حلبجة جرح عميق … هوية شعب ذهب ضحية الجغرافيا والتاريخ
السفير بكر فتاح
عندما اختنقت حلبجة بالغاز، كنت مشغولا في مستشفى تبريز بتضميد جرح في يدي كنت قد اصبت به في وقت سابق. آه كم كان خبرا مفجعا ليس لوحدنا نحن الكورد بل للعالم كله، لو كانت الانتفاضة بداية تاريخ جديد لهذه الامة البائسة(اعلم ان الكثير من ابناء امتنا ندموا على المشاركة في الانتفاضة بسبب الفقر وتأخر الرواتب، الا ان السبب لايعود الى ضنك العيش، بل الى اللاعدالة والفساد، والا لماذا تحمل شعب كوردستان بعد الانتفاضة ولسنوات طوال عدم توزيع الرواتب والحصار الاقتصادي، الناس كانوا يتحملون الجوع لكنهم غير مستعدين لتحمل اللاعدالة..) مما لاشك فيه ان فاجعة حلبجة العامل الاساس في التغيرات المستمرة التي حصلت في العراق.
ليت حلبجة وحدها من ذهبت ضحية الغاز الكيمياوي، فقبل حلبجة اختنقت كوبتبه و سانانو بالغاز في الصمت، فلولا اعلام الجمهورية الاسلامية لاصبحت حلبجة ايضا ابادة جماعية منسية اخرى مرتكبة بحق الكورد.
بعد فاجعة حلبجة، زار وفد من الكونجرس الامريكي العراق، خلال اجتماع سأل السيناتور مكين طارق عزيز انه كيف تجرأتم على استخدام الغاز ضد مواطنيكم ؟ فرد عزيز بالقول لو كنا نملك السلاح النووي لاستخدمناه ايضا!!!! وهذا يبرز بوضح مخاطر ووحشية ذلك النظام، الامر الذي ادى الى وضع حد لمخاطره وتهديداته على السلم الدولي…
لو ان الحرب الاوكرانية وفايروس كورونا الارهابي يسعيان اليوم الى تغيير نظام الحكم العالمي، ولو ان ارهابيي داعش كانوا يسعون في الامس الى تغيير خريطة العالم، فمن المؤكد ان حلبجة اول امس كانت العامل الاساس في تغييرات القرن الماضي..
عزيزي القارئ الكريم ان إحياء تلك الفاجعة دليل وفاءنا لشهدائنا وهو تعهد للنضال في سبيل عدم تكرار المأساة ليس في كوردستان فحسب بل في العالم اجمع…