب الرئيسي هو شح المياه بسبب قلة سقوط الامطار”.
ثلاث مواسم غير معتادة
ويعاني العراق من موجة جفاف للموسم الثالث على التوالي في حالة غير معتادة، مما تسبب بتصحر كثير من أراضيه وانخفاض معدلات زراعة الأراضي الصالحة للزراعة، وخاصة في جنوب البلاد.