تقرير: المسرى…
مرة أخرى تكررت تعرض قوات البيشمركة والمدنيين في المناطق الفاصلة بين القوات العراقية وقوات البيشمركة لهجمات لعناصر داعش الإرهابي وقد أوقعت هذه المرة أكثر من 15 شهيدا وجريحا، ما أحيى الدعوات المطالبة بسد الفراغ الأمني في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد ومعالجة الهجمات الإرهابية المتكررة عبر تمشيط المنطة والقيام بعمليات أمنية مشتركة والإسراع في مسك الأرض من قبل اللواءين المشتركين المشكلين حديثا.
تنفيذ عملية مشتركة فورية
فقد أكدت وزارة البيشمركة، اليوم الجمعة ضرورة خروج التنسيق والتعاون بينها وبين وزارة الدفاع العراقية والتحالف الدولي من مرحلة التجمد والبدء بتنفيذ عملية مشتركة فوراً، لضمان عدم تكرار هجمات إرهابيي داعش، متوعدة الإرهابيين ومن يساندهم بـ”دفع ثمن باهظ، وأن دماء الشهداء لن تضيع سُدى”.
وقالت الوزارة في بيان تلقى المسرى نسخة منه “نعلن مرة أخرى، أنه ينبغي إخراج التنسيق والتعاون بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع والتحالف الدولي من مرحلة الانسداد، والبدء بالسرعة القصوى وبدون أي انتظار، بتنفيذ عملية مشتركة، ويجب ألا نسمح مرة أخرى بأن يظل حال الإرهابيين وأوكارهم كما هو أو أن تكون لهم مناطق حماية”. وشددت الوزارة على أن “دماء شهدائنا لن تضيع سُدى، وسيدفع الإرهابيون ومن يدعمهم ثمناً باهظاً”.
تفاصيل هجوم قرجوغ الإرهابي
وأفادت مصادر عسكرية وأمنية بأن مسلحي داعش حاولوا بداية وفي الساعة السابعة من مساء الخميس، الهجوم على قرية لهيبان في سركران لكن رصد حركتهم من خلال الكاميرات الحرارية أدى إلى النجاح في التصدي لهم من قبل أهالي القرية وإجبار المسلحين على الفرار، وفي الساعة 09:45 من مساء الخميس، عاود الإرهابيون الهجوم واستهدفوا هذه المرة قرية خضرجيجة الكوردية، وأغلب سكانها من المزارعين ومربي المواشي، حيث قام العناصر بإطلاق النار على المدنيين وبينهم النساء والأطفال، فيما قامت البيشمركة بالتصدي لهم حيث اندلعت مواجهات بين داعش من جهة، والسكان والبيشمركة من جهة أخرى بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
رئاسة برلمان كوردستان تطالب بالاسراع في ملئ الفراغات الامنية
طالبت رئاسة برلمان كوردستان، الجمعة، حكومتي الاقليم والمركزية بزيادة التنسيق وتمتين علاقاتهما بمراقبة ومتابعة التحالف الدولي ضد داعش، وذلك بعد اعتداء داعش ليلة امس على قريتين في سفح جبل قرجوخ.
وطالبت الرئاسة في بيان تلقى المسرى نسخة منه بعدم “التساهل مطلقا في ملئ الفراغات الامنية والقضاء على داعش”، مشيرة الى انه “حذرنا مرارا وتكرارا من ظهور داعش مجددا وان الاخطار لاتزال قائمة”.
واضافت انه “لطالما تم التركيز على ملئ الفراغات الامنية في المناطق الكوردستانية بين قوات بيشمركه كوردستان و الجيش العراقي والتي يستغلها الارهابيون ويتخذون منها منطلقا للهجوم على اهالي اقليم كوردستان والمناطق الكوردستانية وبيشمركه الاقليم، ومن اجل تسريع خطوات انهاء تلك المخاطر والتهديدات على حياة قوات بيشمركتنا الشجعان وشعب كوردستان، نطالب من حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية المزيد من التنسيق وتعزيز علاقاتهما وملئ الفراغات الامنية وابعاد المخاطر عن تراب وشعب كوردستان، بمراقبة التحالف الدولي ضد داعش”.
