المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
أنهت الولايات المتحدة الأمريكية، مهمتها القتالية في العراق طبقاً لمخرجات الجولة الاستراتيجية الأخيرة بين بغداد وواشنطن، التي جرت في تموز الماضي، ومن جانبه أعلن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف وانسحابها من العراق رسميا على أن تستمر العلاقة بينهما في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.
تحذيرات
وفي المقابل هناك قوى سياسية وحكومية حذرت أكثر من مرة من تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق، واستغلال ذلك الفراغ من قبل الفصائل المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
التأكيد على البقاء
الدكتور أسامة السعيدي رئيس الجمعية العراقية للعلوم السياسية يقول في هذا السياق لـ( المسرى) إن “الخروج يشمل الفرق والألوية القتالية التي بدأت مهامها في العراق بعد أحداث عام 2014، عندما سيطر تنظيم داعش على عدد من مناطق ومحافظات البلاد، بمعنى انتهاء مهامها القتالية التي كانت تضطلع بها طيلة الفترة الماضية “، مبيناً أن “هذا الانسحاب ليس معناه انتهاء التواجد الاميركي في العراق، بل على العكس أميركا تعتقد أنها لا بد وان تحافظ على وجودها في العراق حتى وإن كان رمزياً أوشكلياً لعدد من الأفراد”.
تقديم طلب دولي
السعيدي أوضح أن “أميركا تنظر إلى العراق كبلد مهم وله إطلالات جغرافية على جيرانه إيران وتوركيا وسوريا، لذا لا بد وأن يكون له توجد في المنطقة تحت عناوين ومسميات مختلفة كمستشارين أو مهام تدريبية أو للمساعدة في الجانب الإستخباري والتنسيقي”، لافتاً إلى أن “على الحكومة العراقية عبر وزارتها الخارجية تقديم طلب للأمانة العامة للأمم المتحدة تدعو فيها إلى إصدار قرارمن مجلس الأمن لإلغاء القرار 2170 الذي جاءت بموجبه قوات التحالف الدولي إلى العراق لتنهي هذا التواجد العسكري الدولي على الأراضي العراقية ويؤطرالانسحاب بقرار قانوني دولي وتنتهي كل الإلتزامات والترتيبات التي حصلت عليها تلك القوات بموجب ذلك القرار”.
شكليات التواجد العسكري
أما الخبير العسكري مؤيد الجحيشي فأشار لـ( المسرى) إلى أن “عملية الانسحاب ما هي إلا انتهاء لشكليات التواجد العسكري الأمريكي في العراق، لتتحول لاحقاً من المهمات القتالية إلى مهمة مستشارين وخبراء لمساعدة الجيش العراقي في الاستقرار وترسيخ الأمن فقط”، وعما إذا كان هذا الانسحاب بداية نهاية أزمات العراق أكد الجحيشي أن “هذا الموضوع ليس له أي علاقة لا من قريب أو من بعيد بأزمات العراق المختلفة”.
إسدال الستار
وبعد سبع سنوات من الحرب على تنظيم داعش الإرهابي اسدل التحالف الدولي بقيادة اميركا الستار على مهامه القتالية في العراق، ولكن في الواقع، سيبقى نحو 2500 جندي أميركي وألف جندي من قوات التحالف في العراق وهي قوات غير قتالية تقوم بدور الاستشارة والتدريب فقط ، كما يتوقف بقاؤها على طلب الحكومة العراقية وبالتشاور.