د. مريوان وريا قانع
ان نايف كوردستاني اهين خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية اهانة كبيرة وهدرت كرامته بشتى الطرق، انا اذهب الى ان تصريحات هذا الرجل التابع للديمقراطي الكوردستاني، امتداد لنفس السياسة التي ينتهجها الديمقراطي: سياسة مرجعة مقتدى الصدر في العراق، على المستوى السياسي على اقل تقدير، ماقاله هذا الشاب بضع كلمات وهي توازي او تتفق مع سياسة الديمقراطي التي ينتهجها على ارض الواقع فعلا وليس قولا. ان الديمقراطي الذي يقبل على الصدر ويدبر للقوى الشيعية الاخرى، يطبق بالفعل المنطق الحاضر والموجود والبارز في حديث عضوه.
لست اعرف المدعو نايف كوردستاني ولااروم هنا الدفاع عن حديثه او توجهاته السياسية بل الدفاع عن انسانيته، الدفاع عن كرامته كانسان ومواطن في هذا البلد المسمى العراق وهذا الاقليم المدعو اقليم كوردستان. ان هذا الشخص كانسان وكمواطن له الحق بان يكون له رأيه السياسي، وإن لم يتفق مع اغلب القوى والجماعات والجهات داخل هذا البلد. وفي هذا المجال فاني اؤمن ايمانا مطلقا بما يقوله جون ستيوارت ميل “لو كانت الانسانية جمعيها لها رأي واحد وكان هناك شخص يحمل لوحده رأيا مختلفا عنهم، فلابد من ان يكون له الحق في التعبير عن رأيه”. ولهذا فانه لمن الجرم الكبير ان يهان الرجل على رأيه والتعامل معه بهذا الشكل.
ان وزارة الداخلية في حكومة الاقليم تتحمل الوزر الاكبر فيما حصل، والتي وزيرها ليس فقط عضوا في الديمقراطي، انما مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية، وعندما يجبرونه على تسجيل فيديو اعتراف وعلى وجه السرعة وقول كلام معد مسبقا والذي يعرف القاصي والداني انه اعتراف او قول او حديث باطل وانتزع بالاكراه.
ان الدفاع عن انسانية هذا الشاب شيء لابد من مراعاته. وان الذي يجب ان يدان هما اللاعبان السياسي والديني الذين يلعبان بانسانية هذا الشاب كلعبهم بالكرة من جهة ويعتبران انفسهما مقدسين وهما فوق اي اعتبار ورأي وتوجه وتقييم من جهة اخرى. الذين يعطون الحق لانفسهم باهانة الانسان وهدر كرامته.