المسرى :
تقرير : وفاء غانم
لايقتصر الوصول الى نتائج تعاطي المخدرات التقليدية وتأثيراتها على الدماغ فقط على اخذ المادة المخدرة مثل الهيروئين والكوكائين والكريستال وغيرها من انواع المخدرات بل تعد الامر ذلك, فمع التقدم الكبير وثورة التكنولوجيا وتطورها، وتحت إصرار الإنسان على أن التوجه او ابتكار وصنع مايؤذيه ، تمكن الانسان من ابتكار طريقة جديدة وصل بها لتحريك التفاعلات الكيميائية التي تحركها المخدرات التقليدية ، دون التعاطي الفعلي للمخدرات ، فأصبح يصل للنتيجة مباشرة دون المرور بمراحل التعاطى من تحضير المادة المخدرة و تناولها ، سواء كانت تتعاطى بالحقن أو الاستنشاق أو البلع ، فأصبح الخطر الناتج من التعاطي مضاعفا, حيث ظهرت المخدرات الرقمية أو ما يُطلق عليها اسم “Digital Drugs” أو iDoser”” لتحل محل تلك المواد ( المخدرات ) بأمتياز وبشهادة الخبراء المختصين بهذا المجال .
المخدرات الرقمية
برزت في الآونة الأخيرة أنباء عن انتشار المخدرات الرقمية، التي يتم الحصول عليها عن طريق مقاطع موسيقية “MP3” وعبر مقاطع الفيديو على الانترنت، والتي تعطي المستمع نشوة بعد الانتهاء من سماعها، على حد تعبير المروجين لها، في حين يذهب البعض الآخر إلى كونها مقاطع موسيقية تساعد على التركيز والاسترخاء كتلك المستخدمة في رياضات التأمل واليوغا.
وتعرف المخدرات الرقمية على انها عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمني على سبيل المثال وترددات أقل إلى الاذن اليسرى. نشأت هذه “المخدرات الرقمية”، على تقنية قديمة تسمى “النقر بالأذنين”، اكتشفها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف.
كيف بدأت المخدرات الرقمية ؟
كانت بداية هذه «المخدرات الرقمية»، على تقنية قديمة تسمى «النقر بالأذنين»، اكتشفها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف في عام 1839 واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف، أو تستخدم في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج السلوكي عن طريق الأدوية، ولهذا تم العلاج عن طريق ذبذبات كهرومغناطيسية لفرز مواد منشطة للمزاج، كما أنها استخدمت في مستشفيات الصحة النفسية، نظراً لأن هناك خللاً ونقصاً في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاج المريض النفسي إلى استحداث الخلايا العصبية وإفرازها تحت الإشراف الطبي، وتكفي بعض الثواني لإذهاب العقل ما جعل الأطباء لا يكثرون من استعمالها، ويكتفون بثوان في اليوم الواحد. بحسب مصادر اعلامية
كيف تعمل المخدرات الرقمية
تعمل المخدرات الرقمية على تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة، وتكون قوة الصوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز كي تسمع منها الدقات.
أما الجانب المخدر من هذه النغمات فيكون عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية ويكون الفارق ضئيلاً يقدر من 30 هيرتز لذلك ينصح المروجين لها أن تكون السماعات ذات جودة عالية ومن نوع “ستاريو” كي تحقق أعلى درجات الدقة والتركيز، فالفارق بين طرفي السماعة هو الذي يحدد حجم الجرعة، فكلما زاد الفارق زادت الجرعة.
ويذكر أن هناك مواقع متخصصة تقوم ببيع هذه النغمات على مواقع الانترنت، وسط غياب الرقابة الرسمية عليها في الوقت الحالي، حيث يتم ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً مقابل القليل من الدولارات.
وبحسب المنظمة العربية للمعلومات والاتصالات فإن تلك المخدرات عبارة عن ذبذبات صوتية تتراوح أمواجها ما بين ألفا ثم بيتا و ثيتا وصولاً إلى دلتا. يؤدي الاستماع إليها لفترة طويلة عدة أحاسيس كالنعاس أو اليقظة الشديدة أو الدوخة أو الارتخاء أو الصرع والانزعاج
مؤشر الإدمان على “يوتيوب “
فيديوهات “موسيقى الهلوسة” تحظى على “يوتيوب” بمشاهدات عالية، فهذا المقطع يحقق 145 ألف مشاهدة، ومقطع آخر بعنوان مخدرات رقمية عالية الجودة بـ80 ألف مشاهدة مع تعليقات لمدمنين من جنسيات عربية.
