المسرى :
اعداد : وفاء غانم
يعد الصوم احد ركائز الاديان واهم الاركان فيها , نظرا لتعدد الاديان والطوائف والمذاهب حول العالم , فأن الصيام يختلف من دين لاخر بالطريقة والوقت.
تباينت آراء الباحثين والمتخصصين بين من يرى الصوم عادة قديمة لدى الحضارات القديمة بغية التقرب الديني، وبين من يرى أن فرضه جاءت به الديانات السماوية، لكنه يختلف من حيث التطبيق بين ديانة وأخرى
الصيام لدى المسلمين
الصوم في الدين الاسلامي يقع في شهررمضان والذي يمتثل بلإمتناع عن الطعام والشراب واتيان الأفعال والأقوال البغيضة طول الشهر, ويبدأ الصيام منذ الفجر حتى غروب الشمس, ويتغير موعده في كل عام عن العام السابق له بعشرة أيام وبعض اليوم بسبب اختلاف التقويمين الهجري/ القمري والميلادي/ الشمسي ، وقد يصوم بعض المسلمين أياما أخرى غير مفروضة لكن يستحب صيامها كيومي الاثنين والخميس طوال السنة، واليوم السادس من شوال، ويوم عرفة.. الخ, ولعل الحافز الأكثر أهمية لدى الصائمين هو الحصول على رضا الله ,وهناك من يرى أن ثمة نتائج عرضية للصوم منها صحة البدن التي قد لا يتفق مع افتراضها بعض علماء الغذاء المعاصرين الذين يرون أن الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة قد تصل إلى عشرين ساعة في بعض البلدان يسبب أعراضا سلبية للجسد، منها الجفاف الذي يؤثر بدوره على الكليتين والدماغ، وازدياد لزوجة الدم واضطراب في توازن السوائل، وعدم انتظام دقات القلب والتعب والشعور بالضيق والصداع والغثيان، وارتفاع حمض اليوريك في الدم فيستسبب بتكوين حصى الكلى والالتهابات وربما فشل الكلية.
الصوم عند المسيحيين
وللصّوم مكانة كبيرة لدى المسيحيين، فهو ارتباط روحي بالرب والتزام منهم بتعاليم المسيح منذ نشأته حتى ظهوره ثانيةً كدليل إيمان به. ووفق مصادر اعلامية لم يحدد الإنجيل أوقاتاً أو شهورأً ثابتة للصيام، بل تقوم كل طائفة أو كنيسة بتحديد موعد الصوم لأتباعها. ولا توجد طريقة أو أوقات محددة للصوم يتبعها المسيحيون في مختلف أنحاء العالم، بل هناك اختلافات بين الطوائف المسيحية.
وتحدد الكنيسة موعد الصوم قبل عيد الفصح بأربعين يوماً، وحسب تقاليد كل كنسية. ويمتنع المسيحيون عن تناول الطعام مدة أثنتي عشرة ساعة في اليوم على الأقل، من بداية اليوم وحتى انقضاء المدة، وهذه ليست قاعدة ثابتة، فهناك مسيحيون يصومون وقتاً أطول.
الايزيدية
أما الصوم لدى الإيزيديين فهو مقدس ومدته ثلاثة أيام، يبدأ يوم الثلاثاء وينتهي يوم الخميس بحسب تقويمهم. ويسبق التقويم الإيزيدي التقويم الشمسي مدة 11 يوماً، و يسبق الأخير التقويم الغربي بـ 13 يوماً.
ويبدأ الصوم بالامتناع عن الطعام عند شروق الشمس ويأكلون بعد المغيب، أما رجال الدين القدماء فكانوا يصومون لمدة ثلاثة أيام متتالية ولا يفطرون إلا في يوم العيد الذي يسمى “عيد ئيزي”.
والصوم عند الإيزيديين نوعان، صوم عامة الناس وصوم النخبة (رجال الدين), ويعفى منه الأطفال والمعاقون عقلياً والمرضى.
