المسرى :
تقرير : وفاء غانم
يبدو ان الازمات التي توالت على العراق لم ترحم اي جزء من مرافق الحياة فيها , فالواقع الرياضي هو الاخر كان له نصيب من تلك الازمات , فبسبب تردي الوضع الامني والبنية التحتية المتهالكة بلاضافة الى الوضع الاقتصادي الذي يرثى له تم حظر الملاعب العراقية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
بعد 2003 ، اصدر الاتحاد الدولي ( الفيفا) قرارا بحظر الملاعب العراقية من اقامة مباريات دولية فيها , بسبب تردي الوضع الامني , حيث شكل هذا القرار استياء وخيبة امل كبيرين في الشارع الرياضي .
ويلعب المنتخب العراقي المباريات التي من المفترض أن تقام على أرضه، تقام على أراض محايدة اخرى، الأمر الذي طالما كان محل أزاعج لدى الجماهير العراقية التي حلمت في أن تحضر وتدعم منتخب بلادهاعلى ارضه .
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد قرر عام 2018 السماح باستضافة العراق للمباريات الدولية الرسمية في 3 مدن وهي اربيل والبصرة وكربلاء ، لمدة 3 أشهر، لتكون محطة اختبار حقيقية قبل رفع الحظر بشكل نهائي منهيا بذلك الحظر بشكل جزئي على الملاعب العراقية.
لكن فيفا عاد وفرض الحظر على ملاعب العراق في العام التالي 2019 جراء الأحداث التي رافقت الاحتجاجات الشعبية.
وكشف مسعود عن كواليس قرار فيفا برفع الحظر عن ملاعب العراق عام 2018، والإجراءات التي اتخذها اتحاد الكرة العراقي عندما كان رئيساً له.
وأوضح أن “الاتحاد العراقي، رفع شكوى بمحكمة كاس الدولية كورقة ضغط بعد ان جدنا بان عدم السماح للعب العراق على ارضه غير مبرر لاسيما وانه ينعم بالامان ويمتلك افضل الملاعب التي تضاهي ملاعب العالم”.
واضاف مسعود، “بعد ان علم الاتحادين الدولي والاسيوي بالشكوى، اشعرنا الاتحاد الاسيوي بسحب الشكوى التي رفعناها بمحكمة كاس وانه سيقف الى جانبنا بهذا الملف”.
وتابع القول، “بعد موافقتنا على سحب الشكوى ارسل الاتحاد الاسيوي لجنة اطلعت على ملعب البصرة واصدرت قرارا سريعا باقامة مباريات التصفيات الاسيوية في العراق، وفعلاً تم اللعب وواجه منتخبنا نظيره الهونكونغي، لكن بعد ذلك اندلعت التظاهرات في البصرة ليتم نقل مباريات التصفيات والتي كانت امام ايران والبحرين الى ارض مفترضة وقد اخترنا حينها الاردن”.
تأجيل بطولة “خليجي 25”
وكانت لجنة التفتيش التي شكلها الاتحاد الخليجي برئاسة اليمني حميد الشيباني، قد قامت بعدة زيارات ميدانية تفقدية لمنشآت بمدينة البصرة، علن اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، في 20 سبتمبر، عن تأجيل بطولة “خليجي 25” التي كانت مقررة في مدينة البصرة العراقية ديسمبر الحالي ، إلى يناير 2023.
وكان القرار متوقعا في ظل نواقص في ملف جاهزية مدينة البصرة لاستضافة البطولة، إلى جانب ضغط كبير تعاني منه أجندة الاتحادات الخليجية محليا وقاريا ودوليا، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وكانت لجنة التفتيش التي شكلها الاتحاد الخليجي برئاسة اليمني حميد الشيباني، قد قامت بعدة زيارات ميدانية تفقدية لمنشآت بمدينة البصرة، ومنها ملاعب وفنادق، ورفعت تقارير ناقشها المكتب التنفيذي للاتحاد.
وضغطت بعض الاتحادات الخليجية باتجاه التأجيل إلى ما بعد نهائيات كأس العالم التي تستضيفها قطر خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2022.
ويذكر أن العراق لا يزال يواجه حظرا لإقامة المباريات على أرضه جراء الأوضاع الأمنية منذ العام 2019.
