المسرى :
تقرير : وفاء غانم
شكل الجفاف وقلة الموارد المائية في البلاد بروز ظواهر بيئية نادرة لم تألفها البلاد منذ عشرات السنين ,مع تأكيد وزارة الزراعة على استمرار الأزمة المائية التي قلصت المساحات الزراعية الى 50%.
ظاهرة بيئية نادرة لم تألفها البلاد منذ 100 عام
من جهته اعلن الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى، دخول المحافظة مرحلة اختفاء الخط الأخضر في ظاهرة بيئية نادرة لم تألفها المحافظة منذ 100 عام.
وقال رئيس الاتحاد المحلي رعد مغامس في تصريح صحفي ، ان ” ديالى لن تشهد الخط الاخضر في ربيع هذا العام في اشارة منه الى حقول الحنطة المترامية بسبب قرار منع الزراعة نتيجة ازمة الجفاف”.
وأضاف ان “ربيع 2022 سيكون حالة بيئية نادرة جدا تحدث لاول مرة على الاقل ضمن 100 سنة الأخيرة”، مشيرا الى ان “مساحة الخط الاخضر تصل الى نصف مليون دونم وخلو الاراضي من حقول الحنطة تعني ازمة اقتصادية ومعيشية تداهم منازل من 3-5 الاف مزارع في وقت واحد وربما اكثر”.
وأفاد مغامس ان “الحنطة تصل 50% من ايرادات الفلاحين والبعض منهم 100% خاصة في حوض حمرين والعظيم ومناطق أخرى”، لافتا الى ان “التقارير الموجودة حاليا حول ازمة المياه في ديالى مقلقة جدا والقادم ربما اسوء بكثير”.
وأشار الى “ضرورة التحرك مبكرا لتفادي خسارة اكبر وتتمثل بهلاك ما تبقى من البساتين التي تمثل اخر ما تبقى للمزارعين في قطاع الزراعة وخسارتها ستشكل كارثة صعبة تعويضها في فترة وجيزة”.
استمرار الازمة
الى ذلك أكدت وزارة الزراعة،استمرار الأزمة المائية في العراق والتي أدت إلى عدم زيادة المساحات المزروعة.
وقال المتحدث باسم الوزراة حميد النايف في تصريح لـ(بغداد اليوم)، إن “الخطة الزراعية أصبحت 50% بسبب عدم موافقة وزارة الموارد بزيادة المساحات المزروعة بحجة الأزمة المائية”.
وأضاف، ان “لدينا مخاوف من عدم تحقيق الأمن الغذائي خلال العام الحالي بسبب قلة الأمطار حيث ان أكثر من 6 مليون دونم تنتظر الأمطار وفي حال لم تهطل الكميات الكافية من الأمطار فسنعود للخطة المتفق عليها مع وزارة الموارد المائية”.
وبحسب أبحاث معهد ميديتريانة للدراسات الإقليمية ,فان العراق يفقد القسم الأعظم من مصادر مياهه. كانت تصريفات المياه الداخلة عن طريق نهر الفرات من تركيا وسوريا سنة (1933) تبلغ (30) مليار متر مكعب، بلغت هذه التصريفات (9.5) مليار متر مكعب سنة (2021). اما نهر دجلة فقد كانت تصريفاته (20.5) مليار متر كعب وانخفض الى (9.7) مليار متر مكعب سنة (2021)، وهذا بسبب بناء سد اليسو من قبل تركيا. اما ايران فقد قامت بتجفيف (5) انهار عراقية، لقد جفت انهار (كنجان جم و كلال بدره و جنكيلات و كرخ و خوبين، وادى التجفيف الى هجرة قاطني عشرات القرى الحدودية، وحصل تغيير جذري في النظام الحياتي والبيئي في المنطقة.
واثر نقص المياه بشكل كبير على العراقيين ، وهو الامر الذي اقر به وزير المصادر المائية (مهدي رشيد الحمداني 2021) حيث يقول: ان التصريفات المائية الاتية من تركيا عن طريق نهري دجلة والفرات انخفضت بنسبة (50٪). وان الروافد والانهار مثل سدة دربنديخان وصلت بحدود الصفر. كما ان نهر الزاب في منطقة كركوك انخفضت مياهه بنسبة (70٪). ولا يخفي الحمداني ان ايران غيرت مجرى كثير من الأنهار المهمة والتي كانت تصب في العراق مثل نهر سيروان والتي حاولت ايران باستمرار تجفيفها كما ان ايران غيرت مجاري الأنهار في المناطق الحدودية في ديالى وخانقين الى داخل ايران.