المسرى..
تقرير: فؤاد عبد الله
تنتظر الحكومة العراقية القادمة تحديات جمة تشمل داخلية وخارجية، تتمثل في تقديم الخدمات وتحسين الواقع المعيشي للمواطنين وتأهيل البنية التحتية للبلاد وغيرها من القضايا التي يعول الشعب العراقي من الحكومة تنفيذها، إضافة إلى مسألة إعادة مكانة العراق الإقليمية والدولية ولعب دوره االمحوري في كثير من القضايا لتحقيق مكاسب دبلوماسية أكثرويحظى بثقة الشركاء والأصدقاء الدوليين.
حكومة تبدأ من الصفر
وفي هذا السياق يرى السياسي المستقل سعد المطلبي أن ” الحكومة الجديدة يجب عليها أن تبدأ من الصفر، لأن كل ما وعد به السياسيون بعد انتخابات 2018 لم ينفذ منه شيء يذكر، من ناحية الإصلاحات السياسية والأمنية وغيرها، وكذلك على الحكومة القادمة أن تبدا بإعادة هيبة الدولة أولاً ومن ثم مكافحة الفساد المستشري داخل مفاصل ومؤسسات الدولة بشكل غريب وبمختلف مستوياتها”، منوهاً إلى أن ” الفساد كان في السابق كا فساداً سياسياً أما اليوم فهو يشمل أصغر موظف في الدولة إلى أعلى سلطة في البلد، وهي مشكلة كبيرة وتمثل تحدياً جدياً للحكومة القادمة في معالجتها”.
الحكومة في موقف محرج
وأوضح المطلبي لـ( المسرى) أن “الوضع الاقتصادي والزراعي في البلاد سيء، والوضع الصناعي أسوء، أما الوضع التجاري فهو في حالة يرثى لها، وبالتحول إلى القطاع الخاص نرى أنه يندب وضعه ويبحث عن أصغر فرصة عمل، وبالمقابل القطاع الحكومي مثخن وغير قادر على أداء مهامه، والقطاع الامني يحتاج إلى رعاية حقيقية وإعادة تنظيم عملها”، لافتاً إلى أن ” الحكومة القادمة لا تحسد على مهامها لأنها ستكون في موقف محرج جداً، على إعتبار أن المواطن ينتظرالكثير منها، وهي لن تتمكن من تقديم شيء، وسرعان ما تبدأ المشاكل الفعلية من جديد “.
الوضع طبيعي
ومن جهته يقول الكاتب والباحث في الشأن السياسي العراقي وهاب رزاق الهنداوي لـ( المسرى) إن ” معظم ما يحدث الآن من تداعيات وخلافات في الشأن السياسي العراقي ما بعد الانتخابات، هو شيء طبيعي حدث بعد كل الانتخابات السابقة منذ 2003 وإلى الآن، ولكن الجديد هو أن هذه الانتخابات أفرزت وجوه وأحزاب جديدة، وعليه أن الحكومة القادمة ستواجه الكثير من التداعيات منها حصر السلاح بيد الدولة وانهاء المظاهر المسلحة في الشوارع والمرادفة للدولة”، موضحاً أن ” تداعيات الأزمة السياسية في البلاد ستستمرحتى بعد تشكيل الحكومة التي ستطول مدة تشكيلها”.
حكومة مربكة
وأكد الهنداوي أن ” الحكومة القادمة رغم التحديات الكبيرة التي ستواجهها، ستكون حكومة مربكة وستخوض صراعات جانبية مع أحزاب وشخصيات، وليس ببعيد أو غريب أن تسقط الحكومة من قبل نفس الاحزاب التي جاءت منها”.
بر الأمان
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد قال في وقت سابق إن هناك بعض التحديات لم ننجح بها، مشيرا إلى انه سيتم تقدم ورقة للحكومة القادمة عن الإجراءات التي تخص بعض التحديات الصعبة، كي نعبر إلى بر الأمان.