المسرى :
تقرير : وفاء غانم
عام مضى على الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى العراق من الخامس وحتى الثامن من آذار مارس التي أحيا خلالها طقوساً عند العديد من الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية في البلاد .
البابا فرنسيس : ارض العراق هي ارض مقدسة للأديان السماوية .
أول زيارة بابوية للعراق على الإطلاق , كجزء من مبادرة للحفاظ على المجتمعات المسيحية القديمة
وفي شهر مارس 2021، قام بابا الفاتيكان، بزيارة تاريخية للعراق استغرقت 4 أيام، وكانت أول زيارة بابوية للعراق على الإطلاق, كجزء من مبادرة للحفاظ على المجتمعات المسيحية القديمة في العراق , وسط اجراءات أمنية وتحضيرات رسمية وشعبية مشددة ضمت شعارات ولافتات مرحبة بالبابا فرنسيس.
يوم وطني للتسامح والتعايش
وحضت زيارة البابا فرنسيس إلى العراق بأهمية كبيرة في العراق حيث أعلن الكاظمي يوم لقاء السيد علي السيستاني والبابا فرنسيس “يوما وطنيا للتسامح والتعايش” في العراق وجاءت الزيارة في وقت كان العراق يشهد فيه تحديات أمنية، وصحية بسبب انتشار جائحة كورونا في العالم ، من جانبه أكد البابا فرنسيس على ان زيارته إلى العراق هي رحلة “حج” لكون ارض العراق هي ارض مقدسة للأديان السماوية وتقع مدينة اور الاثرية في محافظة ذي قار جنوب العراق حيث مسقط رأس النبي ابراهيم.
وكانت مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار العراقية، قد اعلنت في وقت سابق استعدادها لاستقبال ما يقرب من 120 شخصية أجنبية تمثل سفراء دول عدة، وذلك لإحياء الذكرى الأولى لزيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلـى العراق في السادس من مارس/ آذار من العام الماضي.
وفي السياق أشار مدير مكتب محافظ ذي قار كاظم صبار إلى أن “120 شخصية أجنبية تمثل سفراء دول عدة ترافقهم شخصيات وطنية، وصلوا إلى مدينة أور الأثرية اليوم الأحد عبر مطار الناصرية الساعة العاشرة صباحا، بمناسبة حلول الذكرى الأولى لزيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى المدينة، واعتبار هذا اليوم يوما للتسامح العالمي .وفق مصادر اعلامية
عكست جوهر الشعب العراقي
وفي السياق ذاته, قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، السبت، ان زيارة البابا فرنسيس الأولى إلى العراق، مؤكدا أنها عكست جوهر الشعب العراقي.
وكتب الكاظمي في تغريدة له عبر حسابه على موقع “تويتر” ,أن يوم التسامح والتعايش الوطني إعادة تذكير بحقائق الوئام الاجتماعي العميق في عراق الحضارة والتنوع.
وتابع أن “زيارة البابا فرنسيس إلى أرض الرافدين وسط ترحيب كل العراقيين وتتويج الزيارة بلقاء المرجع الأعلى السيد السيستاني، قد عكست جوهر شعب العراق وعمقه الحضاري وإنسانيته”.
ورأى كثير من القيادات السياسية والدينية في العراق أن الزيارة تمثل حدثا تاريخيا للعراق، ملمحين إلى رمزية التوقيت، كونها الزيارة الأولى للبابا خارج الفاتيكان، منذ بدء جائحة كورونا، في حين أشار البعض إلى ماتحمله الزيارة من معاني روحية تتعلق بالتعايش بين الأديان ،ومن دلالات لسعي الفاتيكان، للانفتاح على مسلمي العالم الشيعة، الذين يقدر عددهم بمئتي مليون مسلم في أنحاء العالم
أثرايجابي على مفاهيم الشعب العراقي
وفي السياق قال الكاردينال ساكو في الذكرى السنوية الأولى لزيارة بابا الفاتيكان التاريخية للعراق إن هذه الزيارة قد غيّرت نظرة الشعب العراقي تجاه المسيحيين وازداد مستوى الاحترام لهم منذ تلك الزيارة على نحو كبير مع تعزيز حالة التعايش ما بين الاطياف والاعراق الدينية المختلفة.
ووفق تقرير لموقع (ذي ناشنال) فان ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم قال إن “الزيارة كانت فرصة ثمينة للعراق ونقطة تحول في انفتاحه على العالم، وقد غيرت نظرة وموقف عامة الناس حول التعايش ما بين الطوائف الدينية المختلفة في العراق، والانتقال لمرحلة افضل، وان كثيرا من العراقيين بدأوا يتقبلون مفهوم التنوع.
واستدرك التقرير، على الرغم من كل ذلك فانه لم يبق في العراق سوى 500,000 مسيحي، فبعد موجة الحرب الطائفية التي عمت البلاد خلال مرحلة ما بعد عام 2003 لجأ كثير من المسيحيين الى الهجرة خارج العراق هروباً من العنف والاضطهاد. فيما نقل التقرير عن “القس، كرم شماشة، من سهل نينوى القول: رغم ان زيارة البابا أعطت أملاً، فان نزيف الهجرة ما يزال يجري, ويجد شمامة، ان “الوضع في سهل نينوى ما يزال غير مستقر، ولا يطيقه المواطنون العراقيون، لهذا نحن نشهد حالات هجرة مستمرة.
وبيّن شمامة، أن العراق بلد يسع الجميع ولكن المشكلة تكمن في ان بعض أصحاب القلوب الضيقة لا تريد توحيد الصفوف لبناء جسر لمستقبل جديد للجيل القادم”، منبهاً إلى أن “العراق سيكون بلدا لكل من يريد العيش بسلام وانسجام، وزيارة البابا فرانسيس عكست تلك رسالة.
تحسين العلاقات وعروض دولية لاعمار الموصل
وكان محافظ نينوى نجم الجبوري، قد اعلن في وقت سابق أن عدداً من الدول عرضت المساعدة في إعمار الموصل بعد زيارة البابا فرانسيس، فيما كشفت لجنة السياحة عن استعدادات لتغيير واقع الاثار.
وقال الجبوري في تصريحات للوكالة الرسمية، إن زيارة البابا الى مدينة الموصل فرصة تاريخية، رافقته وسائل إعلام كثيرة حيث تم تسليط الضوء على حجم الدمار الذي خلفته عصابات داعش الإرهابية في المدينة، مبيناً أن سفراء لبعض الدول يعتزمون زيارة الموصل.وفق قوله