المسرى :
تقرير : علي الحياني
ما زالت الروايات متضاربة بشأن “مجزرة جبلة” بين مشاهد قاسية تظهر فاجعة كبرى وآثار مثيرة للشك، وعدم توفر رواية واضحة من السلطات الرسمية حتى الآن.
الرواية الأولى
فمنذ مساء الخميس، تسرب إلى وسائل الاعلام رواية عن قيام شخص “إرهابي” بقتل عائلته بالكامل والمكونة من أكثر من 20 شخصًا وإقدامه على الانتحار بعد اشتباكات مع قوات أمنية طوقت منزله في قرية الرشايد بناحية جبلة شمالي بابل، ودامت هذه الاشتباكات من الساعة الثالثة عصرًا وحتى السابعة مساءً، أي لمدة 4 ساعات.
رواية مختلفة وطريقة وحشية بالقتل
بعد ذلك أصدرت قيادة عمليات بابل، بيانًا أكدت فيه، أنّ العملية العسكرية جاءت بعد ورود أنباء بوجود “مطلوبين اثنين”، ولم تشر إلى نوع التهمة الموجهة لهذين المطلوبين، مؤكدة أنّ “صاحب المنزل فتح النار على القوة العسكرية وأصاب اثنين من القوة”، فيما أشار البيان إلى أنّ “الاشتباكات استمرت لمدة 4 ساعات وعند انتهائها وجدوا 20 قتيلًا داخل المنزل”، ولم يورد البيان أي معلومات بشأن الطريقة التي قتلت بها العائلة.
مشاهد قاسية ووجوه يغطيها السواد
ووسط تضاربات الروايات الأولية، أظهرت مقاطع مصورة مشاهد قاسية لجثث أطفال ونساء وشبّان، مليئة بالغبار ووجوههم يغطيها سواد، الأمر الذي أطلق الشكوك حول كونهم قتلوا برصاص والدهم كما أشارت الرواية الحكومية الأولية الأولية.
في الأثناء تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي رواية جديدة تبرئ صاحب المنزل، مؤكدة أنّ الشخص لديه مشكلة شخصية مع أحد الضباط في القوات الأمنية الذي استغل منصبه لتلفيق تهمة تجاه صاحب المنزل وأرسل قوات عسكرية إليه ليقوم الأخير بفتح النار على القوة، أدى لاشتباك عنيف أمطرت من خلاله القوة العسكرية المنزل بوابل من النيران بأسلحة ثقيلة وصواريخ “آر بي جي سفن” أسفر عن مقتل العائلة بالكامل.
مشكلة عائلية أدت إلى وقوع المجزرة
وقالت شقيقة صاحب المنزل وهي تبكي بحرقة متحدثة لوسائل إعلام محلية إنّ “شقيقها لديه مشكلة مع صهره وهو ضابط يدعى شهاب من سكنة بغداد، مما أدى لقيام الأخير بإرسال الأجهزة الأمنية لمنزل شقيقي الذي قام بدوره بفتح النار عليهم دفاعًا عن النفس”، ليقوم شهاب بتعزيز القوة بقوة عسكرية أكبر، قامت بفتح النار بأسلحة ثقيلة وصواريخ، متهمة إياهم بـ”قتل العائلة كاملة من بينهم طفل لا يتجاوز عمره الـ18 يومًا”.
تشكيل لجنة تحقيقة ونتائج سريعة
رئيس خلية الإعلام الأمني اللواء سعد معن أعلن عن تشكيل لجنة تحقيقية تكشف عن نتائجها سريعاً وتظهر للرأي العام.
في وقت أعلنت وزارة الداخلية عن حجز قائد شرطة بابل ومدير الاستخبارات وتكليف اللواء خالد تركي بمهمة قيادة شرطة المحافظة.
تهمة جاهزة للإبتزاز
المحلل السياسي هاشم الكندي يقول إن، تهمة المخدرات أصبحت جاهزة للإبتزاز، وماجرى في جبلة هي جريمة، أرادت الحكومة تغطيتها.
مبيناً أن “ملف المخدرات أصبح خاضعاً للمساومات على اختلاف مسمياتها، ونتائج التحقيق التي ينتظرها الرأي العام ستكون غير منطقية، كما حدث مع الملفات والحوادث السابقة”.
عدد الشهداء الذين سقطوا في الجريمة
ويوم الخميس الماضي أعلن محافظ بابل حسن منديل عن ارتكاب مجزرة بناحية جبلة الواقعة شمالي المحافظة، أدت لاستشهاد 20 شخصاً من عائلة واحدة.