وتابعت الرئاسة انه “لابد من عدم ابداء المرونة والتساهل في شغر تلك الفراغات الامنية والقضاء على داعش بشكل كلي، لان التنظيم يشكل تهديدا لامن واستقرار شعب كوردستان والعراق وسائر العالم”.
برهم صالح: ضرورة تعزيز التنسيق بين البيشمركة والجيش
وقد وصف رئيس الجمهورية برهم صالح هجمات داعش على البيشمركة في مخمور بالتطور الخطير. وقال صالح في تغريدة على تويتر تابعها المسرى “إن هجمات داعش على جبهات البيشمركة في مخمور تطور خطير، ومواجهتهم واجبنا الآني العاجل، وتعزيز التنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي ضروري لاجتثاث الإرهابيين وتأمين الأمن للمنطقة. تعازيَّ لأهالي الشهداء الأبطال”.
مسعود بارزاني: تدقيق أكثر في شؤون البيشمركة وخطوط الدفاع
من جانبه دعا رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الى إعادة النظر في خطوط الدفاع لقوات البيشمركة.
وقال بارزاني في بيان تلقى المسرى نسخة منه اليوم “أُعلن انه من اجل الحماية والدفاع عن الارض والوطن يجب اعادة النظر وإجراء تدقيق أكثر في شؤون قوات البيشمركة وخطوط الدفاع واتخاذ الإجراءات الضرورية امام اي تقصير موجود”.
ولفت إلى أنه “من الضروري ايضا الثأر لدماء الشهداء من الاعداء”.
نيجيرفان بارزاني: رد حازم وسريع
أما رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني فقد أكد في بيان أصدره عقب الهجوم أن هجمات داعش اليومية تتطلب رداً حازماً وسريعاً من العراق وإقليم كوردستان لوضع حد نهائي لها، محذرا من أن عدم وجود عملية سياسية قويمة وعدم ترسيخ الأمن والاستقرار السياسي يفتح الباب أمام الإرهابيين للمزيد من استغلال الأوضاع.
وأضاف: “إن إعادة النظر بالأوضاع الحالية والقدرات العسكرية واتخاذ خطوات سريعة وآنية لتنسيق أكثر فاعلية بين الجيش العراقي والبيشمركة وبمشاركة وإسناد التحالف الدولي، أمر ضروري لملء الفراغ الأمني والعسكري وخاصة في المناطق الفاصلة بين البيشمركة والقوات العراقية”.
وتابع بارزاني: “يجب أن تدرك جميع القوى والأطراف العراقية، أنه لحين إيجاد عملية سياسية قويمة، وإرساء الأمن والاستقرار السياسي في البلاد، فإن الإرهابيين سيستغلون الأوضاع أكثر، لذا يجب فإن من أولوية الواجبات الوطنية للعراقيين كافة، تجاوز الخلافات السياسية بأقرب وقت وأن يعملوا معاً لمكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار”.
استعداد حكومة الإقليم للتعاون والتنسيق
من جانبه أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني في بيان حول الهجوم تلقى المسرى نسخة منه أن إرهابيي داعش أصبحوا يشكلون “تهديداً حقيقياً على حياة أهالي المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم، مما يتطلب تعاوناً قوياً ومحكماً بين البيشمركة والجيش العراقي والتحالف الدولي بأسرع وقت ممكن، للمضي باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء تنامي إرهابيي داعش ومحاولات تنظيم صفوفهم ووقف هجماتهم واعتداءاهم الوحشية وحماية حياة البيشمركة وسكان تلك المناطق”.
وأعرب مسرور بارزاني عن استعداد حكومة إقليم كوردستان لتعزيز أي تعاون وتنسيق لمكافحة الإرهاب وتحقيق استقرار الوضع في العراق بشكل عام، والمناطق التي تتعرض إلى اعتداءات داعش بشكل خاص.
قوباد طالباني: تمشيط مناطق الفراغ الامني
فيما شدد نائب رئيس وزراء إقليم كوردستان قوباد طالباني، على ان مخاطر داعش لاتزال قائمة ويجب تمشيط مناطق الفراغ الامني والتنسيق اكثر مع القوات العراقية.
