اعتبر الكاتب والصحفي سوران علي ان دعوة رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني الى تطبيق الكونفدرالية تناقض موقف الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العملية السياسية بالعراق، فيما اوضح ان الحزب يسعى للعودة بقوة الى العراق وتبوء منصب سيادي فيه من جهة ومن جهة اخرى ينادي بالكونفدرالية التي تعاكس توجهاته نحو العراق.
واشار علي في مقال بعنوان “الكونفدرالية والهروب الى الامام” الى إن الدعوة جاءت كتغطية على أزمة بأخرى كوردستان والعراق في غنى عنها، إذ لن يقدم أو يؤخر شيئا من الوضع العراقي المنسد أصلا إن لم يزد من شدة انسداده، مبينا ان السيد مسرور بارزاني نسي أو تناسى أن تطبيق الكونفدرالية في العراق بدل الفدرالية تترتب عليه مخاطر كثيرة منها وقف العمل بالدستور الحالي أو إلغائه.
ورأى علي ان للكونفدرالية مساوئ منها قطع تدفق الأموال التي يتسلمها لدفع رواتب موظفيه كل شهر ولن يبقى هناك ما تسمى نفقات سيادية أو تشغيلية كما لن يبقى للكورد وجود في أي مؤسسة عراقية في العاصمة الاتحادية، مرجحا ان يكون القصد من وراء الطرح (الكونفدرالية) التهرب من تنفيذ قرار المحكمة الاتحاد حول نفط إقليم كوردستان، وإشغال الأطراف السياسية به لإبعاد الأنظار عن موضوع قرار المحكمة.
ولفت علي الى ان الأطراف الكوردية البارزة توكد أن الأفضل للكورد في هذه المرحلة الدفاع عن الديمقراطية والفدرالية في العراق كما نص عليه الدستور، لأنه يمثل أفضل خيار متاح أمامهم لا سيما وأن هناك محاولات لتعديله بما لا يتواءم مع رغبات وإرادة الكورد، منتقدا البارتي على تخليه عن التوافق الذي سار عليه العراق بعد 2003 وفضل الذهاب وراء فكرة الأغلبية مع أطراف لا تؤمن أصلا بالفدرالية بل وتعاديها وخرج عن المسار الكوردي بترشيحه أشخاص لمنصب رئيس الجمهورية بخلاف الاتفاقات المسبقة والعرف السياسي السائد.
وتابع الكاتب والصحفي سوران انه ليس من حق السيد مسرور بارزاني الذي يمثل حزبه فقط في حكومة ائتلافية التحدث باسم الكورد مطلقا وطرح أفكار تهمهم كقومية ثانية في العراق، في اشارة الى طرح الكونفدراليك، واصفا الاخير بانه جاء ميتا قبل ولادته، إذ لم يراع التوقيت المناسب وجاء بالتزامن مع تراكم العديد من المشكلات والأزمات، ولم يتمتع بأرضية مناسبة بل تفاجأ به الأصدقاء قبل الخصوم، ولم يأت من موقع قوة وتأييد بل بدا كرأي شخصي لا أكثر ولا أقل.