المسرى :
تقرير : وفاء غانم
قبل عدة ايام وفي إطار زيارته مهرجانا للفنون التشكيلية في مقر وزارة الثقافة وفق بيان لمكتب الكاظمي وجه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بترميم نصب الحرية وسط العاصمة بغداد.
هذا التوجيه أعاد إلى الواجهة قضية عشرات الآلاف من القطع الأثرية العراقية التي اهملت فيما تعرضت اخرى الى تدمير وسرقة , ووفق مصادر تاريخية فأن العراق يأتي في مقدمة الدول التي لها اثار عظيمة نظرا للحقبة الزمنية التى عاشها على مدى عصور ,فيما يبلغ عدد المواقع الأثرية في العراق أكثر من 12 ألف موقع، تضم آثارا تعود إلى حقب مختلفة , ومن ابرز المعالم التاريخية في العراق نصب الشهيد, نصب الحرية , برج بغداد وغيرها الكثير , لكن نصب الحرية حاز على الشهرة الاكبرمن بين هذه المعالم .بحسب مصادر اعلامية وتاريخية
من اهم النصب في الشرق الاوسط
ويعد نصب الحرية الذي يقع بلتحديد في ساحة التحرير في العاصمة بغداد من أهم النصب الفنية في الشرق الاوسط والتي أنجزها النحات العراقي المشهور “جواد سليم” مع المعماري رفعت الجادرجي والنحات محمد غني حكمت،, في ساحة التحرير في منطقة الباب الشرقي ببغداد في عام 1959، ويبلغ طول نصب الحرية 50 مترا ، أما ارتفاعه نحو 15 مترا.
ووفق مصادر تاريخية فأن اختيار ساحة التحرير موقعاً لتشييد نصب الحرية لم يأتي من فراغ ، فهذا الموقع بالذات يربط أهم شارعين في تأريخ بغداد هما, شارع الجمهورية وشارع السعدون وهو أيضا مواجه لجسر التحرير، ذلك الجسر الذي ينقل البغداديين من الكرخ إلى الرصافة وبالعكس إن الشارعين والجسر ساهموا في تنويع زوايا رؤية النصب وأشكالها.
ولجسامة ومشقة تنفيذ هذا العمل الهائل فقد تعرض سليم إلى نوبة قلبية شديدة أودت بحياته في 23 كانون الثاني يناير عام 1961م، الموافق 6شعبان 1380هـ، وشيع بموكب مهيب ودفن في مقبرة الخيزران في الاعظمية.
ويرى مراقبون أن هذا الصرح التاريخي الثمين حاله كحال الاف الاماكن الاثرية التي تروي جدرانها حياة من شيدها ,ونقوشها تكشف أسرار حضارة تركت خلفها ميراثاً من العلم والفن والثقافة، عصور متعاقبة ترك أبناؤها بصمة حضارية تخلد اسماءهم عبر الأزمان، لتصبح الآثار العراقية دليلاً على التنوع الثقافى والحضارى الذى نبت على أرضها.
اثار اقليم كوردستان
اما بخصوص الاثار الموجودة في اقليم كوردستان فهي الاخرى تواجه كمثيلتها الموجودة في باقي المحافظات العراقية اهمالا من قبل الجهات المختصة, وفي السياق كشفت السفارة الامريكية لدى بغداد، ان السفير ماثيو تلور، ناقش اهمية الحفاظ على المواقع الاثرية في منطقة سوران التابعة لمدينة اربيل
السفارة اشارت في بيان نشرته على صفحتها في الفيس بوك ان “َ كل من السفير (تولر) والقنصل العام (بالادينو) زاوا الاماكن الاثرية في اقليم كوردستان منها وادي (رواندوز) وشلال (كلي علي بك) وقلعة (خانزاد) خلال رحلتهم إلى (سوران). فيما تفتخرُ حكومة الولايات المتحدة بتمويل وتدريب علماءِ الآثار والموظفين الذين يشرفون على المواقع الأثرية من خلال (المعهد العراقي لصيانة الاثار والتراث) .وفق البيان
ورغم الأهمية الحضارية والسياحية والأثرية لهذا التراث العريق ،الا انه بات يعانى الإهمال والعشوائية، وبدلا من أن تكون الكثير من تلك المواقع الأثرية المهملة رسالة ترويج للحضارة العراقية عبر العصور، تحولت بفعل الإهمال والتدمير والسرقة إلى صرخة استغاثة فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شواهد التاريخ الذى أصبح محاصراً بمظاهر الفوضى والفساد المستشري في البلاد . وكثيرا ما يناشد السكان والاهالي الجهات المعنية الإفادة من المواقع الأثرية ,مشددين على أن الحفاظ عليها وتوفير الدعاية لها يساهم في جذب أعداد كبيرة من السياح إليها.