حذر تقرير حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة للتنسيق، من اثار كارثية قد يخلفاها انشاء سد مكحول الذي يجري العمل به حاليا بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، مبينا أن الاثار السلبية قد تهدد الأمن الغذائي للدولة العراقية.
وذكر التقرير الذي حمل عنوان “الهجرة والبيئة وتغير المناخ في العراق” ترجمته “الاقتصاد نيوز” إن “سد مكحول يقع بين كركوك وصلاح الدين واستأنفت الحكومة العمل به في 2021 والذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في غضون خمس سنوات، بهدف إنشاء خزان بسعة ثلاثة مليارات متر مكعب لمعالجة أزمة ندرة المياه في العراق”.
وأضاف، أن “المشروع يثير مخاوف جدية بشأن جدواه وتأثيره، فمن المتوقع أن يعطل حياة حوالي 118412فرًدا ، لأن حوض السد يشمل 39 قرية مأ هولة بالسكان، مما يعني أن أكثر من 150 كيلومترًا مربعا من القرى المأ هولة سوف تغمرها المياه و 67 كيلومترًا مربًعا من الأراضي الزراعية سيتم دمجها، كما قد يُفقد مايصل إلى 61000 رأس من الماشية، ممايثير مخاوف تتعلق بالأمن الغذائي للبلد بأكمله”.
وحذر التقرير من “إغراق أكثر من 395 منشأة مدنية (مدارس وعيادات ومحطات مياه وكهرباء ومقابر وملاعب رياضية ومراكزثقافية)، مما يحرم المجتمعات المحلية من الخدمات الأساسية مثل الصحة والكهرباء ومياه الشرب والتعليم والصرف الصحي كما سيتم محو مايقدربـ 65.67 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية والعقارات والبساتين الخصبة على مدى السنوات الخمس المقبلة إذا أصبح السد جاهًزا للعمل بكامل طاقته، كماسيتم إغراق مواقع الدفن والمقابر بالمياه”.
ولفت الى أنه “منذبدء العمل، لم تكن هناك محاولات لتقييم خسائر البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والمياه والكهرباء والمدارس، أو الخسائر الاجتماعية والثقافية التي قد تنجم عن ذلك. لم تظهر قوائم الجرد المتعلقة بالأسر والمجتمعات في أي خطط على مستوى المحافظة، كما لم تكن هناك محاولة رسمية للتحدث أو التعامل مع المجتمعات”.
واشار التقرير الى أن “عمال المزارع وملاك الأراضي يرون أن السد يمثل تهديداً خطيرًا لسبل عيشهم ، و هذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة للعدد الكبير نسبًيا من الأسر التي تعيلها سيدات ، والتي تعمل حالًيا في الزراعة على نطاق صغير ولديها قلق كبير بشأن الغذاء في المستقبل”.