وكان من المقرر أن يستضيف مباريات المنتخب العراقي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، وذلك منذ نهاية العام 2019.
عجز واهمال الجانب العراقي
2021-10- 27 قال رئيس اتحاد كرة القدم السابق عبد الخالق مسعود في تصريح صحفي في وقت سابق ، ان هناك “إهمالا” من جانب العراق في ملف الحظر الدولي المفروض على ملاعب البلاد.
وقال مسعود في تصريح صحفي ، إنه “يحق للاتحاد العراقي لكرة القدم رفع شكوى ضد الاتحاد الدولي في محكمة كاس الدولية بسبب منع العراق من اللعب على أرضه، لكن لا نعرف هل سيكسب القضية ام لا؟”.
وأضاف، “لن تنفع الشكوى في الوقت الحالي، وكان من المفترض ان تقدم بوقت مبكر”
ويرى خبراء في الشأن العراقي ان البلد بحاجة إلى موقف سياسي ودبلوماسي ورياضي كبير، وتحرّك جاد لمسك ملف متكامل من أعلى المستويات في الدولة بغية استحصال حقوق العراق وإنهاء قضية الحظر التي أصبحت واحدة من القضايا المستعصية جرّاء سوء التعامل و”اللاعقلانية” في الطرح أزاء هكذا ملف سيادي لا يجوز أن يتصرّف به البعض من دون حكمة وبعيداً عن توجّه الدولة وسياستها”.
مفاوضات غير منتجة
وفي 28-9-2021وزار وفد من لجان الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) محافظة البصرة، بحضور وزير الشباب والرياضة، رئيس الاتحاد العراقيّ لكرة القدم، عدنان درجال، وذلك للإطلاع على المنشآت الرياضية والبنى التحتية من أجل رفع الحظر عن الملاعب العراقية وعودة منتخباتنا الوطنية للعب على أرضها من جديد,بحسب بيان عن الاتحاد العراقي لكرة القدم
وجاءت زيارة وفد الاتحاد الدوليّ بعد مخاطباتِ اتحاد الكرة بضرورة عودة المباريات الدولية الى العراق، وتحديداً البصرة، لانتفاء الأسباب التي أدت الى عدم خوض منتخبنا الوطني مبارياته في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال الدوحة في قطر كأرضٍ افتراضية.
وقال رئيس الإتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال في تصريح صحفي في وقت سابق إن قرار اللعب في ملاعبنا ليس بالامر السهل ولا الهين”، موضحاً أن “تقارير أمنية تخص الوضع العام في البلد تصل للاتحاد الدولي وتعرض عليه بشكل متواصل ويتخذ من خلالها القرارات.
وأضاف درجال، أنا لم اشعر من خلال لقاءاتي المتكررة برئيس الاتحاد الدولي أنه يتعمد ابعاد العراق من احتضان مبارياته الدولية الرسمية كما يثار في وسائل الاعلام.
وبين أنه لاتوجد عواطف او مجاملات لدى الاتحاد الدولي في مثل هكذا امور، سيما وأنه يترقب الوضع في العراق وتصله معلومات دقيقة في ضوءها يخرج بمقرراته بشأن السماح او الرفض لاقامة المباريات في ملاعبنا.
وفي الساق ذاته عقد رئيس الإتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، الإجتماع الدوري الأول مع رؤساء الإتحادات الفرعيّة، بحضور عضوي الإتحاد أحمد عودة ورحيم لفتة، والأمين العام للإتحاد محمد فرحان.
وأكدَ درجال على ضرورة تقديم الدعم الكامل للإتحادات الفرعية وتنظيم الدورات التطويرية للأعضاء والعاملين فيها، وتخصيص منحة شهرية لمرتبات الموظفين الإداريين أمين السر ، الأمين المالي، موظف إدارة، وأخرى سنوية لإقامةِ النشاطات المصادق عليها ضمن المنهاج السنوي للإتحادات الفرعيّة، وأهمها بطولة الجمهورية للمنتخبات ودوري الفئات العمرية.
وبين درجال: ان تلك النشاطات ستسهم بشكل كبيرفي إعادة تفعيل الاتحادات الفرعية ومساهمتها في تطبيقِ البرامج الموضوعة لتطوير الملاكات الإدارة والفنية العاملة في مجال كرة القدم من لاعبين، مدربين، حكام وإداريين.
