اعداد : محمد البغدادي
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، منذ 2003 وصولاً إلى اليوم، سُجلت المئات من حالات قتل الصحفيين والإعلاميين وملاحقتهم واعتقالهم وحتى تغييبهم، وكذلك مداهمة مقار وسائل إعلام وإغلاق بعضها لأسباب تتعلق بنوع تغطياتها وخطها التحريري
ولفت المرصد في تقرير له تابعه المسرى, اليوم الثلاثاء , الى ان حرية الصحافة في العراق أدنى بكثير مما يجب أن تكون عليه في بلد رفع شعار الديموقراطية منذ نحو 20 عاماً، ويكفل دستوره حق التعبير عن الرأي ويلزم السلطات بحمايته
وأشر المرصد العراقي لحقوق الإنسان منذ الثالث من آيار/مايو 2021 إلى الثاني من آيار/مايو 2022 تنامياً في نفوذ الأطراف التي لديها مصلحة في معاداة حرية التعبير وتقويض مساحة العمل الصحفي في العراق , حسب التقرير
ونقلا عن التقرير قال صحفيون وبينهم ضحايا لهذه الانتهاكات خلال شهادات وإفادات قدموها للمرصد العراقي لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 أيار/مايو)، إن السلطات والأحزاب النافذة وجماعات متشددة تضيق على الحريات الصحفية والتعبير عن الرأي ولم تتوّرع عن فعل أي شيء لإسكات الصحفيين وردعهم عن البحث في قضايا عديدة مثل الفساد وإساءة استخدام موارد الدولة واستغلالها لمصالح ضيّقة وكذلك تغييب المعارضين وتغطية الاحتجاجات الشعبية وغيرها من المسائل
واضاف , في التاسع من آيار/مايو 2021 أطلق مسلح النار على رأس المراسل التليفزيوني أحمد حسن من مسافة قريبة في محافظة الديوانية جنوبي العراق ولم يُقبض على الجاني حتى الآن, فيما يعمل حسن لصالح قناة الفرات الفضائية المملوكة لتيار “الحكمة الوطني
وفي الحادي والثلاثين من آيار/مايو 2021 أخلي مكتب قناة التغيير المحلية في بغداد، بعد تلقي مالكها أكرم زنكنة مسجات على هاتفه تهدده وكادره بالقتل بسبب مقطع فيديو لمقدم برامج في القناة انتقد جماعة مسلحة
ومثلت هذه الحادثة بحسب التقرير انتكاسة كبيرة بالنسبة لحرية الصحافة في العراق، وصارت مؤشراً ينذر بخطر كبير حول مستقبل الديموقراطية في البلاد
وفي الخامس من تموز/يوليو 2021 اعتقل راسم كريم مراسل قناة دجلة الفضائية المملوكة للسياسي ورجل الأعمال جمال الكربولي، داخل مبنى الحكومة المحلية في ذي قار بعد تعرضه للضرب قبل أن يفرج عنه بعد نحو ساعتين
وفي الثالث عشر من تموز/يوليو 2021 أغلقت السلطات مكتب قناة روسيا اليوم الروسية في العاصمة بغداد، واحتجزت مديره أشرف العزاوي لساعات قبل أن تطلق سراحه. وبررت السلطات الأمنية عملية اعتقال العزاوي وإغلاق المكتب بعدم “امتلاكه رخصة بث”. ولم يجد المرصد العراقي لحقوق الإنسان حينها أي سبب مقنع لإغلاق مكتب القناة الموجود في بغداد منذ نحو 15 عاماً , وفق التقرير
وفي الثامن والعشرين من تموز/يوليو 2021 داهمت قوة أمنية ، مقر قناة البغدادية في بغداد، واعتقلت مقدم البرامج في القناة علي الذبحاوي قبل أن تُطلق سراحه بعد ساعات. والقناة مملوكة لرجل الأعمال العراقي عون الخشلوك
وفي الثاني عشر من أيلول/سبتمبر 2021 أبلغ صحفيون المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن “رئيس جامعة ذي قار يحيى الخفاجي، منعهم من تغطية وقفة احتجاجية لأساتذة الجامعة وأجبرهم على مغادرة الحرم الجامعي دون أن يغطوا الوقفة الاحتجاجية
وفي التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2021 أبلغ صحفيون المرصد العراقي لحقوق الإنسان، باختفاء الصحفي علي عبد الزهرة في بغداد. وبعد يومين عاد عبد الزهرة إلى منزله في بغداد وقال عندما أطلق سراحه: “رغم كل شيء حصل وربما يحصل.. أبقى أؤمن بالدولة، لأن الدولة وحدها الأم التي لا تقتل أبناءها، بل تعمل على رعايتهم لا خطفهم
