أكد المحلل السياسي طارق جوهر ضرورة توحيد القوى السياسية الكوردستانية مواقفها للحفاظ على مكتسبات الكورد في العراق، مشدداً على ضرورة إعادة تنظيم العلاقة بين الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني.
وقال جوهر خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث على شاشة قناة المسرى، إنه “يصعب التنبؤ بما سيحدث في العراق لكن جزء كبير من الخلافات الكبيرة هي انعكاس للخلافات الموجودة في المنطقة، مثل الصراع الإيراني الأمريكي، والإيراني العربي وهذا كله يؤثر على المشهد العراقي وعدم وجود رؤية مشتركة بين القوى السياسية العراقية بشأن هيبة الدولة العراقية”.
جوهر: غياب مام جلال ترك فراغا لم يستطع السياسيون ملئها
وأضاف جوهر أنه مع نهاية 2012 وبغياب الرئيس مام جلال عن المشهد السياسي العراقي والكوردستاني ترك فراغا كبيرا ولم يستطع السياسيون الموجودون ملء هذا الفراغ والسير على سياسة مام جلال الذي كان دائما يجمع الفرقاء السياسيين في بيته لحل الخلافات، فهو كان صمام الأمان ولعب دورا كبيرا في تحقيق الاستقرار بالعراق وكوردستان.
جوهر: الإقليم يشهد تراجعا في الحريات والديمقراطية
وفيما يتعلق بالمشهد السياسي في إقليم كوردستان والخلافات بين القوى الكوردستانية، حذر جوهر من أن يكون الإقليم في موقع لا يحسد عليه في حال استمرار الخلافات بين قواه السياسية، مشددا على أن إقليم كوردستان أصبح في موقف ضعيف في العملية السياسية العراقية وحتى على صعيد الإقليم بدأ يشهد تراجعا في الحريات والديمقراطية.
جوهر: يجب إدارة اقليم كوردستان على أساس الشراكة والتوافق والتوازن
وتابع جوهر أن أي خلاف بين الحزبين الرئيسيين في إقليم كوردستان، الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني يؤثر سلبا على الوضع في الإقليم، مشددا على أنه لا يمكن توقع إدارة إقليم كوردستان والمحافظة على حقوق الكورد في بغداد دون أن يكون هناك رؤية مشتركة واتفاق وشراكة وتوازن بين الحزبين، مؤكدا على الحاجة إلى تنظيم العلاقة بين الحزبين وإدارة الإقليم على أسس التوافق والشراكة والتوزان لإخراجه من الأزمة.
جوهر: الأمم المتحدة تترقب إجراء الانتخابات وشكل حكومة الإقليم المقبلة
وأشار طارق جوهر إلى أن علاقات الأحزاب الكوردستانية اليوم ليست كما كانت قبل عقود، فهي تدير جغرافية شاسعة من 3 عقود والمجتمع الدولي يتابع باهتمام تجربة إقليم كوردستان بعد إجراء أول انتخابات فيه قبل نحو 3 عقود، لافتا إلى أن الجميع يراهن على أن تكون تجربة الإقليم تجربة ناجحة، لافتا إلى أن التراجع في إقليم كوردستان أثر على ذلك، مضيفا أن الأمم المتحدة والدول الاقليمية تترقب إجراء الانتخابات في إقليم كوردستان، وكيف سيكون شكل حكومته المقبلة.
ولفت طارق جوهر إلى ان المواطن في إقليم كوردستان أصيب بخيبة أمل وهناك تراجع كبير في مشاركته بالانتخابات وهذا مؤشر خطير، مشيرا إلى أن عدم حدوث تغيير ملموس بعد كل عملية انتخابية تسبب في ذلك.
جوهر: تشريع قانون للانتخابات يحفز الناخبين على التصويت ويضمن تحقيق التغيير
ويرى طارق جوهر ضرورة تشجيع المواطن الكوردي على المشاركة في الانتخابات وذلك من خلال تشريع قانون للانتخابات يحفز الناخبين ويضمن تحقيق التغيير من خلال منافسة أوسع ودخول كتل وشخصيات جديدة إلى البرلمان، وتحديث سجلات الناخبين لعدم إفساح المجال للتجاوزات، مشددا على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة بقانون جديد وسجل للناخبين محدث وأن تكون هناك مفوضية للانتخابات مستقلة وان تجرى بمراقبة أممية وأوروبية.
جوهر: المنادون بتعديل الدستور يستهدفون مكتسبات الكورد
وفيما يتعلق بالوضع السياسي الراهن في العراق والتحديات التي يواجهها إقليم كوردستان شدد طارق جوهر على أن الإقليم يواجه التحديات سواء تم إجراء انتخابات مبكرة أم تم تشكيل حكومة جديدة، لافتا إلى أن هناك أصوات تطالب بتعديل الدستور وهذا من المشكلات التي تهدد الإقليم، مشيرا إلى أن من ينادون بتعديل الدستور يستهدفون بشكل غير مباشر مكتسبات الكورد وما حققوه في العراق منذ 2003، وذلك من خلال تغيير النظام السياسي والعودة إلى المركزية، وتعديل بعض المواد المتعلقة بحقوق شعب كوردستان مثل المادة 140 من الدستور، مشددا على أن ذلك يشكل خطرا على الكورد ولا توجد تطمينات لهم، مؤكدا أن من واجب الحزبين الكورديين الرئيسيين نبذ الخلافات وإعادة تنظيم العلاقة بينهما على أساس التوافق والشراكة والتوازن، فالمرحلة الراهنة تتطلب أن تكون هناك رؤية إستراتيجية مشتركة بين الحزبين للحفاظ على مكتسبات الكورد وتحقيق مطاليبهم.