اعداد : محمد البغدادي
على الرغم من الفوائد الصحية التي يتضمنها الصيام، قد يجد البعض صعوبة في التأقلم مع تغيّر عاداتهم الغذائية خلال هذا الشهر، أو بنوع من التعب والإرهاق جراء الانقطاع عن الطعام والشراب لفترات طويلة نسبيا، وربما تترافق لدى البعض مع مشاكل صحية كتلك التي يعاني منها المصابون بارتفاع في السكر أو ضغط الدم.
ما يجب وما لا يجب تناوله في السحور؟
يبدأ الصائم يومه الأول من السحور، وسيحدد ما يتناوله في هذا الوقت، مدى شعوره أو عدم شعوره بالتعب أو العطش أو الجوع خلال صيامه.
ويوصي خبير التغذية فادي عباس، بأن يتبع الناس النصائح التالية التي يرى أنها تكفل صياماً أسهل وجفافاً أقل في الجسم وفائدة صحية أكبر :
يقول عباس في حوار “يجب التركيز في السحور على الأطعمة التي تحتوي على نسبة نحو 70% من الماء، وتناول الوجبة على ثلاث مراحل بفارق خمس دقائق بين الواحدة والأخرى، وتبدأ بطبق من السَلَطة (خاصة الخيار والخس والكرفس) ونوع واحد فقط من الطعام بشرط ألا يحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح، كما هي الحال مع مواد مثل الأجبان والمكسرات، التي رغم فوائدها الغنية، إلا أنها ستتسبب في حاجة الجسم إلى كميات أكبر من الماء بعد ساعات قليلة”.
ماذا يحدث للجسم أثناء الصيام في شهر رمضان؟
ينصح خبير التغذية فادي عباس بالتركيز في السحور على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة نحو 70% من الماء
ويضيف: “تأتي السكريات في المرحلة الثانية، ويفضل تناول قطعتين من الفاكهة الغنية بالماء أيضا (كالفراولة والبطيخ والبرتقال) أو كوباً من العصير الطازج، ثم اختتام الوجبة بشرب الماء”.
وتنصح خدمة الصحة الوطنية البريطانية بتجنب شرب الشاي والقهوة لأنهما مدران البول لاحتوائها على الكافيين (خاصة لمن يعانون من مشكلة السلس البولي). ويؤدي فقدان الجسم للسوائل إلى الحاجة إلى تعويضها، والإصابة بالجفاف الذي يخلق مشاكل صحية مثل الصداع وانخفاض ضغط الدم ومشاكل في الكلى وغيرها.
تناول الإفطار
تتميز الموائد الرمضانية – بغض النظر عن المستوى المادي لكل أسرة – بتعدد الأطباق المقدمة في كل يوم جراء عادة تبادل الأقارب والجيران لأطباقهم بعضهم مع بعض خلال شهر الصيام، وبالتالي يحظى الجميع بتنوع الأطباق على موائدهم كل يوم، لذا، يتناول الشخص أكثر مما يجب وأكثر من حاجته. ولا يشعر بأضرار ذلك إلا بعد فترة وجيزة من الانتهاء من الإفطار.
وتعد الأيام الأولى من الصيام، هي الأصعب على الإطلاق، “لأن حاجة الجسم إلى الدهون كمصدر طاقة تبدأ بعد أربعة أيام” من الصيام، بحسب فادي عباس.
ويقول عباس إنه يجب تناول الإفطار على ثلاث مراحل وبفارق ست دقائق بين الوحدة والأخرى تماماً كما هي الحال في السحور. والسبب بحسب قوله، هو أن الدماغ يحتاج إلى 18 دقيقة لتلقي إشارة الشبع.
الماء سر الحياة
ويضيف “يُنصح بشرب كوب من الماء في المرحلة الأولى على ثلاث دفعات وفي وضعية الجلوس. وبعد ست دقائق، تبدأ بتناول السكريات لإمداد الجسم بالطاقة التي فقدها خلال فترة الصوم، على أن تكون غير مصنّعة بل طبيعية مثل التمر أو عصير الفواكه الطازجة”.