مركز للدراسات الاستراتيجية: العراق اليوم بحاجة إلى حكمة الرئيس مام جلال
أكد مدير مركز الرفد للاعلام والدراسات الاستراتيجية الدكتور عباس الجبوري حاجة العراق اليوم إلى زعيم مثل الرئيس مام جلال، مشددا على أن تاريخ الرئيس مام جلال كان حافلا بالنضال والجهاد من أجل العراق وكوردستان.
وقال الجبوري خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إنه من الصعب جدا الحديث عن شخصية مثل الرئيس مام جلال، مشيرا إلى أن تاريخه منذ ولادته وحتى رحيله حافلا بالجهاد والنضال من أجل القضية الكوردية وقضية العراق بشكل عام، وهو رمز يحتذى به لحد اليوم.
وأضاف الدكتور الجبوري أن الرئيس مام جلال تسلم رئاسة العراق بعد 2003 وإستطاع من خلال تواجده في منصب رئيس الجمهورية أن يكون حافظا وحاميا للدستور من خلال علاقاته الجيدة ومقبوليته وحب العراقيين له من مختلف المكونات، مشددا على أن هذا دليل قاطع على حنكة الرئيس مام جلال.
وتابع الدكتور الجبوري أن الفترة التي قاد فيها الرئيس مام جلال، العراق كانت فترة رائعة واستطاع أن يؤسس لأركان العملية السياسية بعد 2003 وأن يكون جزءا مهما من هذه العملية، فهو كان دائما يحافظ على التوازن داخل البيت الكوردي والبيت السني والبيت الشيعي، واستطاع أن يخلق حالة التوزان التي اليوم نحن بحاجة إليها، مشددا على أنه لو كان مام جلال موجودا الآن لما وصل العراق إلى هذا الوضع المتأزم سياسيا.
وعن رمزية مام جلال على مستوى العراق، قال الدكتور الجبوري إن أي قائد حين يريد التأسيس لشخصيته ويريد الدفاع عن قضيته وقضية بلده وعندما يكون بهذا المستوى ويتفاعل مع قضاياه المصيرية فإن هذا ابداع وحنكة سياسية تجعله رمزا للجميع، فالرئيس مام جلال كان يمتلك الكثير من الصفات التي لا يمتلكها القادة العراقيون الآن، مشيرا إلى أن الرئيس مام جلال كان يرفض التوقيع على أوامر الإعدام وهذا جانب إنساني لا نجده في قادة العراق الآن.
عباس الجبوري: الرئيس مام جلال إستطاع حماية الدستور وتوحيد العراقيين
وعن دور الرئيس مام جلال خلال رئاسته للجمهورية، قال الدكتور الجبوري أن منصب رئيس الجمهورية رغم انه بروتوكولي وفق الدستور، وبعض المواد الدستورية تعطي الرئيس صلاحيات واسعة باعتباره حاميا للدستور، لكن الرئيس مام جلال تجاوز هذا الإطار من خلال محبة العراقيين له وجعل لنفسه مكانة أكبر مما حددها له الدستور، فهو إستطاع حفظ وحدة العراق في فترة قاسية قبل قدوم تنظيم داعش حيث كانت هناك تحديات كبيرة امام العراق الجديد، ورغم ذلك كان دائما صمام أمان للعراق.
ولفت الدكتور الجبوري إلى أن باب الرئيس مام جلال كان مفتوحا للجميع وكان أساس عمله في رئاسة الجمهورية هو الحوار والعمل وفق المبادئ والقيم وحفظ وحدة الشعب العراقي ودمه، وهو كان في زياراته الخارجية يمثل العراق ووحدته ويحمل هم العراقيين جميعا وليس هم الكورد فقط، فهو كان عراقيا من أجل قضية العراقيين جميعا وهذا ما جعله يمتلك محبة من المواطنين لم يمتلكها أي سياسي آخر.
