المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
مع اقتراب فصل الحر والصيف تسابق الحكومة العراقية الزمن لمعالجة أزمة الكهرباء من خلال إجراءات استثنائية وخطط طارئة لتوفير الغاز وتوسيع الربط الكهربائي ليشمل دول الخليج، بهدف مواجهة درجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين مئوية، مشكلة الكهرباء في العراق قديمة ومتجددة في كل فصل، وبالأخص في فصل الصيف اللاهب .
كلام معيب
ويقول الناشط المدني حقي كريم لـ( المسرى) إن” مسألة الكهرباء في البلاد أصبحت الشغل الشاغل للشارع العراقي، حيث صار من المعيب منذ العام 2003 ولغاية اليوم الحكومات العراقية المتعاقبة على السلطة تعطي الوعود بإصلاحها، ولكن كلها حبر على ورق وكلام في مهب الريح فقط،، وهذا يدل على استخفاف هؤلاء المسؤوليين والمتنفذين بالشعب العراقي، مبيناً أن ” المواطن يعلم جيداً أن الشركات التي يتحدثون عنها على أساس أنهم متعاقدون معها لإصلاح واقع الكهرباء في البلاد، هي شركات وهمية، والدليل واقع الكهرباء المزري والمتردي في العراق منذ 2003 ولغاية اليوم”.
سيء إلى أسوء
ومن جهته يقول الإعلامي حسن العربي لـ( المسرى) إنه ” للأسف الشديد واقع الكهرباء في البلاد يمضي من سيء إلى أسوء، وعلى مدى 19 عاماً، كل الحكومات التي حكمت العراق والوزراء المعنيين بهذا الملف منذ 2003،قد فشلت في حل وإصلاح واقع الكهرباء في البلاد، وخير دليل على هذا، أن اغلب وزراء الكهرباء قد أنتهت فترة توزريرهم بالإستقالة”، موضحاً أن ” ملفات فساد كبيرة تحوم في وزارة الكهرباء طوال سنوات طويلة، وبل ومستشرية بكثرة في اروقتها، ولم تستطع أي حكومة من القضاء عليها، لذلك اصبح واقع الكهرباء في البلاد في حالة يرثى لها، وخصوصاً واننا مقبلون على فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ووصولها للخمسين درجة فما فوق”.
المسؤولين الكبار
أما المواطن عبد الاله العضاض من أهالي محافظة ذي قارفقد أشار لـ ( المسرى) إلى أن ” الطاقة الكهربائية المستمرة دون انقطاع موجودة فقط عند المسؤولين الكبار والمتنفذين في العراق، والمواطن يعيش حالة من يرثى لها”، منقداً جميع وزراء الكهرباء في الحكومات العراقية المتعاقبة، واصفاً إياهم بعدم صدقهم بالوعود التي اطلقوها بتحسين واقع الكهرباء في البلاد رغم مليارات الدولارات التي أنفقوها لتحسينه وإصلاحه، ولكن بالعكس الكهرباء أصبح يسير من سيء إلى أسوء.
واقع يرثى له
وفي ذات الموضوع أكد المواطن حسين العوادي من اهالي محافظة بابل لـ( المسرى) أنه” من إنقطاع فترة 8 ساعات فقط يجهز المواطنين بساعة واحدة فقط من الطاقة الكهربائية، وحتى الساعة الواحدة تكون متقطعة”، مبيناً أن ” المواطنين يعيشون حالة من المعاناة لا يحسدون عليها”، متسائلاً عن حجم الأموال التي أنفقت لتحسين الطاقة الكهربائية في البلاد ، وأين صارت الاتفاقيات التي وقعت مع الدول لإصلاح وغنهاء هذه الازمة المستمرة منذ عقود.
وعود كاذبة
وفي السياق ذاته تحدث المواطن البابلي إسامة العابدي لـ( المسرى) قائلاً إن ” وعود المسؤولين لإصلاح قطاع الكهرباء في البلاد، كلها وعود غير صحيحة، ومعاناة المواطن آخر همومهم”، منوهاً إلى أن ” الحكومة إذا لم تقدم على خطوات جدية لتحسين واقع الخدمات بصورة عامة والكهرباء من ضمنها، سيخرج المواطنون إلى الشارهع من جديد للمطالبة بحقوقهم، وهم من سيتحمل النتائج المترتبة على التظاهر وليس المواطن”.
ضعف القدرات
ورغم إنفاق العراق المليارات من الدولارات على قطاع الكهرباء منذ العام 2005، إلا أنه يعاني نقصاً شديدا في ساعات تجهيز المواطن بالطاقة الكهربائية مع تزايد الطلب الاستهلاكي وضعف قدرات التوليد ، وأن منظومته بدل أن تتحسن تتجه من السيء إلى الأسوء، بسبب التناحر السياسي واستشراء الفساد، واضطراب الأوضاع الأمنية في البلاد.