قنبلة اللحظات الاخيرة
رنكين عبدالله
واخيرا وكما كان منتظرا، اتخذ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر القرار المهم والشفاف، قرار ضمن مصير تياره الى مدى بعيد مع جماهيره وناخبيه، لقد قال الصدر إننا جئنا من اجل الاصلاح وليس السلطة او المناصب.
في الحقيقة كان القرار َالذي انتظره معظم الناخبين والمحليين السياسيين.
وبالرغم من ان القرار كان مبعث السرور لناخبي ومؤيدي التيار لكنه كان موجعا بالقدر نفسه لمنافسيه السياسيين.
لاشك ان منافسي الصدر كانوا يرغبون عدم اتخاذ هذا القرار واجبار اعضاء كتلته في البرلمان على التصويت لمرشح الديمقراطي هوشيار زيباري كي يشتغلوا بداية وفي وسائل الاعلام على سلطة الصدر الرمزية وقطع اواصره بالشارع العراقي، والعمل في المرحلة الثانية على تجميع الشارع العراقي خارج الاطار الشيعي، بمعنى ضرب سمعة الصدر من خلال الترويج لدعم الاخير لزيباري المفضوح بسبب الفساد، ليس لتوليه وزارة فقط بل جعله رئيسا للوزراء. وقطعه عن الشارع العراقي في نهاية المطاف.
ولكن يبدو جليا ان الصدر يفكر عميقا ومنطقيا اكثر من منافسيه واصدقائه.
وبقراره هذا يكون قد ضمن تأييد الشارع العراقي له ودفع خصومه السياسيين الى اليأس واللاامل.
بوسعنا الان مشاهدة الشاشة بوضوح اكثر. بوسعنا رؤية اتفاق الديمقراطي والصدر والحلبوسي الاستراتيجي بصفاء اكثر.
لانه لو كان اتفاقهم ستراتيجيا ومبدئيا على مجمل القضايا، لإحتاط الصدر حتما لهذه النقطة ولم يقبل بترشيح الديمقراطي مفسدا لمنصب رئيس الجمهورية.
معلوم ان اتفاق بارزاني والصدر والحلبوسي كان اتفاق على ابقاء الازمات على ماهي عليه.
لقد كان اتفاقا على المناصب والمراتب وليس الاصلاح وايجاد آلية دبلوماسية لحل ولو جزء يسير من المشاكل السياسية لاسيما مع الكورد.
على اعتبار ان الكورد لهم مشكلة الارض والدم والقومية مع كل حكومات بغداد بما فيها حكومة الصدر.
لو تطورت الاحداث كما هي الان والتي لابد ان تكون على اقل تقدير في خدمة الاصلاح فانه ليس من المستبعد ان تواجه هذه الاتفاقية العرقلة والتعقيد.
ان الاتحاد الوطني يمارس السياسية بشكل فطن وارادة عظيمة ويكشف ويستخدم اوراقه ورقة ورقة.
وفيما يخص الاتحاد الوطني فان المكاسب التي حققها خلال هذه التغييرات توازي ماكسبه الصدر عندما ضمن الشارع الكوردي لمدى بعيد.
فقد اتضح للشارع الكوردي من مع التوافق واتفاق الجهات السياسية في الاقليم، والشعب الكوردي صار على يقين بان الليونة التي يبديها الاتحاد الوطني احيانا كان في سبيل وحدة الصف ووحدة شعبنا القومية وليس عجزا منه على ليَّ ذراع خصومه الساسيين وقلب الطاولة على رؤوسهم.