أكدت السفيرة الأمريكية لدى العراق ألينا ل. رومانوسكي ” تشرفت مؤخرا بلقاء فنانين عراقيين الذين تصور لوحاتهم – المعروضة في جمعية الفنانين التجميلية العراقية – المناظر الطبيعية الغنية في العراق. التقط المعرض الذي ضم فنانات تنوع البيئة العراقية من وديانها الخضراء في الشمال إلى مستنقعاتها الخصبة في الجنوب. الرسالة التي أخذتها من هؤلاء الفنانين واضحة: يجب أن نعمل الآن لحماية هذا الجمال الطبيعي من خلال معالجة تغير المناخ.
وقالت ل. رومانوسكي وفق بيان السفارة الأمريكية في بغداد ” إن تأثير انبعاثات غازات الدفيئة التي يولدها الإنسان لا يقتصر على تغيير المناظر الطبيعية، كما أنها ليست مشكلة تكمن في المستقبل فقط. أصبحت درجات الحرارة الحارقة، والعواصف الرملية المسببة للعمى، والجفاف المستمر الآن حقائق تؤثر سلبا على كل مظاهر الحياة اليومية لملايين العراقيين. بدون إجراءات سريعة من الحكومات حول العالم – بما في ذلك الحكومة العراقية – سوف تتسارع وتيرة هذه التغييرات، مما يجعل مناطق كاملة داخل منطقة ما كانت تطلق عليها ذات يوم “الهلال الخصيب” غير صالحة للسكن للأجيال القادمة.”
اضافت ” لا يمكننا السماح بحدوث هذا. يجب علينا أن نتخذ تدابير سريعة للحفاظ على كوكبنا وحمايته، والولايات المتحدة ملتزمة باتخاذ إجراءات ذات مغزى في الكفاح العالمي ضد تغير المناخ. وقع الرئيس بايدن هذا الشهر على قانون تشريع هام يضمن أكبر استثمار على الإطلاق في معالجة أزمة المناخ، استثمار بقيمة 369 مليار دولار سيزيد من كفاءة الطاقة بشكل كبير ويقلل من انبعاثات غازات الدفيئة. يكمل هذا التشريع الهام جهود الولايات المتحدة لزيادة طموح المناخ العالمي، بقيادة المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري”.
وبينت ” يمتد هذا الالتزام الدولي ليشمل مساعدة حكومة العراق في التصدي لتغير المناخ. مع قيادة وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، قدمنا التمويل والخبرة الفنية والأنظمة لمساعدة العراق على مواجهة تحديات المستقبل. وقد شمل ذلك تحسين إدارة العراق للمياه، والمساعدة في توسيع إمكانية الوصول إلى هذا المورد الحيوي لأكثر من عشرة ملايين عراقي. كما انضمنا إلى الشركات والمدارس والمؤسسات الحكومية العراقية، من نينوى إلى البصرة، لرفع الوعي العام بآثار تغير المناخ. وقد ساعدنا الحكومة العراقية في وضع استراتيجية مناخية مدتها خمس سنوات لتحسين اتصالات التنبؤات المناخية للمزارعين والقضاء على أضرار المحاصيل والتربة، وحماية الإمدادات الغذائية العراقية من الأخطار التي يمثلها عدم الاستقرار بشكل متزايد أنماط الطقس.
مستدركة بالقول ” أنا فخورة بشكل خاص بجهودنا لربط العراقيين بالأمريكيين حتى نتعلم من بعضنا البعض حيث يواجه بلدينا تحديات تغير المناخ. قبل أسبوعين، عاد أكثر من عشرين مسؤولين عراقيين من زيارة لمواقع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث التقوا بخبراء المياه وخبراء آخرين وعرفوا كيف تتكيف الولايات المتحدة مع تغير المناخ. وكما قال أحد المشاركين العراقيين عن الزيارة، “إن المعرفة التي اكتسبناها ستساعد العراق على استخدام موارده المائية المحدودة بشكل أفضل. “في إطار خطة الرئيس الطارئة للتكيف والمرونة (استعد)، تلتزم الولايات المتحدة ببناء شراكات أقوى لزيادة قدرتنا الجماعية على التكيف مع تأثيرات المناخ.”
موضحة أن ” أزمة المناخ تؤثر على كل بلد، ولا يمكن لأي بلد يعمل بمفرده أن يحلها. لحسن الحظ، انضمت الحكومة العراقية إلى الجهد العالمي للحد من الانبعاثات، والتحول إلى الطاقة المتجددة، وتبني الممارسات المناخية الذكية. في عام 2021، انضمت إلى اتفاق باريس، وحددت هدف خفض الانبعاثات بنسبة 1 إلى 2 في المائة كجزء من أول مساهمة محددة وطنياً (NDC)، وانضمت إلى تعهد الميثان العالمي. وبينما تبشر الولايات المتحدة بهذه الالتزامات التاريخية، من الضروري الآن أن يواصل العراق تدابير للوفاء بها. نحث قادة العراق على استخدام الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في شرم الشيخ، مصر، في وقت لاحق من هذا العام لإعادة النظر في وتعزيز المركز الوطني العراقي والاستثمار بشكل حاسم في التكنولوجيا والاستثمار اللازمين لتحقيق الأهداف التي يحددها.
وأشارت الى أنه ” قد يبدو خفض الانبعاثات في العراق صعباً؛ فالضغوط الاقتصادية لملاحقة الطاقة الكثيفة الكربون حقيقية، وربما ليس في أي مكان أكثر من الشرق الأوسط. لكن هذا الهدف في متناول اليد، والظروف الحالية تحمل مزايا كان من الممكن أن تكون في السابق لا يمكن تخيلها للبعض. مع ارتفاع أسعار النفط الذي يولد تريليونات الدنانير من الاحتياطيات، أصبح العراق في وضع أفضل من أي وقت مضى لجعل البنية التحتية وغيرها من الاستثمارات التي ستكون حاسمة في الحفاظ على الموارد وخفض الانبعاثات والتأثير إيجابيًا على دا حياة الملايين من العراقيين”.
اضافت أن ” تغير المناخ لا يهتم بالأحزاب السياسية أو الأيديولوجية. بينما تستمر المحادثات حول تشكيل الحكومة العراقية القادمة، هناك شيء واحد واضح: أن قادة العراق، بغض النظر عن انتماءاتهم، سوف يستمرون في مواجهة حقيقة الحاجة إلى مساعدة مواطنيها على التكيف مع كوكب دافئ وبيئة تحت الإجهاد. يواجه كل من مئات العراقيين الذين قابلتهم خلال شهري الأولى كسفير هذا الواقع نفسه، بغض النظر عن أعمارهم أو من أين هم أو أي إيمان يمارسون و” لدينا جميعًا دور نلعبه بينما نعمل على إعطاء أطفالنا وأحفادنا عالمًا مرنًا ومزدهرًا ومنصفًا مع صافي الانبعاثات. في ذلك، لن نحافظ فقط على المناظر الطبيعية التي يوضحها الفنانون العراقيون بشكل جميل، والتي تعتبر الميراث القديم الفخور لكل عراقي، ولكن أيضاً نضمن كوكبًا آمنًا ومستقرًا وحيويًا للأجيال القادمة حول العالم “.