وقال طالباني في رسالة تابعها المسرى ان “ازدياد هجمات داعش الارهابي في هذه الفترة، يثبت انه بالرغم من ان مخاطر تلك الجماعات الارهابية لاتزال قائمة، فلابد من تمشيط ومراقبة وشغر الفراغات الامنية في تلك المناطق، لاسيما المناطق التي تقع بين الخطوط الدفاعية لقوات بيشمركه و القوات العراقية، بالتعاون والتنسيق مع القوات المتحالفة معنا” مضيفا أنه لابد بموازاة ذلك من العمل على مكافحة الفكر الارهابي، لانه طالما كان ذلك الفكر قائما، كان الارهاب موجودا، كما ينبغي علينا اقتلاع الخلايا النائمة من جذورها.
يونامي: تعزيز التنسيق والتعاون الأمني ضرورة
في موازاة ذلك أكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون الأمني ضد الإرهاب.
وقالت البعثة في تغريدة لها على تويتر تابعها المسرى أن “تعزيز التنسيق والتعاون الأمني ضروري في المعركة المستمرة ضد الإرهاب”.
الكاظمي: الهجوم لن يمر دون القصاص من المجرمين
فيما أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول أن القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي تابع باهتمام كبير التعرض الجبان الذي قامت به عصابات داعش الإرهابية على قرية خضرجيجة بالقرب من جبال قرچوغ.
وأكد المتحدث في بيان تلقى المسرى نسخة منه أنه في الوقت الذي ينعى فيه القائد العام للقوات المسلحة هؤلاء الشهداء الأبرار ويعزي أسرهم ومحبيهم بهذا الحادث، فإنه يؤكد أن هذا الهجوم الغادر لن يمر دون القصاص العادل من المجرمين الإرهابيين الذين اقدموا على هذا العمل الجبان.
وأضاف بيان المتحدث أن “القائد العام أكد ان قوات البيشمركة هي من ضمن منظومة الدفاع الوطني وتعمل جنبا الى جنب مع اخوانهم في قواتنا المسلحة الباسلة لتأمين المدن والمناطق” مشددا على “ان العصابات الإرهابية بعد أن منيت بهزائم كبيرة في مختلف مناطق البلاد تحاول بشكل او بآخر تنفيذ أعمال غادرة بعد أن عجزت عن مواجهة قواتنا الأمنية”. واكد القائد العام للقوات المسلحة حسب البيان “على ضرورة رص الصفوف وعدم التهاون او الاستهانة بجيوب عناصر عصابات داعش الإرهابية”.
العمليات المشتركة: التنسيق والتعاون مستمر بين الجيش والبيشمركةوسوف يأخذ أبعادا أوسع
فيما أكدت قيادة العمليات المشتركة أن التنسيق والتعاون الكبير مستمر بين قطعات الجيش العراقي وبين قوات البيشمركة في محافظات ديالى وكركوك ونينوى، وعلى طول مناطق الاهتمام الامني المشترك وسيأخذ أبعادا أوسع من أجل الثأر لدماء الشهداء والإيقاع بالإرهابيين وملاحقتهم في جحورهم وقطع اذنابهم .
جاء ذلك في بيان لقيادة العمليات المشتركة أصدرته اليوم حول الهجوم الإرهابي في قرجوغ تلقى المسرى نسخة منه.
وذكر البيان أنه في محاولة كاذبة لإثبات الوجود لا يخدع فيها الإرهابيون الا انفسهم وفي منحى جبان يجسد مدى عجز داعش الإرهابي واذنابه المنهزمة عن مواجهة قواتنا الأمنية والعسكرية في عموم التراب الوطني بعد كم الضربات الدقيقة والمتابعات الاستخبارية الناجحة لفلوله الهاربة، ها هم يتعرضون على قرية خضرجيجة بالقرب من جبال قرجوغ حيث راح ضحية هذا الاعتداء الغادر عدد من المدنيين العزل وعدد آخر من قوات البيشمركة بين شهيد وجريح.
وتابع البيان إن قيادة العمليات المشتركة وفي الوقت الذي تعزي فيه أبناء شعبنا الكريم باستشهاد هذه الثلة المؤمنة فإنها تؤكد أن التنسيق والتعاون الكبير مستمر بين قطعات الجيش العراقي وبين قوات البيشمركة في محافظات ديالى وكركوك ونينوى ، وعلى طول مناطق الاهتمام الامني المشترك وسيأخذ أبعادا أوسع من أجل الثأر لدماء الشهداء والإيقاع بالإرهابيين وملاحقتهم في جحورهم وقطع اذنابهم .