عباس الجبوري: العلاقة بين المرجعية الدينية والرئيس مام جلال كانت جيدة جدا
ويرى الدكتور الجبوري أن وجود الرئيس مام جلال في رئاسة الجمهورية كان الأساس للمنصب من بعده، موضحا أن الرئيس مام جلال أثبت ذلك من خلال وجوده في المنصب بشكل ديمقراطي، لافتا إلى أن الرئيس مام جلال لم يوقع على قرار إعدام صدام حسين رغم انه يمتلك صلاحية ذلك، لكن لأنه كان قد وقع سابقا بروتوكول شرف دولي بعدم التوقيع على قرارات الإعدام فإنه إلتزم بشرفية توقيعه وقلة من الرجال يمتلكون هذه الصفات وهي الالتزام بشرف الرأي والكلمة.
وأشار الدكتور الجبوري إلى أن الرئيس مام جلال حفظ الدستور خلال فترة رئاسته، لافتا إلى أنه بحكمته المعهودة إستطاع أن يوفق بين القوى السياسية ويلغي ما كانت تعمل عليه قوى سياسية لسحب الثقة من رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي خلال ولايته الثانية، مشددا على أن العراق اليوم بحاجة إلى حكماء مثل مام جلال لان الدستور انتهك ولم يلتزم به أحد، لافتا إلى أنه لو كان لدينا عقلية الرئيس مام جلال لما وصلنا إلى ما وصلنا له من خلافات بين القوى السياسية، مشددا على أن العراقيين يكنون كل الاحترام والتقدير للشعب الكوردي الذي صنع رموزا سياسية مثل الرئيس مام جلال لقيادة العراق.
وعن وصف المرجعية الدينية الرشيدة، الرئيس مام جلال بصمام الأمان، قال الدكتور الجبوري أن المرجعية الدينية تمتلك العقل والافق الواسع وهي أغلقت أبوابها بوجه السياسيين منذ فترة طويلة، لكن الرئيس مام جلال كانت له علاقة جيدة جدا مع المرجعية الدينية، فالمرجعية دائما تنظر إلى الأشخاص وعملهم وخلال فترة رئاسة الرئيس مام جلال لم يسجل أي ملف فساد في مؤسسة رئاسة الجمهورية، فصفحة الرئيس مام جلال كانت نزيهة وناصعة لذلك المرجعية تدعمه وتدعم الزعماء خاصة ان الرئيس مام جلال كان زعيما قبل أن يكون رئيسا للجمهورية.
وعن دور الرئيس بافل جلال طالباني في الوقت الراهن والذي يشبه دور والده، قال الدكتور الجبوري أنه يرى في الرئيس بافل طالباني شابا طموحا ومعتدلا، لافتا إلى أنه عندما يكون بافل جلال طالباني ابن الزعيم مام جلال الذي ترك إثرا كبيرا فإنه لن يختلف عما كان يقوم به والده، مشيرا إلى أن الرئيس بافل طالباني خلال رحلاته المكوكية إلى بغداد أكد أنه يمكن أن يكون جزءا من الحل للأزمة السياسية وليس جزءا من المشكلة، مبينا أن الرئيس بافل طالباني جعل من جميع القوى والقادة السياسيين أصدقاء له وهذا ما إعتدنا عليه من الرئيس مام جلال.
عباس الجبوري: الرئيس بافل جلال طالباني شاب معتدل مثل والده
ووجه الدكتور الجبوري دعوة إلى الرئيس بافل جلال طالباني بأن يبقى مصرا على الاعتدال وأن يجمع الفرقاء من خلال تواجده بينهم وطرح رؤاه ورحلاته المكوكية إلى بغداد لحل الانسداد السياسي، مشددا على أن الرئيس بافل جلال طالباني أحد مفاتيح الحل للازمة باعتداله وشخصيته وبالارث الذي يمتلكه من كونه نجل الرئيس مام جلال.