المسرى ..
تقرير: فؤاد عبدالله
يبدو أن المشهد السياسي العراقي اعتاد على التعثر بعد كل حدث سياسي كبير، ما أن انتهت أزمة نتائج الانتخابات حتى دخلت البلاد في ازمة الكتلة الأكبر ومخرجات الجلسة الأولى، ومرة أخرى الكل بانتظار ما ستخرج به المحكمة الاتحادية بعد إصدار امرها الولائي بإيقاف عمل رئاسة البرلمان.
صراع الكتل الشيعية وخلافها حول الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، زاد المشهد السياسي تعقيدا وخشية من استمرار هذا الانقسام وتأثيره على تشكيل الحكومة الجديدة واستقرار العملية السياسية في العراق.
قرار ولائي
عضو تحالف النصر الدكتور عقيل الرديني أشارلـ(المسرى) إلى أن “هناك قراراً ولائياً من المحكمة الإتحادية لإيقاف إجراءات الجلسة الأولى لمجلس النواب وكل ما يتعلق بها مؤقتاً، لحين بت المحكمة بالنظر في الإجراءات القانونية، ونحن ننتظر ما ستخرج به المحكمة من قرارات لإنصاف الجميع”، مؤكداً أن “الإطار يرفض الذهاب بالكتلة الاكبر الا مع التيار لتشكيل الحكومة الجديدة”.
كتلة واحدة
وأوضح أن “عقد الكثير من الاجتماعات واللقاءات والحوارات بين قادة الإطار والصدركانت بهدف الدخول بكتلة واحدة وبناء الكتلة النيابية الأكبر في البرلمان،ومن ثم تشكيل الحكومة”.
تحصيل حاصل
أما رئيس مركز الإعلام العراقي في واشنطن نزار حيدر فيقول لـ( المسرى) إن ” ما جرى في الجلسة الأولى للبرلمان هو تحصيل حاصل لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة فوزالكتل الاكبر من المكونات الثلاث في الانتخابات، ولا يمكن ابداً إلغاء نتائج الانتخابات وهذا الموضوع لا يتعلق بالمزاج، لأن هناك قانون ودستورومحكمة،هي من تقررما الذي يجب فعله”، مشيراً إلى أن ” الذي يعتقد أن استقرار البلاد وتحسن أوضاعها مرهون باتفاق البيوتات الشيعية والسنية والكوردية فيما بينها، فهو يعيش في وهم، لأنه طيلة السنوات 18 الماضية كانت هذه البيوتات متفقة ومتحدة فيما بينها،ما الذي جناه العراق من اتفاقهم، لكي ننتظر اليوم اجتماعهم واتفاقهم”.
تاريخ من المحاصصة
ولفت حيدر إلى أن” الذين ننتظر منهم أن يتفقوا ويتحدوا اليوم، هم تحاصصوا كل شيء طيلة الأعوام الماضية، من إمتيازات وسلطة وامكانيات ومصالح ومنافع وتركوا الشعب يئن تحت سياق الفساد والفشل، وهم يصفرون المسؤوليات فيما بينهم، وبالتالي لم نرمسؤلاً حقيقياً يقف خلف القضبان ويواجه القضاء”، مستبعدا في الوقت ذاته تشكيل أي حكومة من دون التيار الصدري،لأن الإطار التنسيقي متورط مع نفسه ويعيش مشاكل وأزمات كثيرة ستعصف به بين ليلة وضحاها، وليس بإمكانه تشكيل الحكومة لوحده أو من دون التيار الصدري، خاصة وأن الجلسة الأولى للبرلمان قد أثبتت بالأرقام والإحصائيات انه لا يمتلك أكثر من 56 – 57 مقعداً. حسب تعبيره.
لقاء مرتقب
وذكرت صحيفة الصباح الشبه رسمية عن مصادر من أطراف متعددة، أن باب الحوار لا يزال مفتوحاً بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري وأن هناك لقاء مرتقباً خلال الأيام القليلة القادمة للوصول إلى حل والخروج بتوافق بين الجانبين ومن ثم تسمية الكتلة الأكبر.