أرقام مخيفة تحمل مؤشرا على أن انجراف الشباب والمراهقين لهذا الصنف الموسيقي الرائج الذي يؤثر نفسياً على سلوك الأفراد وصحة المجتمعات.
مدى تأثير المخدرات الرقمية
انقسمت الآراء حول مدى تأثير المخدرات الرقمية، كما فعلوا تماماً مع المخدرات التقليدية، فهناك من قال أنها مؤثرة جداً وذات فاعلية كبيرة، ولها تأثير قوي وهناك فقال عنها أنها ليس لها تأثيرايجابي، بل إنها ربما تسببت في آلام في الرأس والظهر فقط ولكن اتفق البعض الاخرعلى أن مدى تأثيرها على المتعاطي لها أنه بعد سماع المقطع، مثل المخدرات التقليدية تماماً، فربما يقوم الشخص بالصراخ والهلوسة أو تشنجات لا إرادية في العضلات , والتي تشبه الى حد كبير الاثار الجانبية التي تخلفها المواد المخدرة مثل الافيون والكوكائين و حبوب السعادة (إكستاسي) وغيرها من المواد المخدرة .
اعراض الادمان عند الابناء
اطباء اخصائيون في الطب النفسي يقولون إن أعراض الإدمان الإلكتروني يمكن اكتشافها بسهولة لدى الأبناء من خلال تصفح الطفل أو المراهق أجهزة الموبايل والآيباد وقضاء وملاحظة وضع سماعات الأذن لوقت طويل وظهور انفعالات غريبة على ملامحه، وإذا افتقده السماعة أو الجهاز تظهر لديه علامات توتر وقلق وعصبية، وهناك علامات أخرى حيث يبرز قصور واضح في دراسته ونشاطاته الرياضية وعلاقاته الأسرية مع أهله، ويكون دائم الانزواء في غرفته، ويسهر كثيراً، ولا يفارقه الجهاز ويتصفحه باستمرار من وقت لآخر، مشيراً إلى أن النصح والإرشاد لا يؤدي إلى نتيحة معهم، وذلك لوقوعهم في فخ قوة خفية تسيطر على سلوكهم وتعمق لديهم هذا الإدمان. وفق مصادر اعلامية
فيما اكد خبراء في الطب والأسرة والسلوك، أن ظاهرة “المخدر الرقمي” التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون عبر الشبكة العنكبوتية، ومنصات السوشيال ميديا المختلفة، عبر ملفات صوتية وموسيقية ملغمة بمحتوى خطير يؤثر على الدماغ، ويسيطر على الحواس، ويؤدي إلى اختلال التركيز وتشويش الذهن مما يترتب عليها مشكلات اجتماعية تلقي بظلالها على مستوى تعامله مع محيطه الأسري وقصوره في التحصيل الدراسي، فضلاً عن اضطرابات جسمانية تؤثر على صحته العصبية وسلامته النفسية.
مسؤولية الاسرة
ويرى اخصائيون وتربويون ان كل مواقع الإنترنت التي تخرج من نطاق رقابة الأهل تمثل مخدرات ومؤثرات، وقد تؤثر في سلوك الطفل او المراهق أو تهدد صحته ونفسيته، بالتالي فإنه نظم عملية إدارة المحتوى الذي يسمح لهم بالتعرض له سواء من خلال جهاز التلفاز واختيار وحظر القنوات التي تتضمن محتوى خادشا أو سلبيا، ومروراً بالهاتف الذي يحمله أبناؤه حيث يخضع للتفتيش والمراقبة حتى إن لديه برامج تعقب مواقع مربوط إلى موبايلاتهم، ويعرف الأماكن يتواجدون فيها ليضمن تحركاتهم، ويتابع تصرفاتهم ويشدد في زيارتهم لمدرتسهم لتقييم سلوكهم الدراسي.
وأن وقوع الطفل في أي فخ إدمان فذلك ليس ذنب الطفل أو المراهق بل إن المسؤولية كاملة تقع على عاتق رب الأسرة بسبب إغفاله وإهماله بالقيام بدوره التربوي.