أكد مستشار المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكوردستاني البروفيسور الدكتور دانا احمد مصطفى ان حكومة الأغلبية تلحق الضرر بمصالح الكورد، مشددا على ان الحكم في العراق لا يستمر حكما رشيدا بدون الاتحاد الوطني.
دانا احمد مصطفى: الحزب الديمقراطي يريد مواجهة كل العراقيين والاستحواذ على الحكومة
وقال البروفيسور الدكتور دانا احمد مصطفى خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث على شاشة المسرى، ان “الوضع السياسي في العراق يمر بعدة مراحل سياسية مختلفة ومن ابرز هذه المراحل مرحلة ما قبل الانتخابات ومرحلة ما بعد الانتخابات، ومرحلة ما قبل الانتخابات كانت صعبة على الحكومة الاتحادية لوجود تظاهرات واحتجاجات”، مشيرا الى ان هذا ادى الى انتخابات مبكرة وجاءت مرحلة ما بعد الانتخابات فمن المفترض تشكيل حكومة جديدة تمثل الكيانات العراقية جميعها من الكورد والعرب وجميع مكونات الشعب العراقي.
واضاف ان “بعض الاحزاب السياسية سواء من العرب والكورد فكروا في تشكيل حكومة أغلبية ودائما هذه الحكومة تؤدي الى حرمان بعض الاقليات السياسية من المشاركة، وهذا الامر شكل نوعا من الاشكاليات المستعصية وأدى للإنسداد السياسي وعدم الحوار بين الاحزاب السياسية حتى انها ادى نوع من المقاطعة بين الأحزاب السياسية وبالتالي ادى ذلك الى تشكيل خلق نوع من فكرة النفوذ السلطوي واقصاء الآخرين وامحاء بعض الأقليات السياسية وبروز المغمورية السياسية في المشهد وهي التي تعني في الفكر السياسي عدم وجود صلة بين الاحزاب السياسية داخل البلاد وهذا ما هو حاصل في العراق واليوم نحن بحاجة الى التراجع عن فكرة تشكيل الحكومة الاغلبية”.
دانا احمد مصطفى: الحزب الديمقراطي في مواجهة سياسية عميقة مع الاحزاب الكوردستانية
وتابع الدكتور دانا احمد مصطفى ان “الوضع العراقي الراهن يختلف عن الاوضاع السابقة وخلق بعض المشكلات وإبراز بعض الجلاء السياسي من قبل بعض الاحزاب كالحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يريد مواجهة كل العراقيين ومحو ما هو على الساحة السياسية العراقية دون نفسه، ويريد التحالف مع قوى اخرى تمثل الجهة الجنوبية بالنسبة للعراق والاستحواذ على جميع المفاصل الحكومية في الحكومة المقبلة، وهذه الفكرة فكرة دكتاتورية، تؤدي الى خلف نوع من الزعزعة واندلاع الحرب بين الاطراف السياسية وخلق جبهة تجاه هذا التحالف الذي يريد ان يستولي على جميع مفاصل الحكومة في العراق”.، لافتا الى ان “الحزب الديمقراطي أراد ان يخطو صوب هذا الواقع ليكون القوة الاولى على الساحة الكوردستانية والصوت الاول للكورد ويمحي جميع القوى السياسية الأخرى كالاتحاد الوطني الكوردستاني والاحزاب الأخرى”، مشددا على ان “هذه الفكرة ليست بجديدة فهي موجودة منذ القدم عن الحزب الديمقراطي لكن الوضع لم يكن مواتيا لابرازها على الساحة السياسية واليوم مع وجود الفوضى والفراغ السياسي في مجلس النواب ادى الى وضع يجعل بإمكان الحزب الديمقراطي إبراز فكرته ليجعلها واقعا”.
