المسرى :
تقرير : وفاء غانم
شيع في الاونة الاخيرة بين خريجي الجامعات العراقية وبشكل ملحوظ طلب الحصول على الشهادات العليا خارج البلاد, في ظل غياب رؤية استراتيجية واضحة ,الامر الذى عزاه المراقبون الى السعي للحصول على وظيفة حكومية في البلاد أو رفع قيمة الرواتب التي يتقاضونها حالياً.
وزاد هذا التوجه زيادة العروض التي تقدمها تلك الدول لطلاب العراق ، من خلال خفض الأسعار وتذليل كثير من العقبات،منها السفر والاعتماد على المحاضرات الإلكترونية عن بُعد أو الدراسة أونلاين, فضلا عن حصول هؤلاء الخريجين على شاهاداتهم العليا في وقت قياسي .
ومن اكثر الدول التي يقصدها الشباب العراقي للحصول على الشهادات العليا هي إيران ولبنان ومصر والأردن واليونان وروسيا والهند.
اساءة الى الشهادات الحقيقة في البلد
ويرى المعنيون بهذا الشأن ,إنّ ملف الدراسات العليا في خارج العراق في حاجة إلى إعادة نظر من قبل لجنة تتمتع بصلاحيات كبيرة ولا تخضع سياسياً ، لأنّ هذا الملف أساء كثيراً إلى الشهادات العليا الحقيقية وأفقدها جدواها,فلم تعد للشهادة العليا قيمة معنوية، بعدما صار من الممكن الحصول عليها بسهولة , واضافوا أنّ “سهولة الدراسة في الخارج بلغت مرحلة بالغة الخطورة، لا سيّما بعدما رفعت بعض الجامعات في الخارج شرط الإقامة للطالب، وصار من الممكن الاعتراف بالشهادة حتى لو كان الطالب في بلده الأصلي”
تعليق بعض الجامعات
الى ذلك علقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في وقت سابق القبول بثلاث جامعات لبنانية، عازية السبب الى ان هذا الإجراء اُتخذ لتجاوزها العدد المسموح للطلبة المقبولين، فيما أكدت سحب يد مدير الملحق الثقافي في لبنان لتقصيره بعمله.
تجاوز العدد المحدود
وذكر مدير دائرة البعثات بوزارة التعليم العالي حازم باقر ، في تصريح صحفي ان “وزارة التعليم العالي تلقت اخبارا عن زيادة في عدد الدارسين بالخارج وقد تجاوزوا العدد المسموح به، وعلى ضوء ذلك شكلت الوزارة لجانا بشأن الجامعات التي تجاوزت الاعداد المسموح بها”، موضحاً ان “توجه الطلبة كان نحو لبنان، لذا نبهنا الجامعات اللبنانية بشأن ارتفاع مؤشر الطلبة العراقيين الدارسين بشكل كبير، ولعدم التزام تلك الجامعات بالعدد المسموح به صدر قرار من الوزارة بتعليق القبول في 3 جامعات لبنانية”.
معادلة الشهادات
وأضاف باقر “لدينا نظام لمعادلة الشهادات، وجزء منه علمي، وبالتالي لم يثبت لدينا شراء شهادات، وإجراءاتنا دقيقة ونعتمد لجاناً علمية مختصة في كل الاختصاصات، وفي كل لجنة أكثر من اختصاص، لكي ننوّع اللجان التي ستقرر الموافقة على المعادلة، أما الأنباء عن بيع الأطاريح في مكاتب متخصصة، فهذه المحاولات يُمكن كشفها ببساطة أثناء المناقشات، والطالب الذي يكتب أطروحته، سيتم اكتشافه بعد طرح عدد قليل من أسئلة المناقشة”.
ونفى باقر “وجود ضغوط سياسية أو فساد في ملف معادلة الشهادات”، مؤكداً أن “دائرة البعثات مليئة بالمعاملات المتوقفة لأسباب مختلفة، ولم تتحرك قيد أنملة، وحتى قانون المعادلة الأخير أجاز أن تُعرض بعض الشهادات المخالِفة على هيئة الرأي، وحتى الآن عرضت الكثير من الشهادات على الهيئة ولم يتم الموافقة عليها”.
