المسرى.. تقرير : فؤاد عبد الله
من المقرر أن تبدأ القوى السياسية الشيعية حراكاً لتقريب وجهات النظرفيما بينها، ومن ثم بينها وبين التحالفات والأحزاب الأخرى، بغيه إيجاد حل يفضي للخروج من هذا الانسداد السياسي و معالجة كل الاشكالات السياسية الحاصلة بعد اعلان نتائج الانتخابات وفق مبدأ وطني جامع.
ديمومة التعطيل
استاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية الدكتور عزيز جبر شيال يقول ( المسرى) إن “العملية السياسية في البلاد دون شك تمر بحالة انسداد، وخاصة بعد السلوك الأخير الذي اتبعه الإطار التنسيقي من خلال تعطيل جلستين متتاليتين للبرلمان، كما ويسعى إلى العمل على ديمومة هذا التعطيل إلى أن تلبى مطالبه التي تتمثل في حصوله على التوافق أوالمناصب السيادية”، مبيناً أنه “في المقابل التحالف الثلاثي أو ما سمي لاحقاً بإنقاذ الوطن، هو أحد أسباب ما تعانيه البلاد حالياً من أزمات سياسية، التحالف الثلاثي كان سبباً بها طوال السنوات الماضية، وتحديداً في قضية التوافق، والآن يتم طرح موضوع الأغلبية الوطنية، والتي هي في الحقيقة تسمية خاطئة، لأنه يجب ان يقال أغلبية سياسية، لأن تسمية الوطنية لتحالفه يضع الآخرين ومن ليسوا معه ( الإطار) بخانه غير الوطنيين”.
المشاركة في الحكم
وأشار شيال إلى أن “الإطار التنسيقي يفعل كل ما بوسعه لكي يبقى ويشارك في السلطة ومصر ومتشبث بمواقفه بالمشاركة في الحكم، ورغم كل هذا فأن ما يجري حالياً في البلاد هو عمل غير دستوري، أي تعطيل جلسات البرلمان وعدم التمكن من تحقيق النصاب الكامل لعقد جلسة تمرير مرشح رئاسة الجمهورية”، مؤكداً أن “الحل لهذه المعضلة يكمن إما بالاتفاق بينهم بتمرير مرشح رئيس الجمهورية لتنفرج الأمور أو أن يعدل الدستور وترفع تلك المادة التي ادت إلى عرقلة صيرورة العملية السياسية”.
التفكك الإثني
أما أستاذ العلاقات الدولية من واشنطن الدكتور هيثم نعمان الهيتي فيقول في حديث خاص لـ( المسرى) إن “الواقع السياسي العراقي من المكونات الثلاث الرئيسية (الشيعة والسنة والكورد) قد وصلوا إلى مرحلة نرى فيه بوضوح تفكك العنصر الإثني، وعادوا إلى عناصر أخرى قد تكون سياسية أو مصالحية أو إقليمية ودولية، حيث نرى أن الانهيار السني وحرب داعش قد أفرز غياب كامل لكل القوى السابقة وشخوصها، وظهرت شخصيات جديدة (الحلبوسي) لتاخذ الدورالأول في الساحة السياسية، وهذا تبدل كبير وإن كان التبدل بنسب ضئيلة”، أما فيما يتعلق بالبيت الشيعي يشير الهيتي إلى أن “هناك انقساماً حادً لا يختلف في شدته عن الانقسام السني في السابق، حيث نرى الآن مدى الاختلاف الكبير والجذري بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري حول مفهوم ادارة العملية السياسية واستحالة تحالفهم للمرحلة القادمة “.
البيت الكوردي
أما فيما يخص البيت الكوردي يرى الهيتي أن “الانقسام الكوردي لايختلف هو أيضاً عن الانقسام الحاصل داخل البيت الشيعي، وبالتالي البلاد الآن أمام تفكك سياسي لنموذج الخطوط الرئيسة التي شكلت النظام السياسي منذ 2003 وإلى اليوم، وهذا التفكك ربما يفضي إلى إعادة صياغة النظام السياسي بطريقتين لا ثالث لهما: إما بتشكيل حكومة لا ترضي جميع الأطراف أو بشبه إنهيار للنظام السياسي في البلاد”، لافتاً إلى أن “حكومة التوافق التي ينادي بها البعض قد أصبحت قضية مستحيلة، وإن حصلت فلن تعيش لعمر طويل، لأن الاختلاف بين الجبهتين صار شاسعاً والجروح بين القوى السياسية أصبحت عميقة”.
تبدل هيكلي
وأضاف أن “هناك تبدل هيكلي في النظام السياسي، ما سيضرب بالمدد الدستورية، وبالتالي سيؤثر على الواقع السياسي والجماهيري، وبالنهاية سيفضي إلى تحول معين، ولكن مما لاشك فيه أن السنوات الأربع القادمة ستكون صعبة على البلاد وأن التبدل الجديد الذي سيحصل سيكون في الوجوه وليس في الهيكل”.
الإصرار على المواقف
ولحد اليوم لا يزال التيار الصدري مصراً على موقفه في تشكيل حكومة الاغلبية ويقول إن الانسداد أهون عليه من التوافق، وفي المقابل يؤكد الإطار التنسيقي أنه لن يتنازل عن تشكيل الكتلة الأكبر لضمان حق المكون الشيعي ومن ثم الذهاب لتشكيل حكومة قادرة على حفظ الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات للمواطنين.