المسرى :
تقرير : وفاء غانم
شكل ملف المياه تحديا كبيرا في العراق فرغم امتلاكه اهم نهرين في العالم ، لكنه يواجه موجات جفاف تزداد سوءا عاما بعد الاخر, يقابلها فيضانات كبيرة تلحق اضرارا جسيمة بلمواطنين .
وتشيرالاحصاءات والتقارير الدولية الى ان البلد مقبل على كارثة كبيرة تتمثل بشح المياه والجفاف اللذين يفاقمان من ازمات تراكمت على مدى سنوات, بلاضافة الى تحذيرات من فيضانات قد تحصل في فصل الشتاء .
أكثر من 7 ملايين مواطن عراقي مهددون جراء هذه التغييرات .
وقال المستشار في وزارة الموارد المائية بالحكومة العراقية، عوني ذياب عبد الله في تصريح صحفي في وقت سابق ، إن هناك نقصاً مستمراً في واردات العراق المائية من دول المنبع، مشيراً إلى أن أكثر من 98 بالمائة من الموارد المائية تأتي من خارج العراق وخصوصاً من تركيا.
وحذر عبداللة من أن هذه المشكلة “ستسبب نقصاً بالواردات المائية ما سيؤثر على الخزين المائي المتاح في سدود وخزانات العراق لتلبية كافة الاحتياجات المائية للمستهلكين في داخل البلاد سواء للزراعة أو للصناعة أو للشرب” .
ويعتمد العراق في تأمين المياه بشكل أساسي على نهري دجلة والفرات وروافدهما , والتي بدأ منسوبها يتضائل بسبب إنشاء عدة سدود من الجانب الإيراني والتركي على روافد النهر وحجز المياه الذي خلف شحا وجفاف الاف الهيكترات من الاراضي الزراعية وتحويل مجرى النهرين.
ويعاني العراقييون على مدار السنة من مشاكل في المنظومة المائية , فلازال ملايين العراقيين لايحصلون على الماء النظيف والصالح للشرب , وسط انعدام خطة جدية من قبل الحكومة ووزارة الموارد المائية لحلها . بحسب المراقبين
و يرى خبراء في هذا الشأن ان حالات الشح والجفاف هي مؤشر نحو أهمية وفوائد السدود وامكانية تحكمها بالفيضانات وواردات المياه الزائدة عن الحاجة في مواسم معينة واطلاقها في اوقات اخرى لنفس السنة وخاصة مواسم الشحة ولهذا فلافضل ان يكون للعراق عدد كاف من السدود لخزن كميات المياه اللازمة فيها.
والسد هو : بناء حاجز جداري في منخفض او وادي لسد تدفق المياه لحجزها , لاستعمالها في وقتت الحاجة.
انشاء السدود اهمية كبيرة في حل مشكلة المياه فالهدف الاساسي من انشاءه وخاصة في العراق (لانه يعتبر مصب لاهم نهرين في العالم وهما دجلة والفرات وروافديهما ) هو تأمين وتنظيم المياه اللازمة للري من خلال خطط تشغيل صيفية وشتوية مبنية على سياسة تشغيل مركزية لتلبية الاحتياجات المائية على مدار السنة للقطاعات المستخدمة للمياه كافة وخاصة في قطاع الزراعة .بحسب الخبراء
ويوجد في العراق 19 سدا معظمها على نهري دجلة والفرات وروافدهما، إضافة إلى 10 أخرى قيد الإنشاء.
وتم انشاء عدة سدود وبحيرات لتنظيم استخدام المياه والاستفادة منها بشتى المجالات في الزراعة والسياحة ودرء الفيضان وخزن المياه وتنمية الثروة السمكية، وأقيمت في العديد من هذه المشاريع محطات لتوليد الطاقة الكهرومائية والتي تتميز بكونها من الطاقات النظيفة المتجددة التي تنتج بدون احتراق للوقود، لأنها تعتمد على قوة حركة الماء لتحويلها الى طاقة كهرومائية عن طريق التوربينات الموجودة فيها والتي تدار بقوة هذه المياه.
اول سد مائي في تاريخ العراق
ويعد سدة الهندية اول سد مائي معروف في تاريخ العراق الحديث وتم بناءه سنة 1836 على نهر الهندية في عهد الوالي علي رضا باشا وكان طول السد 1200 متر وارتفاعه 6 امتار وعرضه 100 متر .
اهم السدود
سد الموصل الذي من أكبر سدود العراق أنجز عام 1986 على نهر دجلة بسعة خزن اجمالية لأكثر من 11 مليار متر مكعب، يعد سد الموصل من اكثر السدود انتاجا للطاقة الكهرومائية حيث يبلغ اجمالي انتاج محطاته (1050ميكاواطا)
وحذرت جهات معنية لعدة مرات من انهيار هذا السد لوجود اشكاليات في بنائه منذ تاسيسة ,ويتم معالجتها من قبل الجهات المعنية عبر تشكيل فريق صيانة متخصص يعمل على مدار الساعة لمراقبة السد وحشو الفجوات والفراغات التي تنشأ بالأسمنت فور حصولها بلاضافة الى سدود اخرى مثل سد حديثة في محافظة الانبار, سد دوكانالذي يعد من أقدم سدود العراق حيث أنجز عام 1959 بسعة خزنية تبلغ ستة مليارات وثمانمائة مليون متر مكعب من المياه, وسد دربندخان وسدة السامراء وحمرين بلاضافة الى سدود اخرى.
وادى انخفاض منسوب مياه سد دهوك الذي شييد في عام 1985،لأكثر من 7 أمتار أدى إلى ظهور بقايا هذه القرية في مطلع سبتمبر الماضي.
حيث عادت ملامح قرية كري قسروكا أو “قصر التل”، إلى الظهور بعد ما طمرها مياه السد قبل نحو 36 عاماً، وهجرها أهلها.