المسرى :
تقرير : وفاء غانم
احتلت حوادث السير الصدارة في أسباب سقوط الضحايا في البلاد ، متقدمة بذلك على ضحايا العمليات الإرهابية والعنف، وكذلك حوادث الحرائق التي تسجّل معدلات مرتفعة.
وسجلت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات في الاونة الاخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حوادث السيروبشكل شبه يومي, غالبا ما تتسبب بمصرع وإصابة العديد من الأشخاص، ويرجع سببها كثيرون إلى حالة الطرق السيئة، وفقدان البنية التحتية من إشارات مرورية، أو ضوابط السلامة، ما يخلف نتائج كارثية .. فيما يلقي اخرون باللّوم على الحكومات المتعاقبة في انهيار البنى التحتية وانعدام الخدمات وعمليات التأهيل والطرق التي يعود تاريخ تشييد بعضها إلى منتصف القرن الماضي.
تضاهي عمليات القتل الاخرى في البلاد
وفي السياق أكد مدير دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة العراقية زيد علي عباس، في بيان له أنّ حوادث المرور باتت ذات خطورة كبيرة وتضاهي عمليات القتل الأخرى، إذ إنها آفة تشكّل هاجساً وقلقاً لدى جميع أفراد المجتمع”.
تعود تاريخ تشييدها الى منتصف القرن الماضي
وما زال العراق يعتمد على البنى التحتية الخاصة بالجسور والطرق التي شيّدت بين سنوات 1950 ولغاية 2000، دون أن تقوم الحكومات المتعاقبة للعراق بإنشاء مشاريع لتوسعة تلك الطرق أو إدامتها بشكل يمنح المسافرين قدراً كافياً من الأمان.
وتضرّرت تلك الطرق نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة في البلاد التي سبّبت انهيار قسم كبير من الجسور أيضاً.بحسب المعنيين
عدم الالتزام بلسرعة المحددة
ويرى أصحاب الشأن ان من بين الاسباب الاخرى التي ساهمت في ازدياد عدد الحوادث المرورية هي عدم التزام السائقين السرعة المحدّدة، وضعف الثقافة المرورية.
وهو الامر الذي رفضه عضو نقابة عمّال وموظّفي النقل في العراق، أحمد الكناني في تصريح صحفي ، معتبراً أنّ “السلطات لا تريد الاعتراف بأنّ الناس يحصدون الآن بأرواح أبنائهم، نتيجة الفساد الذي بدأ بالعراق منذ سنوات”. متسائلا عن إمكانية السير بسرعة في شارع مليء بالحفر والمطبّات أو من دون إنارة ولا إرشادات مرورية. وأكّد أنّ “السلطات تتحمّل مسؤولية هذا الواقع المأساوي، في الوقت الذي تحوّلت فيه الطرق إلى فخاخ، والعراقيون الآن يستخدمون عبارة الحمد لله على السلامة، حتى لو كانت مسافة الطريق نصف ساعة.
احصاءات جديدة
الى ذلك كشفت مفوضية ُحقوق الانسان عن تسجيل 8286 حادثا مرورياً في العراق اسفرت عن وفاة 2152 شخصا خلال عام 2021 فقط.
وتشير الاحصائية الى ان حوادثَ السير تحتل الصدارةَ في أسباب سقوط الضحايا بالعراق، متقدمة ً بذلك على ضحايا العمليات الإرهابية والعنف، وكذلك حوادثُ الحرائق التي تسجّل معدلات ٍ مرتفعةً بالبلاد. ويلقى نحو 1.25 مليون شخص سنوياً حتفهم نتيجة لحوادث المرور.
ابرز طرق الموت
من جانبها كشفت مديرية المرور العامة، عن أبرز طريقين يشهدان حوادث سير، فيما حددت أبرز أسباب تلك الحوادث. وقال مدير المرور اللواء طارق إسماعيل في تصريح صحفي في وقت سابق ، إن “معظم الحوادث المرورية تقع على الطريق الخارجي الذي يربط بغداد بمحافظة بابل.”، مبيناً أن “السرعة الفائقة في قيادة السيارات وراء الحوادث التي تقع في هذا الطريق”.
وأضاف أنه “على الرغم من تفقد الموقع ووضع العلامات المرورية على جانبي الطريق، إلَّا إن ذلك لم يوقف الحوادث”، معرباً عن أسفه لـ”الكوارث التي تحصل على الطريق، منها الحادث الذي وقع مؤخراً وراح ضحيته أربعة أشخاص، بسبب عدم انتباه سائق الشاحنة وانشغاله بجهازه النقال”.
لا استجابة للمناشدات من قبل الحكومة
اسماعيل أكد أن “حوادث مماثلة تقع على طريق بغداد ــ كركوك بسبب الإهمال ووجود حفر كثيرة على هذا الطريق”، لافتاً الى أنه “رغم مناشدة مديرية المرور والمواطنين الجهات المعنية لإعمار الشارع لكن لا توجد استجابة حتى الآن”.
وبحسب المعنيين انه لم تتم صيانة الطرق في العراق منذ عام 2003، ما تسبب في زيادة الحفر والمطبات، فضلا عن سرقة الأسيجة الأمنية، وتلف اللوحات المرورية، إضافة إلى الفساد المتفشي في منح رخص القيادة.
وكثيرا ما يناشد العراقييون الجهات المعنية من خلال وسائل الاعلام في ايجاد حلول جدية لهذه المعضلة التي باتت تزهق الارواح وبأعداد كبيرة فضلا عن ما تسببه من اعاقة دائمة لضحاياها .