المسرى :
تقرير : بشير علي
لايمكن اعتبار نسب الأمية قليلة في العراق نظرًا للظروف الاقتصادية والحروب التي شكلت عائقًا للكثيرين في مواصلة الدراسة، فضلًا عن ظروف الحصار التي مر به العراق بعد حرب الخليج الثانية ، فيما ترجع وزارة التربية العراقية أسباب ارتفاع نسب الأمية في العراق، إلى الأوضاع الاقتصادية والحروب، وآخرها الحرب ضد تنظيم “داعش”، وما أفرزته موجات النزوج في عدة محافظات، فيما ترجح أن “يكون هناك 5 ملايين أميّ في البلاد”.
وكان العراق يعد من البلدان الأولى عالميًا بمستوى التعليم لغاية ثمانينيات القرن الماضي وفقًا لتصنيفات منظمة اليونسكو العالمية، إلا أن المنظمة ذاتها حدثت تصنيفاتها لتضعه ضمن أكثر البلدان التي تعاني صعودًا كبيرًا في نسب الأمية يتجاوز 47% (للأعمار بين 6 -55 عامًا)، كما لا توجد في العراق ضوابط معينة تلزم الأهالي بإدخال أطفالهم إلى المدارس ودور التعليم المختلفة.
الى ذلك عزت وزارة التربية، ارتفاع نسبة الأمية في البلاد، إلى عدة عوامل، منها اقتصادية وأمنية.
المتحدث باسم وزارة التربية حيدر فاروق ذكر أن العاملين الأمني والاقتصادي أثرا بشكل كبير في زيادة أعداد الأميين في العراق، كما أن النزوح القسري بسبب داعش، ومشاكل اقتصادية من الممكن أن تدفع بعوائل للنزوح من جنوب العراق إلى مناطق أخرى، أثرا بشكل كبير في تفشي الأمية وزيادة أعدادها، حسب وكالة الأنباء الرسمية.
فاروق أوضح أن وزارة التربية عملت على افتتاح ما يقارب من الـ20 ألف مركز لمحو الأمية، شملت أكثر من مليوني شخص، إضافة إلى أن هناك أنصاف متعلمين، وهناك متعلمون، وهناك من تخرج من محو الأمية، وهناك أكثر من 600 ألف دارس.
الأحداث الأخيرة، من قبيل حظر التجوال وأزمة كورونا أثرت في أن تكون هناك زيادة، وعدم التحاق الدارسين إلى مراكز محو الأمية، والوزارة تعمل مع المنظمات الدولية، للوصول إلى أبعد الأماكن في العراق والمناطق النائية، ومن الممكن البحث عن الأسر أو البحث عن الشباب وحتى المتقدمين بالسن، لتعليمهم القراءة والكتابة، وفقاً لفاروق.
وبشأن عدد الأميين في العراق، رأى فاروق أنه لا توجد أرقام حقيقية، لكن من الممكن أن يكون 5 ملايين أميّ في البلاد، وبالتالي فإن الوزارة تعمل على تقليل هذه الأعداد، وهي حريصة كل الحرص على أن يكون هناك عام دراسي جديد، حتى لا يكون هناك تفشٍ أو انتشار للامية بين أوساط المجتمع العراقي.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء، فإن نسبة الأمية في العراق بين السكان الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، بلغت 13%، وترتفع النسبة بين الإناث ممن تزيد أعمارهن عن 10 سنوات، لتصل إلى 18%، فيما تنخفض بين الذكور إلى 8%.
الجهاز المركزي للإحصاء ذكر مؤخراً، أن 87% من الأفراد ممن تزيد أعمارهم عن ١٠ سنوات فما فوق، ليسوا أميين، من بينهم 82% من النساء، لسن أميات، مقابل 92% من الذكور، ليسوا أميين.
وبلغت نسبة الالتحاق بالدراسة الابتدائية 93%، مقابل 57% هي نسبة الالتحاق بالدراسة المتوسطة، وتنخفض إلى 30% نسبة الالتحاق بالدراسة الإعدادية.
ويعتبر العراق استنادا للتقارير الصادرة عن منظمة اليونسكو، أول دولة في منطقة الشرق الأوسط استطاعت القضاء على الأمية بشكل تام في فترة الثمانينات، لكن فداحة الظروف السياسية التي يمر بها العراق منذ عام ٢٠٠٣ وما سبقها من انشغال العراق في حروب مدمرة غير مجدية، وما أدى إليه الحصار الاقتصادي من تدمير الاقتصاد والبني التحتية وإلغاء جميع المشاريع الحية وتعطيل تقدم التربية والتعليم والصحة خلال التسعينات، أدى إلى انتشار الأمية بشكل وضع العراق على أعلى هرم الأمية في العالم.