المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
بعد الإخفاق الذي مني به البرلمان في عقد جلسة خاصة لاختيار رئيس الجمهورية، كونها بنيت على التخمينات والحظوظ والمراهنات لحضور النواب وإكمال نصاب الثلثين وفق قرار المحكمة الإتحادية، برزت إلى السطح تصريحات وتغريدات من بعض الجهات تمدح الكتل التي حضرت الجلسة وتنتقد مقاطعيها، هذا بدل الاتعاض من العناد والعمل على لملمة الشتات والخروج بالبلاد والعباد من هذا المأزق السياسي المفتعل.
جلسة مخيبة
المحلل السياسي واثق الجابري يقول لـ( المسرى) إن ” جلسة السبت كانت جلسة مخيبة للآمال وبالضد من طموحات كل العراقيين، وكل تلك القوى التي كانت تتحرك بعيداًعن إرادة الشعب العراقي ، هي من تتحمل ذلك الفشل وتبعاتها،لأنها نقضت كل الاتفاقات السابقة التي جرت بين القوى السياسية والمتمثلة بالحقوق المشروعة للمكونات داخل أنفسها”، مبيناً أن” القوى السياسية تحتاج في المرحلة القادمة المزيد من الحوارات والتفاهمات والواقعية السياسية من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذا المأزق السياسي الحاصل في البلاد”.
تعميق الحوارات
واشار الجابري إلى أن ” القوى السياسية لا بد لها وأن تعمق حواراتها السياسية أكثرلغرض إيجاد الحلول، وبخلافه ستكون جلسة الأربعاء القادم مثل سابقاتها، وكلنا شاهدنا جلسة السبت والتي بنيت على المراهنات عسى ولعل أن يحصلوا على أصوات أكثر بحضور المستقلين وكسب ود بعض الاطراف النيابية أوالتلويح بحل البرلمان إذا لم يحضروا الجلسة ويخسروا مغانمهم ( أي المستقلين)”، لافتاً إلى أن ” إرادة القوى السياسية المقاطعة كانت واضحة، بأنها لا تريد تعطيل الجلسة بقدر إيمانها بمنع تمرير مشروع لا يلبي طموحات ورأي أغلب الشعب العراقي، ويخلق وضعاً من عدم الاستقرار في البلاد “.
توحيد الخطاب
ومن جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي عمر الناصر لـ( المسرى) إنه ” بعد جلسة يوم السبت، يجب على الكتل السياسية للمرحلة القادمة أن تكثف حواراتها أكثر حتى يوم انعقاد جلسة الأربعاء القادم والخروج من التبعية السياسية التي القت بظلالها السلبية على أرض الواقع، وبالتالي لا بد من توحيد الخطاب وإيقاف التصريحات الإعلامية المتشجنة، التي هي أحدى أسباب هذا التشظي والإنقسام الحاصل الآن على الساحة”، موضحاً أن ” انفراج المشهد السياسي مرهون بطبيعة التفاهمات القادمة ، فعلى سبيل المثال استجابة كتلة أنقاذ الوطن لطلبات وشروط بعض الأطراف والكتل النيابية والمستقلين شرط حضورهم الجلسة دليل على إمكان قيام حوارات جادة لتمرير هذا الوضع لحين الاتفاق على كامل النقاط “.
توافق الفرقاء
وتشير كل التوقعات إلى أن ما حصل في جلسة 26 من أذار والتي كانت مخصصة لاختيار رئيس الجمهورية، هو دليل على أنه بدون توافق الفرقاء (الإطار التنسيقي والتيار الصدري) والجلوس على طاولة الحوار والتفاهم على المرحلة المقبلة، فأن الأوضاع في البلاد ستسوء وتتازم أكثر والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه.