دعت الاتحاد الوطني النيابية، الثلاثاء، الى إعتماد عنوان المحافظة لمدينة حلبجة عملياً واعتبارها المحافظة العراقية التاسعة عشر، فيما اكدت ان الشعب الكوردستاني سيبقى متطلعاً إلى حياة مشتركة مع باقي المكونات يسودها التسامح والتعايش والسلام.
وقالت في بيان تلقى المسرى نسخة منه ان حلبجة قصفت في زمن كان جنوح القوى العظمى والمجتمع الدولي بشكل عام الى خيار الصمت أمام هذه الجريمة النكراء، محذرة من مغبة تجار الفتن وزارعي بذور الحقد والكراهية بين صفوف أبناء الشعب.
فيما يلي نص البيان:-
بيان من كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس النواب العراقي، في ذكرى الرابع والثلاثون لفاجعة حلبجة المؤلمة.
كل عام وفي السادسة عشر من آذار، تمر الذاكرة الإنسانية بذكرى جريمة ومذبحة مروعة وكبيرة والتي كانت بعيدة كل البعد عن المبادئ الإنسانية والأخلاقية. الجريمة التي قام بها نظام البعث البائد وفقاً لأوامر أصدرها المجرم صدام حسين. هذه الجريمة التي أُرتكبت من جراء استخدام النظام للاسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، والتي راحت ضحيتها (٥٠٠٠) إنسان من بينهم أطفال و نساء و شباب وشيوخ، كما تسببت بإصابة وتهجير آخرين الذين تقدر أعدادهم بعشرات الآلاف.
المؤسف في تلك الأيام كان جنوح القوى العظمى والمجتمع الدولي بشكل عام الى خيار الصمت أمام هذه الجريمة النكراء والتي تأتي وفقا للقوانين الدولية بمصاف جريمة “الإبادة الجماعية” وكان هذا الصمت والتماهي منسجماً مع مساعيهم في سبيل الحفاظ على مصالحهم المشتركة مع النظام العراقي السابق.
الجدير بالذكر هو الرسوخ المؤسف والمؤلم لآثار تلك الجريمة على سكان المنطقة كما على بيئتها أيضاً. لا يزال هنالك العديد من الجرحى والمصابين بهذه الغازات السامة ممن يعانون من تأثيراتها المستمرة، من دون أن ننسى أعداد كبيرة من المفقودين و مجهولي المصير.
ونحن نمر بذكرى هذه الفاجعة نؤكد و نشدد في الحين نفسه على:
أولا/ تصنيف هذه الجريمة ” قصف حلبجة بالاسلحة الكيماوية” جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية التي قد تكون الذاكرة الإنسانية وتاريخ الشعوب شبه خالية من مثيلاتها. أن يقوم نظام بإبادة مكون من مكونات شعبه بهذه الطريقة الوحشية! لذا أصبح تعويض المتضررين من كل الجوانب لزاماً على الدولة.
ثانياً/ إعتماد عنوان المحافظة لمدينة حلبجة عملياً واعتبارها المحافظة العراقية التاسعة عشر، بعد إكمال كافة الإجراءات القانونية والإدارية والضرورية المرتبطة بهذا الملف.
ثالثاً/ تخصيص ميزانيات من قبل حكومتي الاقليم والمركز لغرض إعادة إعمار حلبجة والنهوض ببُناها التحتية شبه المدمرة.
رابعاً/ توفير العلاج للمصابين، وتسفير من تتطلب عملية علاجه الرقود في مستشفيات متقدمة في باقي بلدان العالم.
خامساً/ إعطاء أهمية أكبر ترتقي إلى مستوى المصاب، بملف الأطفال المفقودين، نتيجة الجريمة المُرتكبة!
الشعب الكردستاني وعلى الرغم من تعرضه المتكرر الى العديد من عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي على مر الأزمنة ولكنه كان ومازال وسيبقى متطلعاً إلى حياة مشتركة مع باقي المكونات يسودها التسامح والتعايش والسلام، كما وإنه يؤكد على الإخاء والتعاون.
في حين يُحذر من مغبة تجار الفتن وزارعي بذور الحقد والكراهية بين صفوف أبناء الشعب، و يشجع على عدم منح هؤلاء الفرص الكافية لنشر سموم العنصرية و روح إلغاء الآخر.
سلامٌ على شهداء حلبجة والعز والسمو لذويهم، و سلامٌ على الجرحى، والخزي والعار للمجرمين ممن تورطوا في ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة.
كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس النواب العراقي
١٦ من آذار ٢٠٢٢