واوضح “قررنا إيقاف الاعتراف بسبب ازدياد الأعداد، ولم نقل أن هناك أي مشكلة في تلك الجامعات ولم نتدخل في مسألة تقييم الجامعات، لكن ملحقيتنا في بيروت قالت إن الأعداد أصبحت كبيرة جداً وتجاوزت الحد المسموح، ونبهنا الجامعات اللبنانية بأن الأعداد بدأت تتجاوز، لكن الجامعات اللبنانية استمرت باستقبال الطلبة”.
وأضاف “لدينا أكثر من 13 ألف طالب عراقي في لبنان، من بينهم 1500 فقط مسجلون لدى الملحقية الثقافية العراقية، وهذا العدد (1500) طبيعي قياساً بـ 12 جامعة في لبنان، أما الطلبة غير المسجلين فلن تُعادل شهاداتهم إلا إذا استوفوا شروط المعادلة، ومن بينها الحصول على عدم ممانعة إكمال الدراسة من دوائرهم إذا كانوا موظفين، لكن هناك نصاً قانونياً يسمح بالمعادلة للشهادات غير المستوفية للشروط التي صدرت قبل بدء تطبيق القانون”.
وبشأن التفاوت بين أعداد الطلبة الفعليين، والمسجلين لدى الملحقية، قال باقر إن “القانون أجاز للموظف إكمال الدراسة أثناء الوظيفة، شرط إصدار عدم ممانعة من دائرته، لكن بعض الموظفين استغلوا فترة الجائحة لإكمال دراستهم دون أخذ عدم ممانعة من دوائرهم، ولم يسجلوا في الملحقية، وهنا حصلت المشكلة، وحصل التفاوت في الأعداد”.
شهادات مزورة
وذكر مدير دائرة البعثات في وزارة التعليم العالي حازم باقر ان “الوزارة كشفت شهادات مزورة صادرة من الهند، وعند مخاطبة الجامعة المعنية اخبرتنا بانها لم تصدر مثل هكذا شهادة”.
وفي السياق أكد مجلس جامعة الجنان اللبنانية ، احترامه لقرار وزارة التعليم العراقية، القاضي بتعليق التسجيل في 3 جامعات لبنانية للطلبة العراقيين.
واعرب المجلس عن ثقته بأن “التعليم العالي العراقي سيعيد النظر في قراره المفاجئ تجاه جامعة الجنان وذلك بعد ان تتم المراجعة المنصفة لملاك الجامعة ومقوماتها الاكاديمية البحثية وسيرتها المشرفة”، بحسب البيان.
ايران
و في السياق ذاته كشفت وزارة التعليم العالي عن تصدّر ايران قائمة الدول الأكثر استقبالاً لطلبة الدراسات العليا العراقيين.
وقال مدير عام دائرة البعثات في الوزارة حازم باقر، إن “إجراءات الوزارات في مجال رصانة الشهادات تجري وفق قوانين وأسس علمية ودون تأثر بأية عوامل” وذلك تعليقاً على تعليق العراق الاعتراف بـ 3 جامعات لبنانية.
وفي شأن أعداد طلبة الدراسات العليا في الخارج، قال باقر إن “إيران تحتل المرتبة الأولى في استقبال الطلبة العراقيين، بنحو 20 ألف طالب” عازياً ذلك إلى العدد الكبير للجامعات المعترف بها في إيران والذي يبلغ 12 جامعة، مبيناً “أنه تم تعليق الاعتراف بجامعة آزاد فرع مشهد” .
وتابع أن “لدينا نحو 15 ألف طالب عراقي في تركيا، وأكثر من 7 آلاف في الأردن، و8 آلاف في مصر”.
وأصدرت الوزارة عدة قرارات وفقاً لوثيقة صادرة عنها تلقى المسرى نسخة منه في11 تشرين الثاني 2021، بضمنها “اعتماد نسبة 5 طلاب لكل تدريسي في جميع الجامعات التي يتواجد فيها الطلبة العراقيين ورفع أي جامعة لا تلتزم بهذه النسبة في أي دولة في العالم”