المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
لقاءات وحوارات مكوكية بين الأحزاب والكتل السياسية التي تؤيد تشكيل حكومة ترضي جميع الاطراف وتخرج البلاد من أزمتها السياسية الخانقة التي حطت رحالها بعد إعلان نتائج الانتخابات من اجل تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية تحت مسمى توافق شركاء العملية السياسية، وخلق تقارب سياسي جديد بين مختلف الفرقاء لتجاوز المرحلة.
دور محوري
وفي هذا السياق يقول الخبير في الشؤون السياسية العراقية محمود خوشناو لـ( المسرى) إن “العملية السياسية في العراق والمعادلات السياسية الإقليمية أيضاً، يشوبها بعض التجاذبات، ما أدى بالنتيجة إلى خلق صراع سياسي ليس في الداخل العراقي فقط، وإنما في الدول الإقليمية كذلك، لذلك عند ترشيح شخصيات لتسلم مناصب رفيعة في البلاد، يجب أن تكون تلك الشخصيات ذا حكمة وعقلانية وصاحبة رؤى مستقبلبية تعمل على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين”، مبيناً أن “بيت ومأدبة الرئيس الراحل مام جلال كانت تجمع كل المختلفين والمتباينين داخل العراق، وليس هذا فقط، بل عمل على تقريب وجهات النظر حتى بين الدول المتصارعة والمتنازعة إقليمياً ودولياً، وهذا الدور المحوري للإتحاد الوطني الكوردستاني بدأ يظهر من جديد وينضج في بغداد مؤخراً على يد السيد بافل جلال طالباني، متمثلا بإستقبال قادة الإطار التنسيقي والسفيرين الاميركي والروسي في منزل الرئيس الراحل مام جلال في بغداد”.
منهجية الإتحاد
ويضيف خوشناو أن “لقاءات السيد بافل طالباني في الفترة الأخيرة في بغداد، جاءت لتقريب وجهات النظر، وعملاً بمنهجية الإتحاد الوطني لابعاد العراق عن تلك التجاذبات والاصطفافات، بالإضافة إلى دوره الإيجابي في ابعاد البلاد عن الأزمات الحاصلة في المنطقة”، لافتاً إلى أن “العراق يحتاج إلى هكذا شخصيات وهكذا تفكير وبالأخص في هذه المرحلة، وبالتالي وضع مصلحة البلاد العليا والمكون الكوردي فوق كل المصالح الضيقة،” نائياً بنفسه، أي السيد بافل طالباني عن الدخول بالنزاعات والصراعات الإقليمية، والتي دون شك ستكون لها نتائج إيجابية ترفع من شأن ومكانة إقليم كوردستان داخلياً وخارجياً، حسب تعبيره.
فقدان الثقة
وبخصوص الواقع السياسي العراقي الحالي، يقول السياسي المستقل سعد المطلبي لـ( المسرى) إن” الوصف الوحيد الذي يمكن أن يوصف به المشهد السياسي العراقي الحاصل الآن، هو فقدان الثقة بين المكونات السياسية في البلاد، وأن ما يتم الاتفاق عليه من تفاهمات في الاجتماعات الثنائية بين طرفين، يلغيها أحد الأطراف السياسية أثناء مشاركته في اجتماع ثنائي مع طرف سياسي آخر أو ثالث ليتفق على تفاهمات أو تحافات جديدة بالضد من اتفاقه مع الطرف الأول”، موضحاً أن “هذا الامر قد أساء كثيراً للعملية السياسية، بالإضافة إلى التفاهمات لتشكيل الحكومة، وخصوصاً بعد إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة”.
مشاكل كبيرة
وأشار المطلبي إلى أن “قانون الانتخابات الأخيرة لم يكن عادلاً، حيث هيمنت عليه جهات معينة، ونسبة التلاعب والتزوير فيها كانت عالية، وبالتالي زعزت من مفهوم الثقة المتبادلة ما بين الكتل السياسية”، مؤكدا أنه “في حالة عدم تراجع الكتل السياسية عن منهجها الحالي، في ضرب صميم الثقة التي كانت موجودة بين تلك الكتل، فمن المحتمل أن تواجه مشاكل كبيرة في المستقبل”.
الاستقرار السياسي
ويشدد الإتحاد الوطني الكوردستاني على تعزيز وتطوير العلاقات مع جميع الشركاء السياسيين في العراق وإقليم كوردستان على جميع الأصعدة، ولا سيما مع القوى التي تعمل من أجل ترسيخ الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد وعدم الانقطاع بين القوى السياسية من جميع القوميات والمكونات.