دانا احمد مصطفى: ليس من سلوك الشعب الكوردي التطاول على المرجعيات الدينية
وشدد الدكتور دانا احمد مصطفى على ان جميع الاحزاب الكوردستانية اليوم في جهة والحزب الديمقراطي في جهة أخرى وهناك مواجهة سياسية عميقة، لافتا الى ان بغداد ترغب في مواجهة خطاب سياسي واحد موحد وليس عدة خطابات وهذا الخطاب يجب ان يأتي من أفكار جميع الاحزاب السياسية الكوردستانية.
من جهة أخرى اكد الدكتور دانا احمد مصطفى ان الاتحاد الوطني دائما يضحي من اجل الوصول الى حياة حرة كريمة للشعب سواء على الجانب الكوردي او العربي، لافتا الى ان الرئيس مام جلال ادى دورا مهما في توحيد صفوف العرب العراقيين وتطبيع الوضع بين الشيعة والسنة في البلاد، مشددا على ان هذا النهج موجود في الاتحاد الوطني ولم يغب عنه ولا للحظة.
وتابع الدكتور دانا احمد مصطفى ان كل من تولى منصب رئاسة الجمهورية بعد الرئيس مام جلال ادى دورا ايجابيا في توحيد صفوف العراقيين وهذا ادى الى القول بأن الحكم في العراق لا يستمر حكما رشيدا بدون الاتحاد الوطني.
وعن الاتصال الهاتفي بين زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ورئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني اكد الدكتور دانا احمد مصطفى ان المكالمة الهاتفية بين الصدر وطالباني مهمة، لافتا الى ان السيد الصدر وصل الى قناعة ان مسار الاتحاد الوطني هو الصائب وبالتالي تراجع عما خطى صوبه وتوصل الى قناعة بأن الاتحاد الوطني سار مسارا صحيحا، مشددا على ان جل الاحزاب العراقية توصلت الى فكرة ان موقع الاتحاد الوطني ليس موقعا داخل اقليم كوردستان فقط وانه موقع عراقي قبل ان يكون كورديا وانه اتحاد للعراقيين جميعا وليس للكورد وحدهم، لافتا الى ان العقلية السياسية للاتحاد الوطني تخدم الانسان قبل ان تخدم القومية وتعمل في اطار الوطنية العراقية.
وتابع الدكتور دانا احمد مصطفى ان نهج الاتحاد الوطني يحمل راية مام جلال وفكرة مام جلال تجاه العراق والكورد والمكونات الاخرى، فالاتحاد الوطني لا يكون مرفوضا من أي جهة سياسية عراقية لانه يحمل فكرا انسانيا يخدم الانسان العراقي ويحترم آراء العراقيين والكيانات المختلفة في العراق والتظاهرات في بغداد وباقي المحافظات برفض مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية خير مثال على ذلك، مشددا على ان الرئيس مام جلال صمام الامان للعراق والاتحاد الوطني يحمل فكره ويسير على هذه المسيرة بإختلاف الحزب الديمقراطي.
واشار الى ان المرجع الديني السيد علي السيستاني هو من وصف الرئيس مام جلال بصمام الامان وليس من الجميل ولا من عادات وثقافة الكورد التطاول على السيد السيستاني، مشددا على ان تاريخ الحزب الديمقراطي يوضح انه يحمل مصلحة الحزب والعائلة قبل مصلحة الكورد وتاريخه مليئ بهكذا مواقف.
وشدد الدكتور دانا احمد مصطفى على ان الحزب الديمقراطي يعرف جيدا ان حكومة الاغلبية الوطنية ستضر الكورد وتؤدي الى التفرقة بين صفوف الكورد وهذه الحكومة ستضر بمصالح الكورد ورفاهية العيش في اقليم كوردستان والعراق، متسائلا “أين تكمن فكرة الوطنية وخدمة الشعب الكوردي لدى الحزب الديمقراطي؟”.
وختم الدكتور دانا احمد مصطفى بأن هناك وعي سياسي في العراق ويوما بعد آخر يزداد عدد الذين يقاطعون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وهذا مؤشر على وجود وعي سياسي في العراق والادراك ان الاتحاد الوطني هو حزب السلام والحوار وهو الفالح والمفلح.