مشدداً على: أن التنظيم الإداري وتطبيق القانون هو بداية النجاح على المستوى الفني.
من جهتها، أعلنت الاتحادات الفرعية تأييدها المطلق لكل القرارات التي يتم إتخاذها بما ينسجم وقانون 24لسنة 2021 ، وكذلك النظام الأساس في الاتحاد، وإن تطبيق البنود القانونية من قبل أعضاء الاتحاد سيكون بمثابة الدافعِ الكبير لرؤساء وأعضاء الاتحادات الفرعية للمضي في تنفيذ الفقراتِ القانونيّة التي تتوافقُ مع النظام الأساس في الاتحاد
وأعلن رئيس السويسري جاني إنفانتينو، مارس 2018، عن قرار للاتحاد بالسماح باستضافة العراق للمباريات الدولية الرسمية في 3 مدن،
ويرى مراقبون في الشأن الرياضي العراقي ان المفاوضات والحوارات التي قام الجانب العراقي لانتيجة لها ولانفع.
تعاطف خليجي
وفي زيارة لرئيس الإتحادين الخليجي والقطري حمد بن خليفة آل ثاني 28-4-2021 للوفد العراقي الذي يضم وزير الشباب والرياضة عدنان درجال ومحافظ البصرة أسعد العيداني ورئيس الهيئة التطبيعية إياد بنيان والأمين العام للتطبيعية محمد فرحان في مقر إقامتهم بالعاصمة القطرية الدوحة.
اكد أن الاتحاد الخليجي سيدافع بقوة من أجل الحصول على قرار رفع الحظر الكلي عن الملاعب العراقية وبأقرب وقت.
وقال بن خليفة بحسب بيان لوزارة الشباب والرياضة العراقية ورد في تصريح صحفي ، إن “حصول العراق على حق استضافة خليجي 25 وبالإجماع يعني ثقة الإتحادات الخليجية بالعراق.
اخر المستجدات حول الملف
وعن اخر المستجدات في ملف رفع الحظر عن الملاعب العراقية صرح عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم، أحمد الموسوي، في تصريح صحفي في وقت سابق ، وقال الموسوي، إن “ما تتداوله بعض المواقع والقنوات الإعلامية من تصريحات غير رسمية لا قيمة لها”، مبينا أن “اتحاد الكرة لم يصرح رسمياً بهذا الخصوص في الآونة الأخيرة”.
وأضاف الموسوي أن “تقرير اللجنة التي زارت العراق وصل إلى الاتحاد الدولي للاطلاع على مضامينه ونحن بانتظار قرار الفيفا”، لافتاً إلى أن “الاتحاد العراقي في اجتماعه الأخير خاطب الفيفا بتضمين تقرير اللجنة لأجندة الاجتماع المقبل لإصدار القرار الحاسم بحق العراق بأن يحتضن المباريات الدولية، ولاسيما أن المسبب قد زال وهو التظاهرات “.
وتابع الموسوي أن “اللجنة طالبت اتحاد الكرة بالخطة الأمنية وتم تزويدهم بها من قبل محافظة البصرة بعد اطلاعهم على الملاعب والمستشفيات والمرافق الخدمية الأخرى”، مشيراً إلى أن “المسببات الامنية التي على أساسها فُرض الحظر بشكل مؤقت، أزيلت تماماً ونحن الآن بانتظار قرار من امنية الفيفا بهذا الخصوص بعد اجتماع الفيفا والبت فيما تناوله تقرير اللجنة”.
انصفونا حظر العراق ظالم”
وتصدر وسم ” انصفونا حظر العراق ظالم” منصة تويتر للمطالبة برفع الحظر الرياضي عن العراق.
ودعا مدونون الجماهير الرياضية الى رفع لافتات تحمل هذا الوسم باللغتين العربية والانكليزية، خلال المباراة التي اقيمت بين المنتخب الوطني ونظيره القطري ، ضمن الجولة الحاسمة لكأس العرب، بغية لفت انظار العالم تجاه مسألة الحظر على الملاعب العراقية.
وتفاعل اعلاميون عراقيون وعرب وناشطون ومدونون مع الحملة.
وودع المنتخب العراقي امس الاثنين بطولة كأس العرب بعد الهزيمة أمام نظيره القطري بثلاثية .