ويستمر صوم النخبة الذي يلتزم به رجال الدين وبعض الفقراء من أصحاب النذور، أغلب أيام السنة بما فيها أربعينيتا الشتاء والصيف، وهو اختياري وغير ملزم لعامة الناس إلا لمن أراد التعبد والتقرب إلى ربه أكثر.
وهناك نوع آخر من الصوم يدعى “صوم خودان” وهو خاص بالأولياء والنساك ومن أراد ذلك من عامة الناس. وجرت العادة أن يتباهى من يصوم أياماً أكثر.
الزرادشتية
اما بلنسبة للديانة الزرادشتيية فأن الصيام محرم لأنه كان يقلل من طاقة الإنسان على العمل وخوفاً من إصابته بالمرض وبالتالي ترك آثار سلبية على المجتمع.
الصوم عند اليهود
وتعد الديانة اليهودية أولى الديانات الإبراهيمية، وبحسب كتاب اليهود، التوراة، يجب الصوم فقط في يوم كيبور (الغفران)، وهو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى من سيناء للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة. ويستمر يوم الغفران مدة 26 ساعة وهو “أقدس أيام الأعياد والشعائر الدينية اليهودية” في هذا اليوم ينأى فيه اليهود عن ملذات الحياة والأمور الدنيوية ويكرسونه للعبادة ومحاسبة الذات
ويصوم الناس مع غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي تقرباً إلى الله ليغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم.
ومن بين القواعد التي يتبعها اليهود، لا صوم أيام السبت، أو في أيام المهرجانات أو الاحتفالات الدينية، أما يوم الغفران فهو استثناء من هذه القواعد، ولا صوم في شهر نيسان/ أبريل أو للمرضى أو للحوامل.
البهائية
اما الصيام في الديانة البهائية فهو مقرب من صيام المسلمين ماعدا بعض التخفيف حيث يستمر الصوم البهائي من شروق الشمس حتى غروبها كل يوم لمدة شهر بهائي واحد, يبدأ في الثاني من مارس من كل عام وينتهي في الاعتدال الربيعي، والذي يكون عادة في الحادي والعشرين من مارس. في هذا الموسم من العام، هناك ما يقرب من 12 ساعة من ضوء النهار في معظم أنحاء العالم، ولكن في أقصى الشمال والجنوب يجب الحكم على وقت الصوم بالساعات بدلاً من الشمس, هذا أيضاً هو الوقت
من العام الذي يكون فيه المناخ أكثر اعتدالاً بشكل عام. ليس الغرض من الصوم أن يتألم الإنسان، ولكن بالامتناع عن الأكل والشرب، يكون على الأقل متحرراً جزئياً من قيود الجسد وقادراً على التركيز على الأشياء الروحية.
الصابئة
يعتبر الصوم عند الصابئة من أفضل الأعمال. ويقسم الصوم عند هؤلاء إلى قسمين: الصوم الكبير أو ما يسمى بـ(صوم النفس) يسعى فيه الصائم للتقرب من الله ويمتنع عن المحرمات. والصوم الصغير أو ما يسمى بالإمساكات الدنيوية. عددها 36 يوماً موزعة على أشهر السنة. منها الثابت ومنها المتغير لأنها تتغير من عام لآخر. كما يوجد أيضاً أيام صوم ثقيلة يمتنع فيها الصائم عن جميع أنواع الأطعمة، وأيام خفيفة يمتنع فيها عن مشتقات الحليب فقط. وفي جميع الأحوال تتوقف فيها ممارسة بعض الطقوس كالزواج وتكريس رجال الدين.
ويقول المعنييون ان الصوم موجود لدى الشرائع السماوية وإن اختلفت أحكامه بين شريعة وأخرى، فبين ترك أكل السمك كما عند المسيحيين، وبين الامتناع عن تناول اللحوم وذبح الحيوانات كما عند المندائيين، وبين ترك جملة من المفطرات كما عند المسلمين، هذا غير التباين أيضا في مدته، يتضح أن الصوم موجود ومحل التقاء هذه الشرائع في قاسم مشترك هو التسليم لله..