المسرى :
تقرير : وفاء غانم
مصائب قوم عند قوم فوائد هكذا يمكن تلخيص الوضع الاقتصادي حول العالم , تزامنا مع الحرب الروسية الاوكرانية ، الدولتان تعدان من الدول الكبيرة المنتجة للغذاء العالمي ، وسط توقعات بتراجع الحركة التجارية للبلدين مع باقي دول العالم.
الاستحواذ على حصة أوكرانيا في السوق العراقية
في حين أكد عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية العراقية المشتركة حامد حسيني، وفق وسائل إعلام عراقية ، رغبة ايران في الاستحواذ على حصة اوكرانيا في السوق العراقية.
ونقلا عن المسؤول الايراني قوله “كانت لأوكرانيا حصة كبيرة في السوق العراقية وشكلت المواد الغذائية والمعادن حصة كبيرة في الصادرات إلى العراق ، والتي لاقت الترحيب بفضل الدعاية”. مشيرا الى ان سلعا مثل حديد البناء كانت تصدر من اوكرانيا الى العراق من قبل تجار كويتيين ، مبينا انه في مجال المواد الغذائية مثل الحبوب والمعكرونة والدجاج والبيض حازت اوكرانيا ايضا على حصة كبيرة من السوق العراقية ولكن بالنظر الى الحرب ، يجب أن يكون للعراق بديل لتزويده هذه السلع. فيما عدّ التطورات في أوكرانيا بمثابة فرصة لرجال الأعمال الإيرانيين لحيازة حصة أكبر في السوق العراقية وزيادة تصدير حديد البناء والصلب الى هذا البلد.
وقف تام لواردات أوكرانيا
وفي السياق أعلن عضو غرفة تجارة محافظة السليمانية عن وقف تام للواردات من أوكرانيا ، ما تسبب في أضرار جسيمة للتجار في هذا القطاع. وقال إن ” البضائع الإيرانية والتركية ستحل محل المواد الغذائية وعصائر الفاكهة ومختلف مساحيق الغسيل والفحم المستورد من أوكرانيا.
وبعد 2003 تحسنتِ العلاقات التجارية كثيراً في الأعوام الأخيرة لدرجة أن العراق أعلن في مارس/آذار عام 2010 عن عزمه إنشاء منطقة تجارة حرة بالقرب من البصرة، ثاني أكبر مدينة في العراق وأكبر موانئه، وتُظْهر الإحصاءات الاقتصادية أن الصادرات الإيرانية إلى العراق قد زادت باستمرار على مدى السنوات العشر الماضية، خصوصاً وأن السلع الإيرانية تمتاز بأنها أقل سعراً من السلع الصينية , نظراً لانخفاض تكاليف الشحن البري من إيران، لقد بلغت صادرات إيران غير النفطية إلى العراق في عام 2008 حوالي 2.8 مليار دولار، ووصلت في عام 2019 إلى حوالي 9 مليارات دولار, فيما بلغت في 2022 نحو 8-9 مليار دولار سنويا.
التبادل التجاري بين العراق وايران
الى ذلك أعلن علي رضا مقدسي المتحدث باسم مصلحة الجمارك الايرانية في وقت سابق تسجيل التبادل التجاري مع دول الجوار 81.398 مليون طن بقيمة 40.932 مليار دولار في الشهور العشرة الاولى من السنة المالية الجارية فترة 21 مارس/آذار 2021 حتى يناير/كانون الثاني 2022، مشيرا إلى أن العراق تصدر قائمة البلدان المجاورة في استيراد السلع الإيرانية. مؤكدا أن العراق تصدر القائمة بـ 7.295 مليارات دولار.
صادرات العراق الى ايران تلامس الـ 100 مليون دولار سنويا
من جانبه قال مسؤول إيراني، إن بلاده استوردت سلعا أساسية بقيمة 920 مليون دولار من العراق، عبر أرصدة إيران المجمدة في البلد الجار.
وأوضح حميد حسيني، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الإيرانية العراقية المشتركة، في تصريح صحفي ، أن “صادرات إيران سجلت 7.280 مليار دولار إلى العراق في الشهور العشرة الأولى من السنة المالية الجارية فترة 21 آذار 2021 حتى 20 يناير2022، ولأول مرة تم استيراد سلع بقيمة 920 مليون دولار من العراق خلال هذه الفترة”.