وفي الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2021 تعرض كادر قناة الجزيرة القطرية للضرب على يد عناصر أمن خلال تغطيتهم الاحتجاجات المطالبة بإلغاء الانتخابات قرب المنطقة الخضراء .وفق التقرير
وفي الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2021 اعتقلت قوة من مكافحة إجرام محافظة الأنبار مراسل قناة العهد مجيد الفهداوي بسبب تسليطه الضوء على الأوضاع في المحافظة. يذكر أن قناة العهد مملوكة لحركة “عصائب أهل الحق
وأبلغ زملاء الفهداوي المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن زميلهم تعرض لضغوط ومضايقات من متنفذين في المحافظة للتوقف عن إعداد التقارير التي “تسيء للمحافظة
وفي السابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2021 رفع أمين بغداد علاء معن دعوى قضائية ضد مقدم البرامج في قناة الرشيد المحلية ياسر عامر أمام محكمة بداءة الرصافة مطالبا بتعويض مالي قدره ربع مليار دينار عراقي (200 ألف دولار أميركي تقريباً)، بسبب البرنامج الذي يقدمه وينقل سوء الخدمات في العاصمة. وتعود ملكية قناة الرشيد لرجل الأعمال والسياسي سعد عاصم الجنابي
وفي الرابع من نيسان/أبريل 2022 رفعت وزارة الدفاع العراقية دعوة قضائية على مقدم البرامج في قناة (UTV) أحمد ملا طلال والممثل إياد الطائي بسبب مشهد تمثيلي في البرنامج انتقد “الفساد” في المؤسسة العسكرية
ومثل ملا طلال والطائي أمام القاضي بعد نحو أسبوع على رفع الدعوى، وفي العاشر من ذات الشهر، قال طارق المعموري وهو رئيس فريق الدفاع عن المتهمين، إن “محكمة تحقيق الكرخ الثالثة أطلقت سراح الإعلامي أحمد ملا طلال والفنان إياد الطائي بضمان تعهد شخصي
وبالتزامن مع ذلك قررت هيئة الإعلام والاتصالات إيقاف البرنامج، لكنها عادت بعد أيام لرفع الإيقاف، إلا أن ملا طلال قرر إيقاف برنامجه خلال الفترة التي تبقت من شهر رمضان
وفي التاسع من نيسان/أبريل 2022 أعلنت شبكة الإعلام العراقي (مؤسسة شبه رسمية) إنهاء خدمات الإعلامي صالح الحمداني من العمل في الشبكة بسبب منشور له نشره قبل عشر سنوات على حسابه في الفيس بوك سخر من تجمع في ذكرى تأبين رجل الدين الراحل محمد باقر الصدر
وجاء في نص كتاب إنهاء الخدمات: “تقرر إنهاء خدمات صالح حسين علي الحمداني من العمل في الشبكة لمخالفته المادة 5 والتي تنص على تعزيز ودعم المبادئ والممارسات الديمقراطية وتشجيع تقبل الرأي الأخر وثقافة التسامح
ويقول كل من تحدث إليهم المرصد العراقي لحقوق الإنسان من أجل إعداد هذا التقرير، إن السلطات أساءت استخدام القانون سواءً عند اعتقالها للصحفيين خلال العام الماضي في الشوارع أثناء عملهم الميداني أو في أماكن سكنهم، ولم تلتزم بإبلاغهم لاستدعاء أعضائها المشكو منهم إلى المحاكم كمسار أول قبل إحضارهم بالقوّة
وينتقدون أيضاً ما يصفونه بـ”إهمال السلطات التام وتراخيها في القيام بواجباتها إزاء حوادث إطلاق النار على الصحفيين ومضايقتهم وملاحقتهم وتهديدهم من قبل مسلحين يعتقد أنهم تابعون لجهات متنفذة وأحزاب سياسية حاكمة وفصائل مسلحة، رغم وجود ما يمكن اعتباره أدلة تقود إلى الفاعلين
واضطر عشرات الصحفيين إلى الهجرة من جنوب ووسط العراق إلى إقليم كوردستان أو إلى بلدان أخرى إثر تهديدهم وملاحقتهم وما تعرض له زملاؤهم. يشكو هؤلاء الصحفيون خلال إفاداتهم للمرصد العراقي لحقوق الإنسان، من “كثرة وتشابك الخطوط الحمراء التي إن تجاوزوها، إما سيُقتلوا أو يُهددوا