المسرى :
اعداد : محمد البغدادي
كشف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن جميع المقومات متوفرة لشن روسيا “هجوما عنيفا” على أوكرانيا.
وسؤل في حديث لمحطة “فرانس 5”: “هل تتوافر كل العناصر لهجوم قوي من جانب القوات الروسية على أوكرانيا؟ نعم، هذا صحيح، هذا ممكن وبشكل سريع”.، مؤكدا أن “لا شيء يشير اليوم” إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قراره بذلك.
وصرح لودريان بأن هناك وضعا عسكريا لا يحتمل مع تصعيد متزايد، معتبرا أن “الحاجة الملحة بالنسبة للجميع هي وقف التصعيد”.
وعلقت تقارير صحفية أميركية، مساء الاثنين، عن تحركات جديدة للقوات الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا، وسط توقعات بغزو وشيك.
وقالت قناة “سي بي إس” نقلا عن مسؤول أميركي، إن وحدات عسكرية روسية غادرت مناطق تجمعها وبدأت التحرك إلى “مواقع هجومية”.
وأضاف المصدر أنه “تم نقل بعض المدفعية بعيدة المدى وقاذفات الصواريخ إلى مواقع إطلاق النار”.
ومع تصاعد حدة الأزمة الأوكرانية وتحسبا لهجوم روسي محتمل، دعت عدة دول رعاياها إلى مغادرة الأراضي الأوكرانية، وسحبت أطقمها الدبلوماسية أو خفضت من حضورها.فيما طلبت الولايات المتحدة من جميع الموظفين غير الأساسيين في سفارتها بكييف، مغادرة أوكرانيا بسبب احتمال حصول غزو روسي للجمهورية السوفييتية السابقة.
وفي وقت سابق ، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة تلفزيونية الأميركيين بمغادرة أوكرانيا فوراً.
وأوصت وزارة الخارجية الألمانية الرعايا الألمان الذين لا يعتبر وجودهم أساسياً بمغادرة أوكرانيا “على المدى القصير” بسبب عدم استبعاد وقوع نزاع عسكري.
من جهتها، حثّت بريطانيا رعاياها على مغادرة أوكرانيا “فوراً” في الوقت الذي لا تزال فيه وسائل الانتقال التجارية متاحة. ويوم السبت، طالبت الحكومة السويدية رعاياها بمغادرة الأراضي الأوكرانية في أقرب وقت ممكن في ضوء “الوضع الأمني المتغير”.
في الأزمة ذاتها أصبحت 8 دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مهددة بأزمة خبز جراء التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حسب خبراء الاقتصاد، فمع ارتفاع أسعار القمح عالميًّا أصبحت دول المغرب ومصر ولبنان واليمن وليبيا وماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش، مهددة بارتفاع أسعار الخبز.
ويستورد اليمن وليبيا على التوالي 22% و43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا، بينما صدرت أوكرانيا أيضًا في عام 2020 أكثر من 20% من القمح لماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش.
وتشكّل روسيا وأوكرانيا ما يصل إلى ثلث صادرات القمح عالميًّا، حيث يذهب الكثير من هذه الصادرات للشرق الأوسط للحفاظ على أسعار الخبز في متناول الجميع، حسب صحيفة “وول ستريت” الأميركية.
أسوأ سيناريو عالمي
وفي الآونة الأخيرة، توجّه أكثر من 40% من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط أو إفريقيا، كما أدّت موجات الجفاف التاريخية في تلك البلدان العام الماضي إلى تفاقم الاحتياجات من الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.
ودفعت التوترات المتصاعدة على حدود روسيا وأوكرانيا العقود الآجلة للقمح المتداولة في شيكاغو إلى الارتفاع بأكثر من 7% خلال شهر يناير الماضي إلى نحو 8 دولارات للبوشل (مكيال الحبوب).
وتعرف أوكرانيا بـ”سلة الخبز في أوروبا”، وهي مسؤولة عن 10% من صادرات القمح في العالم، كما تعد أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين لمصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، حسب الصحيفة.
ويقول محللون إن التوغل الروسي في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تحدّ من الصادرات الروسية سيُمثّلان أسوأ سيناريو عالمي كما يمكنهما أن يحرما الأسواق العالمية من إمدادات القمح لكلا البلدين.
ويقول أندري سيزوف، العضو المنتدب لشركة “سوفيكون”، وهي شركة أبحاث روسية تركّز على أسواق الحبوب في البحر الأسود، لصحيفة “وول ستريت” الأميركية، إن الأضرار التي قد تحيق بالبنية التحتية الزراعية في أوكرانيا قد تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% و20%..
ويستفيد المشترون في الشرق الأوسط من الطريق البحري القصير عبر مضيق البوسفور وسيتعيّن عليهم دفع المزيد في تكاليف الشحن لجلب القمح من الولايات المتحدة أو أستراليا.
ويقول الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، إن الأزمة الأوكرانية الروسية قد تؤثّر على أسعار القمح، لأن الدولتين من كبار المصدرين حول العالم.