وقال إن “صادرات العراق إلى إيران سنويا تلامس 100 مليون دولار، وعبر تصديرها 920 مليون دولار في الشهور العشرة الأولى صعد العراق إلى المرتبة 6 من 26 في ترتيب الدول المصدرة إلى إيران”.
وأشار أن الواردات من العراق تمت عبر الأرصدة الإيرانية المجمدة، مبينا أنه تم توريد بعض السلع الأساسية مثل القمح والسويا إزاء جزء من هذه الأرصدة.
واعتبر المسؤول الإيراني، أن التوريد من العراق يؤدي إلى عدم التبادل التجاري الأحادي ويساعد بتنمية العلاقات التجارية البينية، معربا عن أمله باستمرار وتيرة الواردات في الشهور القادمة.
التبادل التجاري بين العراق وأوكرانيا
ووفقا لاحصاءات الادارة الحكومية الاوكرانية فأن حجم التبادل التجاري بين اوكرانيا والعراق قد فاق في العام 2018 مبلغ الـ 644 مليون دولار امريكي, والخدمات 25 مليون دولار امريكي مع ميزان تجاري ايجابي للغاية لصالح أوكرانيا.
ومن مجموعة المنتجات المصدرة من اوكرانيا الى العراق والتي لها وزن محدد في هيكلية التصدير هي الدهون والزيوت الحيوانية او ذات المنشأ النباتي، و (42,2%) والمعادن الحديدية (40,5% ) واللحوم الصالحة للاكل، و(6,9%) والحليب ومنتجات الالبان وبيض المائدة والعسل (2,8%) ومنتجات الحبوب (1,6%) والسكر والحلويات (0,8%) والفواكه والمكسرات الصالحة للاكل ( 0,7%).
وفي مجال الخدمات فقد قدمت اوكرانيا للعراق في العام 2018 خدمات متعلقة بالسياحة 3,4% وخدمات النقل – 2,3%، ويحتل العراق المرتبة السادسة في التصنيف من بين اكثر من 15 دولة نمت فيها صادرات البضائع من اوكرانيا اكثر من غيرها والتي تبلغ 164,9 مليون دولار امريكي، كما يحتل العراق المركز 11 من بين اكثر البلدان الـ 15 كشريك في تصدير البضائع من اوكرانيا.
هذا الرقم الذي يفوق النصف مليار دولار، والذي يعادل قرابة 6% من حجم الصادرات الايرانية الى العراق يبدو أنه “أغرى” الايرانيين للحصول عليه جراء تصدير احتياجات العراق من المواد التي كان يستوردها من اوكرانيا.
تحذيرات من تداعيات الحرب على اقتصاد العراق
حذرخبراء ومراقبين للشان الاقتصادي , من ارتفاع من أرتفاع اسعار المواد الغذائية ويجب الاستعداد لتأمين مخزون كاف، أثر اضطراب الوضع الدولي بعد الحرب الروسية الأوكرانية، اللتين تعدان من الدول الكبيرة المنتجة للغذاء العالمي. من جانبه اكد خبير واستاذ الاقتصاد، موفق السيدية، في تصريح صحفي ,إنه “يجب على العراق تأمين مخزونات كافية من المواد الغذئية، لأن اسعار المواد الغذائية في ارتفاع ويجب الاستعداد لتأمين مخزون كاف”. مضيفا في حديثه أن “الامن الغذائي في خطر ويجب على الوزارات تغطية حاجة المواطن”، داعياً الى “صرف الاموال لوزارة التجارة لتأمين المواد الغذائية”. فيما شدد السيدية على ضرورة “تأمين مخزونات كافية من الحبوب والزيوت”، مؤكداً: “يجب دعم وزار التجارة مالياً للحفاظ على الأمن الغذائيوقال السيدية لـ”دجلة”، إنه “يجب على العراق تأمين مخزونات كافية من المواد الغذئية، لأن اسعار المواد الغذائية في ارتفاع ويجب الاستعداد لتأمين مخزون كاف”.