أكد الباحث في الشأن السياسي غازي اللامي ضرورة إبعاد المواطن عن الخلافات السياسية، مشددا على أن بعض القوى تلوّح بتحريك الشارع لإثبات وجودها.
وقال اللامي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث عبر شاشة قناة المسرى إنه في ظل ما يعيشه المشهد السياسي في العراق من حالة انسداد سياسي لابد من الذهاب الى القواسم المشتركة بين القوى السياسية والابتعاد عن المصلحة الحزبية الضيقة، فـلازالت بعض القوى تمتلك عقلية المصالح الخاصة والإنانية.
وأضاف اللامي أنه من الضروري تعزيز الثقة بين المواطن وبعض القوى والاحزاب، التي فقدت بينهما، مشدداً على الحاجة إلى مصداقية وإجراءات تشعر المواطن بوجوده لإستعادة هذه الثقة، فلا المواطن يشعر أن هناك من يهتم بشأنه ولا الأحزاب تهتم بشأن المواطن، وهذا انعكس على المشهد السياسي.
غازي اللامي: تحريك الشارع لإثبات الوجود، خارج عن سياقات الدستور والقانون
وأعرب اللامي عن أسفه من أن بعض القوى السياسية تستخدم التلويح بتحريك الشارع كأحد الأوراق لإثبات وجودها على الساحة، وهو أمر خارج سياقات الدستور والقانون، لافتا إلى أن الدستور كفِل في المادة 36 حق التظاهر للمواطن ولكن ألاّ يكون مدفوعاً من قوى سياسية، لافتا إلى أنه قد تخرج مظاهرات على أنه رفض من المواطن لبعض الأمور ولكنها تكون مدفوعة من بعض الأحزاب للحصول على إمتيازات ومكاسب وجعلت المواطن كبش فداء، داعياً القوى السياسية على عدم زج المواطن في إشكاليات، وأنْ تجلس على طاولة حوار للخروج من الأزمة.
غازي اللامي: التهديد بتحريك الشارع يعقد المشهد السياسي
وعن التلويح بتحريك الشارع لإسقاط الحكومة المقبلة، أبدى اللامي استغرابه من التلويح بإسقاط الحكومة التي لم تتشكل لحد الآن، داعياً إلى إعطاء فرصة للقوى المتصدية للمشهد السياسي وتشكيل حكومة خدمة، لافتاً إلى أن على الجميع تقديم برنامجها لخدمة المواطن، فاليوم البرنامج الحكومي غائب وغير واضح وبالتالي عدم تشكيل الحكومة لحد الآن يجعلها في مأزق، مؤكداً أن استغلال حق المواطنين في التظاهر لأهداف ومصالح حزبية وورقة من أوراق الضغط على الفرقاء السياسيين طريقة غير مجدية وتعقّد المشهد السياسي في البلاد.
غازي اللامي: اجتماعات الاتحاد الوطني والاطار التنسيقي مهمة قبل تشكيل الحكومة
وعن دور الاتحاد الوطني الكوردستاني وقوى سياسية لمعالجة الانسداد السياسي، شدد اللامي على أنه لابد من عقد الاجتماعات بين الاتحاد الوطني والإطار التنسيقي قبل تشكيل الحكومة، مبيناً أن هذه الاجتماعات من الخطوات الناجحة والفعالة والمهمة والتي تنعكس على القوى السياسية الأخرى وتحفزها على ممارسة الدور نفسه، وأن تكون هناك تفاهمات مبنية على الصراحة بينها.
وعن خطبة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر خلال صلاة الجمعة الموحدة، أكد اللامي أن الخطبة في جانبها السياسي حملت الكثير من التنبيه، مشيراً إلى أنه في حال تم إعادة الوجوه نفسها في الحكومة وتم تجاوز كلام المرجعية الذي يقول إن (المجرب لا يجرب) وتم السماح للسلاح المنفلت بلعب دور بعد تشكيل الحكومة، فإن بقاء الحكومة في ظل هذه المعطيات سيكون صعباً جداً.
غازي اللامي: البرنامج الحكومي يجب ان يكون مختصرا ويلامس ما يريده المواطن
وشدد اللامي على أن البرنامج الحكومي للحكومة المقبلة هو الذي سيحكم على قدرة الحكومة على العمل، مشيراً إلى أن مراقبة أداء وعمل الحكومة سيكون من إختصاص مجلس النواب، مشدداً على أن عملية إسقاط الحكومة يجب أن تكون عبر قنوات دستورية وقانونية لا أن تكون من خلال الضغوطات الخارجية او التظاهرات لانها ستؤدي إلى الفوضى، مشدداً على ضرورة أن يكون برنامج الحكومة مختصراً ويضم فقرات تهم المواطن ويلامس ما يريده وإن شعر المواطن أن الحكومة أدت واجبها فهو سيكون راضياً، أما إن قصرت فقد تكون هناك ضغوطات عليها من الشارع لكن أن تكون بعيدا عن الفوضى.