المسرى ..
تقرير .. وفاء غانم
في كل عام ومع اقتراب شهر رمضان تشهد الاسواق المحلية ارتفاعا في اسعار السلع والمواد الغذائية , وسط اقبال الناس الواسع على التسوق وشراء المواد الغذائية , الامر الذي يخلق تذمرا وغضبا في الشارع العراقي .
عام مختلف ..ارتفاع غير مسبق
ويرى مراقبون أن هذا العام يختلف نوعا ما عن السنوات الماضية, حيث ان العراق كان من ابرز الدول التي تاثرت بالصراعات الخارجية منها الحرب الاوكرانية الروسية والتي كان لها اثر كبير على اقتصاد البلاد من جهة, وارتفاع اسعار صرف الدولارمقابل الدينار العراقي من جهة اخرى , ما ادى الى ارتفاع غيرمسبوق للسلع وخاصة المواد الغذائية منها , ماثار غضبا وتذمرا لدى المواطنين .
غضب وتذمر شعبي
وتظاهر عدد من المواطنين في جنوب العراق ضد غلاء اسعارالسلع الغذائية . فيما طالب مواطنون وأغلبهم من موظفي القطاع الحكومي وذوي الدخل المحدود والمتوسط، بردع التجار الذين يستغلون شهر رمضان لرفع قيمة السلع الضرورية دون وجود رقابة من قبل الجهات المختصة، مستغلين سوء الأوضاع الاقتصادية على المواطن العراقي.
وفي المقابل يعزو التجار هذا الارتفاع إلى زيادة سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، كون عملية استيراد المواد من الخارج تتم بالدولار، وذلك يؤدي إلى ارتفاع المواد المستوردة, فضلا عن تأثر البلاد بلحرب الروسية الاوكرانة .
تصريحات متضاربة
وفي هذا الصدد، قال النائب عن تحالف الفتح علي الجمالي، إن “موضوع ارتفاع اسعار المواد الغذائية هو لعبة من قبل التجار وليس انعكاسات الدولار وغيره كون الدولار قد مر على ارتفاعه اكثر من عام”.
وأشار الجمالي، في تصريح صحفي ، إلى أن هناك تخوفاً من الحرب (الروسية – الاوكرانية)، وهذا التخوف زرعه التجار، داعياً الاجهزة الامنية إلى أخذ دورها في ملاحقة المتلاعبين بالأسعار سواء على جميع المستويات. إلى ذلك، طمأن مظهر محمد صالح المستشار المالي لرئيس الوزراء في وقت سابق ، المواطنين بأن البلاد تتحوط عبر مؤسساتها الرسمية الاتحادية لأمنها الغذائي.
الموقف الحكومي
وفي محاولة منها لضبط أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان لجأت الحكومة الى اصدار قرارات وخطط رأها بعض الخبراء ترقيعية وغير مجدية , وبعض قوانينها عفا عليها الزمن .
خطط الحكومة
في الأثناء اعتقلت السلطات الأمنية أكثر من 50 شخصاً بتهمة التلاعب بالأسعار، خلال حملات وجولات تفتيشية نفذتها أخيراً في الأسواق للسيطرة على الأسعار التي تصاعدت بشكل كبير خلال الشهر الجاري.
ووفقاً لبيان لوكالة وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات ، القبض على 56 مخالفاً من المتلاعبين بالأسعار. ومن جهته شكل جهاز الأمن الوطني ، في وقت سابق غرفة عمليات مشتركة مع وزارة التجارة لمتابعة ملف الأسعار في الأسواق، تزامناً مع قرب حلول شهر رمضان، للحد من التلاعب بالأسعار.
وعود يخاف المواطن عدم الايفاء بها
وكانت الحكومة قد وعدت بتوزيع سلة غذائية مضاعفة ضمن البطاقة التموينية وصرف مبلغ طوارئ قدره 100 ألف دينار (70 دولارا) للفئات الهشة
المتحدث باسم وزارة التجارة العراقية محمد حنون أكد في تصريح صحفي ان الحكومة العراقية اتخذت جملة من الإجراءات لتفادي أزمة ارتفاع الأسعار ومواجهتها من خلال دعم البطاقة التموينية وتوزيع سلتين في شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى إمكانية توفير سلة ثالثة.
وكانت وزارة التجارة باشرت بتوزيع الوجبة الاولى من السلة الغذائية الرمضانية , وفقا لبيان للوزارة .
ويأمل العراقيون أن تنفذ الحكومة وعودها التي أطلقتها في المدة الأخيرة في مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا الذي سبّبته الحرب الروسية على أوكرانيا التي اندلعت قبل أسابيع, وخاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك .