المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
عانى العراق ولا يزال من تداعيات الحروب العبثية التي خاضها في السابق ومن الحروب الطائفية والإرهاب، ودفع ثمنها خيرة شبابه ومقدراته، إضافة إلى المآسي والدمار والخراب والفشل والفوضى في فترات مختلفة.
ويتسائل الكثيرون من العراقيين ألم يحن وقت البناء والنهوض؟ متى ترتقِ عقلية السياسي العراقي إلى مستوى خدمة الصالح العام دون الجهوية والمصالح الشخصية؟
خلل في العقلية
الباحث والأكاديمي الدكتور إحسان الشمري يقول لـ (المسرى) في هذا السياق إن “العقلية السياسية التي أدارت البلاد منذ العام 2003 وإلى اللحظة، مصابة بخلل كبير جداً، ألا وهي عدم النضج السياسي وعدم إيمانها بالديمقراطية كنظام للحكم يدير مؤسسات الدولة، إضافة إلى كونها عقليات قدمت مصالحها الفئوية والحزبية والزعاماتية الضيقة على المصالح العليا للبلاد”، مبيناً أن “تلك العقلية السياسية كانت سبباً لما وصل إليه العراق اليوم من إنحدار في كل المستويات أمنياً وسياسياً واقتصادياً”.
مستوى الطموح
وأوضح الشمري أن ” الخلل يمكن تحديده أيضاً لدى العقلية السياسية للقوى التقليدية التي لم تستطع أن ترتق لمستوى طموح الشعب العراقي”.
الفوضى
أما المختص في العلاقات الإستراتيجية عبد الجبار جعفرفأشار لـ( المسرى ) إلى أن ” العراق أبتُلي بمجموعة من السياسيين منذ 2003 وهم في الأساس ليسوا رجال دولة، ولا يعيشون إلا في الفوضى، ولا يحملون في جعبهم فكر بناء دولة، وآخر هموهم خدمة الشعب والقضاء على معاناتهم”، لافتاً إلى أن من “طبيعة الدول الديمقراطية أن تكون إجراءاتها سلسلة، وراحة مواطنيها همهم الأكبر، واستقرار وتنمية بلدانهم شغلهم الشاغل، وهذا يكاد يكون معدوما في العراق ولا تجده في قاموسهم السياسي”.
كم من المشاكل
جعفر أكد أن ” العراق يحتاج إلى حرق مراحل، ويواجه كما هائلاً من المشاكل في الداخل والخارج فمثلاً نرى واقعا خدمياً منهاراً وبنية تحتية مهترئة لا فيها بناء جديد أو إعمار وصيانة للقديم، وهذ يشمل كل القطاعات دون استثناء، ما حدا بالمواطن أن يصاب بحالة من الإحباط واليأس”، وبخصوص مشاكله الخارجية بين أن “دول الجوار تشن عليه حرب المياه وتبني السدود على حصصه المائية دون يفعل أو يخطو خطوة جدية لمعالجتها،غير مكترثين بحالة البلاد، هذه كلها أدلة على فشل السياسي العراقي في بناء الدولة”.
مصالح حزبية
ولا يمكن للمواطن والشعب العراقي أن يحصل من عقل سياسي مليء بالمصالح والمغانم الفئوية والحزبية أن يخدم البلاد ويعمل على بنائه ونهضته، ويطبق النظم الديمقراطية لبناء مؤسساته، وعلى العكس يحاول ذلك السياسي وبشتى الطرق أن يؤسس لنظام يضمن بقاءه في السلطة أو ضمن دائرة النفوذ.