أربعة هجمات في ستة أيام
وشن تنظيم داعش خلال الأيام الستة الماضية، أربعة هجمات متفرقة أسفرت عن استشهاد 17 عنصرا من البيشمركة وإصابة 9 آخرين، إلى جانب استشهاد 3 مدنيين وإصابة رابع.
في 17 تشرين الثاني الماضي، أسفر انفجار عبوة ناسفة على قوات البيشمركة في “تبي تلان” بناحية كولجو في قضاء كفري عن استشهاد 5 من البيشمركة وجرح 5 آخرين فارق أحدهم الحياى فيما بعد.
وفي اليوم التالي استهدف الإرهابيون نقطة حماية الفرج الثالث في اللواء 17 مشاة بقضاء كفري أيضاً دون وقوع ضحايا.
وفي 29 تشرين الثاني الماضي، هاجم داعش أيضاً البيشمركة على طريق “كوبان” في كفري، وأدى لاستشهاد مقاتلين اثنين من البيشمركة وإصابة اثنين آخرين.
دعوة لعمليات مشتركة
وكان الفريق جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة قد أوضح في تصريحات سابقة لـ(المسرى) أنهم طالبوا الحكومة الإتحادية عدة مرات بسد الفراغ الأمني عن طريق قوات مشتركة من البيشمركة والجيش،أو القيام بعمليات تمشيط مشتركة في تلك المناطق، قائلا: “ولكن لحد اللحظة لم تات بنتيجة تذكر”.
موضحا أن ”الفراغ الأمني حدث بعد عام 2017 عندما انسحبت قوات البيشمركة من تلك المناطق في زمن حكومة حيدر العبادي، ومن حينها أصبحت تلك المناطق فارغة من القوات الأمنية، وهو ما أستغلها مسلحو داعش الإرهابي وأصبحت لهم كملاذات آمنة يتحركون فيها بحرية”.
لوائين مشتركين من البيشمركة والجيش
الياور أكد توصلهم مع الحكومة الإتحادية إلى قرار تشكيل لوائين مشتركين من البيشمركة والجيش وهي في مراحلها النهائية، وبعد انتهائهم من التدريبات سيوزعون على تلك المناطق.
قرارات لحماية الإقليم من داعش
في السياق ذاته، اجتمع بافل جلال طالباني مع عدد من قيادات قوات بيشمركة والمؤسسات الأمنية في الإقليم لبحث الأوضاع الأمنية للمناطق المتنازع عليها والحدود التي تعاني فراغا أمنيا، فيما تم خلال الاجتماع إصدار عدد من القرارات خدمة للأمن والاستقرار وحماية المواطنين وممتلكاتهم، إضافة لحماية أرواح قوات البيشمركة وقوات مكافحة الارهاب وقوى الأمن الداخلي في الإقليم.
سوء التخطيط من الحكومة الاتحادية
أما الخبير الإستراتيجي أحمد الشريفي فقال لـ (المسرى) في تصريح سابق إن عدم سد تلك الفراغات الأمنية في المناطق المشركة بين البيشمركة والجيش العراقي بوجه داعش الإرهابي يعود ” لسوء التخطيط، لأنه في الأساس يجب ألا تكون هناك ثغرات أمنية بين قواطع المسؤولية، التي يقوم التنظيم الإرهابي بإستغلالها”، لافتاً أن “القضية بمجملها عند الحكومة الإتحادية وليس عند الإقليم، وكذلك الموضوع متعلق بإدارة الموارد الإتحادية، لأنها هي الدولة وهي الأكثر صلاحية ولا بد لها أن تغلق تلك الثغرات”.
وعود لم تر النور
الشريفي اوضح كذلك أنه”في حواراتهم مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اشاروا دائماً إلى تلك القضية، ومن جانبه وعد بحلها وسد تلك الثغرات، ولكن على أرض الواقع لم نر شيئاً عمليا لحد الآن”، مؤكداً أن “القضية برمتها شأن إتحادي وعليه انهائها وتوزيع قواطع المسؤولية”.