المسرى :
تقرير : وفاء غانم
لازال مهد الحضارات على مدى سنوات يسعى الى لملمة اشلائه الاثرية التي تبعثرت جراء الحروب المتتالية ومسح ملامحها الاهمال والنهب والتخريب, من خلال ادراج اثاره على قائمة التراث العالمي , واستعادة المنهوبة منها .
اقدم دول العالم
ويعد العراق أو بلاد ما بين النهرين من أقدم الدول في العالم على الإطلاق ، بحسب العديد من الخبراء, حيث يعود تاريخه إلى العام 5300 قبل الميلاد، وتعاقبت عليه أهم الحضارات في تاريخ البشرية، مثل: السومرية، والبابلية، والآشورية, حتى جاءها الفتح الإسلامي لتصبح بعد ذلك تعرف باسم «العراق» . لذا تمثّل بلاد الرافدين المكان الذي ولدت فيه الحضارة، وبنيت المدن الأولى، وكُتبت الكلمات الأولى.
تعرضت للتدمير مرتين
التراث العراقي تعرض للتدمير مرتين في التاريخ الحديث, أولهما عندما نُهبت آلاف القطع الأثرية في الفوضى التي أعقبت عام 2003 والثانية على أيدي عناصر تنظيم داعش.
تقاريرمحلية و دولية اشارت الى أن ” في العاشر من أبريل/نيسان 2003 تعرّض المتحف الوطني العراقي للنهب بأكمله، وسُرقت منه أكثر من 15 ألف قطعة. بينما كان يجري الاستعداد لإعادة افتتاح المتحف، حدثت كارثة أخرى سنة 2014، حيث سيطر تنظيم داعش على ثلث البلاد، بما في ذلك الآلاف من المواقع الأثرية والمتاحف ,وخلال سيطرته دمر العديد من التماثيل التي لا تقدر بثمن، وهرّبت الباقي للحصول على مبالغ مالية. وتمكن التنظيم من جمع أكثر مئة مليون دولار سنويا من خلال بيع الآثار المسروقة في السوق السوداء. وفق التقارير
واصدرت الولايات المتحدة قانونا يمنع ويجرم الإتجار بالآثار العراقية. وفق وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي حسن ناظم.
استرداد ماسرق
ويبذل العراق جهوداً مضنية لاستعادة القطع الأثرية المسروقة. ففي أكبر عملية استرداد للآثار المهربة بحسب وصف المعنيين ، استعاد العراق آلاف القطع الأثرية النادرة التي سُرقت وتم تهريبها من بلاد الرافدين بعد عام 2003 . وهو ما رحب به علماء آثار وأثنوا على الجهود التي بذلت لاستعادة تلك القطع.
واحتفل متحف «اللوفر» الفرنسي اخيرا بذكرى افتتاحه، وكان لافتاً ضمّه في قاعات العرض للفنون والآثار في العالم، آثاراً عراقية، وكنوزاً وألواحاً آشورية تضم جزءاً من مسلّة حمورابي، وقطعاً أخرى نفيسة تحوي نصوصاً مسمارية,الآثار العراقية المعروضة، كانت قد نقلت الى «اللوفر» بعد أعمال التنقيب الفرنسية الأولى في عهد القنصل الفرنسي في الموصل بول إيميل بوتا (1842).
الى ذلك اعلنت وزارة الثقافة اللبنانية ، في وقت سابق أنها سلمت العراق 337 قطعة أثرية كانت معروضة في متحف خاص بمنطقة الهري شمالي البلاد.
غياب الارقام الرسمية
وتغيب الأرقام الرسمية عن رصد نزيف الآثار العراقية المهربة خارج البلاد، لا سيما في ظل حالة الفوضى الأمنية واستمرار العصابات في عمليات التنقيب غير المشروع عن الآثار.
المتحدث باسم وزارة الثقافة، أحمد العلياوي قال في تصريح صحفي في وقت سابق أن “العراق استعاد آلاف القطع الأثرية منذ عام 2003، ولا يزال يواصل العمل لاستعادة ما تبقى من الآثار المهربة”.
العلياوي اضاف ان “هناك تعاوناً مع الدول التي هربت إليها الآثار (لم يسمها) من أجل استعادتها خلال الفترة المقبلة”.
وعن الاحصاءات وارقام الرسمية لعدد القطع المسروقة اشار العلياوي الى ان “العراق لا يملك إحصائية دقيقة بشأن عدد القطع الأثرية المهربة إلى الخارج، والتي كان وراء معظمها عصابات التهريب .
ادراج الاثار على لائحة التراث العالمي
وادرجت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة طريق الحج القديم والمعروف بـ(درب زبيدة) على القائمة التمهيدية للتراث العالمي.
بيان لوزارة الثقافة العراقية تلقى المسرى نسخة منه ذكر ، أنه “بعد جهود مكثفة من الفريق المختص في وزارة الثقافة والسياحة والآثار أدرجت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة طريق الحج القديم والمعروف بـ(درب زبيدة) على القائمة التمهيدية للتراث العالمي”. مشيرة الى أن “هذا الملف مشترك مع المملكة العربية السعودية إذ سجلت كل دولة أربعة مواقع أثرية من كل جانب على خط سير الدرب التاريخي الذي ربط مدينة الكوفة بمكة المكرمة”.
ومن المواقع العراقية المدرجة ضمن ملف اللائحة التمهيدية للتراث العالمي اليونسكو هي: محطة أم القرون ومحطة الطلحات، ومحطة شراف، ومحطة العقبة الحدودية، والعمل قائم من كلا الطرفين على إعداد ملف الترشيح.
وتتألف قائمة التراث العالمي من 878 من الممتلكات منها 679 ممتلكاً ثقافياً، و174 طبيعياً، و25 مختلطاً، موزع على الدول الأعضاء، حيث يحصل كل ممتلك ثقافي فيها على اهتمام المجتمع الدولي للحفاظ عليه وحمايته للأجيال القادمة، بالاشتراك مع جميع الدول الأعضاء.بحسب اليونسكو
ويقول خبراء الاثار إن ” العراق يحتوي الكثير من الأثار التي لم يتم اكتشافها حتى الأن نتيجة الحروب التي تعرضت لها البلاد وتوقف عمليات التنقيب الحكومية، الأمر الذي سمح لمافيا الأثار والتخريب من الظهور والنشاط في العراق بشكل كبير.”
وبحسب شروط منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلم “اليونسكو”، يجب ان تكون المواقع الآثارية أولاً ضمن حدود الدولة، وأن لا تكون موضع نزاع مع دولة أخرى.
وتجتمع لجنة التراث العالمي مرة واحدة سنوياً لتحديد إمكانية تسجيل كل الممتلكات المرشحة، وأحيانا يؤجل القرار لطلب المزيد من المعلومات من البلد الذي رشح الموقع.
السبب وراء إدراج الاثار على لائحة التراث العالمي؟
وردا على سبب ادراج العراق اثاره على لائحة التراث العالمي قال مختصون ومعنييون إن “العراق سيستطيع وبمساعدة اليونسكو الترويج لآثاره سياسياً، ما يساعد على إنعاش المناطق المحيطة بها اقتصادياً، كما سيستطيع تطوير متاحفه ومختصيه في مجالات الصيانة والتنقيب”.
مهمة شاقة
ويرى مراقبون وخبراء اثار انه لا يزال أمام العراق مهمة شاقة لتعقب آثاره في المزادات والأسواق السوداء وخوض عشرات النزاعات القضائية لاستردادها، لكن بغداد تعول على تفاهمات مع حكومات البلدان التي هربت إليها القطع الأثرية.