بافل طالباني، شخصية وطنية
نالي محمد
ان يلعب ايقونة شباب مثل بافل طالباني في عالم مليئ بالمشاكل وصدامات القوى وفي الكثير من الاجندات ومختلف التيارات والتوجهات الايدولوجية والمذهبية المختلفة، فهو صدمة للكثير من الافراد والجهات، لان معالجة فهم طبيعة المشاكل والاختلافات العراقية والسعي لاجل ايجاد مخارج لايجرؤ عليها الا اصحاب الخبرة ومن افنوا عمرا في معادلات تلك العملية، الا ان بافل جلال طالباني تمكن وخلال مدة وجيزة وبتواضعه ولغة جسد لافتة من فهم طبيعة المشاكل وحماية الاستقلال السياسي من جهة وايجاد توازن في المعاملة مع الاطراف العراقية المتخاصمة، لان التعامل مع القوى الجديدة التي افرزتها الانتخابات المبكرة والناتجة بدورها عن الوضع المضطرب والشعبوبي، صعب لدرجة لايقدر عليها سوى بافل جلال طالباني.
ان الشخصية السياسية لو لم تملك اساسا خصوصيات القائد، فلن يشكل حسبه ونسبه مصدر قوة له، تلك هي خصوصيات بافل طالباني حقا، فهو لم يلعب دورا كبيرا على الصعيد الداخلي للاتحاد الوطني وعلى الصعيد التنظيمي والحزبي فحسب بل على صار على المستوى العراقي ايضا شخصية وطنية، ان هذا التحول الكبير في حياة شخصية محلية ليس مهما للاتحاد الوطني فقط، بل يصير للكورد ايضا املا مشرقا، فحالة اللاامل برزت بشكل واضح للاسف في العلاقات السياسية فيما بين الاحزاب بعد وفاة مام جلال ناهيك عن التصدعات والتشققات فيما بينها. خاصة في ايجاد مخرج واجتياز الازمات العميقة، حيث استطاع بافل طالباني في هذا المضمار وبكل ثبات وبعيدا عن العروض والتظاهر تجاوز الازمات الشديدة والاطراف العراقية تشهد له بذلك.
ان لادبيات السياسة العالمية نقاط مهمة في تقييم القادة كما جاء في كتاب (قضية الشخصية) ابرزها “الثقة بالنفس والاصرار على المبادئ والمواقف السياسية والمقبولية على المستوى الداخلي والخارجي، والملكية وان يكون وريث وسليل حزب كبير، والمصداقية والالتزام بالتعهدات والافعال، والاطلاع على الاحداث والمستجدات والمعادلات، والابتعاد عن الحقد والضغينة ونبذ سياسة نفي الاخرين وعدم الاعتراف بهم”، واقعا ان مجمل هذه الخصائل والصفات انعكست في شخصية وتحركات بافل طالباني الاخيرة وقد اثبت للكل انه من اهل المصداقية والثقة عند جميع القوى وبامكانه ليس فقط ايجاد السبيل والصراط المستقيم بل وضع الاخرين عليه ايضا.