قال رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال القداس الذي أقيم في كاتدرائية ماريوسف ببغداد بمناسبة عيد الميلاد المجيد في يوم الميلاد يتوقف صوت الحرب، ويجب علينا الاستمرار بصناعة الأمل.
وأضاف: لقد خلق الله البشر شعوباً وقبائل وأدياناً، والعراق جامع لهذه المكونات العديدة، ويجب علينا أن نحافظ على هذا الإرث العراقي في التنوّع.
وأوضح الكاظمي أننا نحتفل بأعياد الميلاد المجيد التي أصبحت رمزاً لهوية وطنية عراقية عابرة، ويتحتم علينا أن نخلق هوية عراقية عابرة للطوائف والأديان، واليوم نحتفل بأيام الميلاد بوصفها أياماً للاحتفاء بالروحانية، والتسامح، والحياة.
وقال: ” توحدُنا هذه الأيام المقدسة التي هي ذكرى لميلاد سيدنا المسيح، نبياً للمسيحيين والمسلمين على حدٍ سواء”.
وأوضح ” توحدنا سابقاً في مواجهة الإرهاب والتصدي للتنظيمات الإرهابية ونتوحد اليوم في إحياء يوم الميلاد المجيد، لقد شارك العراقيون بكل أطيافهم في مواجهة الإرهاب مسلمون ومسيحيون وكل الطوائف الأخرى”.
ووجه الكاظمي كلامه للمسيحيين قائلا: ” هذا البلد وهو بلدكم يمثّل تنوعاً دينياً غنياً ورصيداً بشرياً وحضارياً وروحياً للعالم أجمع يمتلكُ ثروةً حقيقية، وهو التنوع الديني والثقافي الذي يمتلكه العراق، وينبغي للعراقيين جعله مصدر قوة، بعض الدول تنفق مليارات الدولارات من أجل خلق التنوع؛ لهذا علينا استثمار التنوع بما يدعم بمكانة العراق الوطنية والإقليمية والدولية”.
وأشار الكاظمي إلى أن الحكومة خلال العام ونصف العام، عملت على النهوض بجميع قوى المجتمع بمكوناتها الخيرة كافة؛ من أجل تدعيم مكانة العراق الإقليمية، فضلاً عن محاولة دعم النهضة الروحية والوطنية لأطياف المجتمع العراقي من أجل إرجاع التلاحم بين مكوناته، ومن أجل تدعيم مكانته الإقليمية والدولية.
وبيّن أنه كان لأهلنا المسيحيين وتكاتف رجال الدين والقيادات المسيحية مع المكونات الأخرى دور لا غنى عنه بأن تعمل يداً بيد؛ من أجل تدعيم هذه المكانة.
ولفت إلى أن العراق قد شهد حركة وطنية ودبلوماسية قوية خلال هذه الفترة، وذلك رغم التحديات الجسيمة التي واجهتها حكومتي من الجائحة والأزمة الاقتصادية والصراع الإقليمي والدولي. واستطرد قائلا: ” ما كان لذلك أن يتمَّ لو لم يكن العراقيون متعاونين فيما بينهم ومساندين لجهود الحكومة”.
وقال أيضا: ” نجحنا في رفع اسم العراق، ووضع الخطوات التأسيسية الأولى للإصلاح الاقتصادي، وإجراء الانتخابات ناجحة ونزيهة في فترة قياسية، مضافاً إلى إطلاق مشاريع الإعمار والتعاون الاقتصادي مع دول المنطقة وتعزيزِ مكانة العراق إقليمياً ودولياً”.
وأكد مرة أخرى على أنه لا يمكن تخيل هوية العراقيين بدون المسيحيين ولا يمكنُ ذلك بدون المكونات الأخرى كافة من مواطني العراق.
وعبر عن رأيه في الوضع السياسي قائلا: “لا اعتقد بوجود انسداد سياسي، أو في العمل السياسي، كانت هناك انتخابات وهناك تحديات نواجهها والآن هناك حوار، بعض الدول تتأخر فيها تشكيل الحكومات لمدة طويلة، لا يوجد خيار أمامنا سوى الحوار فهو الحل لبناء مستقبل يليق بالعراقيين بكل طوائفهم، ويجب أن يكون الحوار فرصة للأمل لا أن يتحول إلى عنصر تهديد وابتزاز، فالعراق يبنى عن طريق التفاهم”.
وأضاف: “للأسف نسمع من يقول إن أعداد المسيحيين بالعراق في تناقص مستمر؛ لهذا يجب أن نشجع المسيحيين على البقاء في العراق والمساهمة في بناء هذا الوطن، وبناء هويته الوطنية، وأن نواجه التحديات سوياً”.
وعن تحسن الوضع العراقي لفت إلى أنه تم رفع تصنيف العراق الائتماني درجتين قبل أسابيع، وهو ما يحدث لأول مرة منذ عام 2003؛ وهذه هي نتائج الورقة البيضاء للإصلاح الاقتصادي التي بدأت تثمر.