المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
تعود بدايات تشكيل قوات روج للعام 2012 من أفراد وعسكريين انشقوا عن الجيش النظامي السوري وفروا إلى كوردستان العراق ليقوم الحزب الديمقراطي الكوردستاني فيما بعد وعلى نفقة حكومة الإقليم بتجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم وتشكيل فصيل عسكري منهم، لأغراض غير واضحة المعالم لغاية الآن.
قوات مأجورة
ويقول المراقب السياسي رشاد كلالي في هذا السياق لـ( المسرى) إن “قوات روج، هي قوات مأجورة للحكومة التركية والحزب الديمقراطي الكوردستاني في إقليم كوردستان، ومهمتها تخريب تجربة الإدارة الذاتية في كورستان سوريا (روج ئافا)، هذه القوات عملياً تابعة لقوات الزيرفاني إحدى التشكيلات العسكرية للحزب الديمقراطي، وتستلم كامل مستحقاتها المالية والتدريب والتسليح من حكومة الإقليم”، مبيناً أن “السلطات التركية تتعامل مع قوات روج على انها كتيبة تابعة لها، ومعارضة للنظام السوري، أضف إلى ذلك أن المخابرات التركية هي التي تشرف على مهام وعمليات تلك القوات، خدمة لمصالحها في المنطقة، وليس هذا فقط بل قامت أنقرة بإرسالهم لمعارك ليبيا وأذربايجان”.
مصالح حزبية ضيقة
وأشار كلالي إلى أن “قوات روج مع انهم مواطنون من غرب كورستان بسوريا، ويسكنون إقليم كوردستان العراق، إلا أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أصدر لهم هويات ومستمسكات عراقية، وبطاقات انتخابية، اي بإمكانهم المشاركة والتصويت في الانتخابات البرلمانية في العراق وإقليم كوردستان”، منوهاً إلى أن “عدد أفراد قوات روج العسكرية يتراوح بين 8 إلى 12 ألف عنصر، عدا عائلاتهم ، بمعنى أن أصواتهم الانتخابية ككل تصل إلى حدود 20 او 30 الف صوت، في خدمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني”.
اصوات انتخابية
ونوه كلالي أن “الحزب الديمقراطي الكوردستاني قام ايضاً بتشكيل لوائين من ساكني منطقة الجزيرة (عشائر الشمر والتوركمان)، ليس حباً بهم، بل ليستفاد من أصواتهم في الانتخابات البرلمانية في العراق”.
انحراف عن المسار
أما عضو اللجنة المركزية للحزب اليساري الكوردي في سوريا فتح الله حسيني فيقول لـ( المسرى) إن “قوات روج تشكلت في الأساس لتكون قوة عسكرية تابعة للمجلس الوطني الكوردي، ولكن بعد ستة اشهر من تدريبهم من قبل قوات الزيرفاني التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، تم إخراجهم من الغرض الذي تشكلوا لأجله وما كانوا يصبون إليه، لتصبح القوة لاحقاً فصيلاً تابعاً لقوات الزيرفاني ويؤتمرون بأمرهم ولا ينفذون إلا التوجيهات الصادرة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني”، مشيراً إلى أنهم “لم يعودوا يأتمرون بأوامر المجلس الوطني الكوردي، ولا صلاحيات للمجلس عليهم”.
خط أحمر
واكد الحسيني أن “دخول قوات روج إلى روج ئافا (غرب كوردستان – سوريا) اصبح خطاً احمر، لأن تلك القوات لا تأخذ قراراتها من المجلس الوطني الكوردي، وقد خاضت قواتها حروباً كثيرة، ولم يكن لقوات روج أي دور فيها ولم يشاركوا في اي حرب داخل اراضي غرب كوردستان، لذلك هم في غنى عنها، ولأن قوات سوريا الديمقراطية في الأساس تتالف من أكثر من 73 فصيلاً عسكرياً”، منوهاً انه “إذا أرادت قوات روج أن تكون جزء من قوات سوريا الديمقراطية، يجب أن ينتمي عناصرها إليها فرادا وليس جماعات، لأنها اداة بيد الحزب الديمقراطي الكوردستاني”.
إساءة قوات
وتتهم قوات روج بأنها شكلت بهدف الإساءة للوضع الكوردي القائم في روج ئافا (غرب كوردستان)، والسبب عدائها لقوات سوريا الديمقراطية المسيطرة على شمال وشرق سوريا، وكذلك تلقيهم الدعم من أطراف مشبوهة، بالإضافة إلى ان تمويلها يشكل عبئاً على مواطني الإقليم الذين يعانون اصلا من تأخر الرواتب.