أكد الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم ضرورة تغليب القوى السياسية مصلحة العراق والمواطنين على مصالحها الحزبية، محذراً من مغبة الانجرار إلى حرب أهلية ستحرق العراق بجميع مكوناته.
وقال الحكيم خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث عبر شاشة قناة المسرى، إن الوضع في العراق اليوم ضبابي ولا أحد يعلم إلى أين نحن ذاهبون، حتى الفرقاء السياسيين لا يعلمون ما هي السيناريوهات المستقبلية، مشيرا الى أن هناك سيناريو إجراء إنتخابات مبكرة مرة ثانية وسيناريو تشكيل حكومة جديدة، كما ان هناك سيناريو أن يتولى رئيس مجلس القضاء الأعلى رئاسة الحكومة أو يتم التجديد لرئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي لمدة عام وتجرى إنتخابات مبكرة بعدها.
الحكيم: العراق يفتقد اليوم لحكمة وإعتدال الرئيس مام جلال
وأضاف أن ضبابية المشهد السياسي في البلاد تؤكد لنا أننا نفتقد في الوقت الحاضر لحكمة وحنكة وإعتدال الرئيس مام جلال والسيد عبدالعزيز الحكيم، مشددا على أنه لو كان مام جلال موجود لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، لافتاً إلى أن أفضل حل اليوم هو التجديد للرئاسات الثلاث والذهاب الى إجراء إنتخابات مبكرة مرة أخرى، مؤكداً أنه ينبغي على الفرقاء السياسيين تقديم التنازلات من أجل العراق والشعب العراقي، محذراً من الوقوع في فتنة تحرق الأخضر واليابس والجميع متضرر منها على حد سواء من الشيعة والسنة والكورد ويلحق الضرر بالعراق وباقي دول المنطقة، مشدداً على ضرورة تحلي الجميع بالحكمة والحنكة السياسية لتجنيب الشعب العراقي أي حرب أهلية.
الحكيم: السيد السيستاني حذر قادة القوى الشيعة من الانجرار لحرب أهلية
وعن الخشية من تطور الصراع بين القوى الشيعية إلى مواجهة مسلحة بعد خروج تظاهرات وتظاهرات مضادة من التيار الصدري والإطار التنسيقي، قال الحكيم إن المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني أوصل وعبر وسائل سرية، رسائل شديدة اللهجة لجميع القوى السياسية تحذرهم من إنعكاس خلافاتهم السياسية على الشارع العراقي، معتبراً أن ذلك خط أحمر ولن يسمح بذلك، مشدداً على أنه لطالما أن السيد السيستاني موجود وقد سبق أن وحد العراقيين بجميع طوائفهم بفتوى محاربة تنظيم داعش الارهابي فإنه في حال اندلاع أي حرب أهلية في العراق فإن السيد السيستاني سيتدخل وبفتوى صغيرة سيتمكن من إيقافها، لافتاً إلى أن السيد السيستاني اليوم لا يتدخل في كل صغيرة وكبيرة بشأن تشكيل الحكومة فهذا مرتبط بالشأن السياسي وهو لا يريد أن يتدخل لكن انعكاس الخلافات السياسية على الشارع العراقي خط أحمر لن يسمح به السيد السيستاني.
الحكيم: على الطبقة السياسية تغليب المصلحة الوطنية على مصالحها الحزبية
وتابع الحكيم، أن السيد السيستاني له دور مؤثر في التهدئة وهو داعم لجميع التظاهرات السلمية ومؤيد لمطالب المواطنين، مضيفا أن الطبقة السياسية بغالبيتها مع الأسف فشلت فشلا ذريعا في تقديم الخدمات للمواطنين، لافتا إلى أن أسباب الأزمة الراهنة تتعلق بوجود خلل في النظام والدستور العراقي، والأمر الآخر هو الجهل السياسي لدى الطبقة السياسية، والأمر الثالث هو الخلل في تطبيق النظام من قبل الحكومات المتعاقبة إضافة إلى خلل في سلوك الأطراف السياسية، مشددا على الحاجة الى استئصال الفساد، والجهل الموجود لدى الطبقة السياسية، وإستئصال العمالة للخارج، حسب تعبيره، مؤكداً ضرورة أن تكون لدى الطبقة السياسية حالة وعي وتغلب المصلحة الوطنية على مصالحها الحزبية والشخصية، معربا عن الأسف من أن الطبقة السياسية خلال السنوات الـ 19 المنصرمة قدمت مصالحها الحزبية والشخصية على مصلحة العراق وشعبه.
الحكيم: تنازل الإطار عن شخصيات محددة لرئاسة الحكومة أبرز شروط الصدر للحوار معه
وعن الأزمة الراهنة والحلول المتاحة شدد الحكيم على أنه الآن لا يمكن للفرقاء السياسيين سوى الذهاب إلى حوار مباشر، لافتا إلى أن التيار الصدري لديه شروط للحوار مع الإطار التنسيقي وأبرزها تنازل الإطار عن ترشيح الشخصيات الحزبية لمنصب رئيس الحكومة، والموافقة على إجراء إنتخابات مبكرة، مبينا أنه في حال عدم الاتفاق فسيبقى الأمر على ما هو عليه وتكون هناك حكومة تصريف أعمال ويبقى رئيس الجمهورية في منصبه ويكون هناك برلمان معطل.
الحكيم: على قادة الإطار التنسيقي الجلوس مع الصدر لحل الأزمة
وأشار الحكيم إلى أن بقاء الوضع على ما هو عليه لن يكون في صالح الإطار التنسيقي، وفي الايام المقبلة سيكون للإطار مناورات غير متوقعة، مشددا على أن أفضل الحلول هو جلوس قيادات الاطار التنسيقي مع السيد الصدر والوصول إلى حل نهائي للمشكلة.
الحكيم: السيد الصدر وهو خارج البرلمان أقوى من أن يكون داخله
ويرى الحكيم أن اللجوء إلى الشارع وإخراج التظاهرات أمر غير صحيح لأن ذلك يعطل عمل المؤسسات الحكومية والتشريعية، لافتا إلى أن التظاهرات كانت متوقعة منذ إنسحاب التيار الصدري من مجلس النواب، مشيرا إلى أنه كان ينبغي على الإطار التنسيقي إبلاغ السيد الصدر بضرورة عدم الانسحاب من مجلس النواب، مبينا أن السيد الصدر أراد من خلال ذلك إرسال رسالة للخصوم بأنه قوي داخل البرلمان وخارجه، معرباً عن إعتقاده بأنه ما كان ينبغي أن يخرج السيد الصدر من مجلس النواب لأنه وهو خارج البرلمان أقوى منه داخل البرلمان.
الحكيم: أي تصعيد شيعي أو سني أو كوردي سيفتح الأبواب لعودة داعش
وحذر الحكيم من التصعيد بين الفرقاء السياسيين، مشدداً على ضرورة أن تتحلى بالحكمة والصبر لحل المشكلات في العراق، مؤكدا أن أي تصعيد شيعي او سني او كوردي في العراق سيتسبب بأنهار من الدماء ويفتح الأبواب لعودة تنظيم داعش الإرهابي والتدخلات الخارجية وعودة الوصاية الدولية على البلد، مشددا ان على الفرقاء السياسيين التحلي بالحكمة لعدم إدخال البلاد في نفق مظلم.