دعا رئيس جماعة علماء العراق الشيخ الدكتور خالد الملا إلى تدريس سيرة الزعيم مام جلال في المناهج التعليمية بالعراق، مشددا على أن مام جلال كان خادما للقضية الكوردية لكنه عاش كقائد عراقي.
خالد الملا: العراق خسر مام جلال في أخطر المراحل
وقال الشيخ خالد الملا خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى إن الرئيس مام جلال لعب دورا إيجابيا في العراق، وهو أول رئيس ينتخب بطريقة ديمقراطية برلمانية بعد سقوط الملكية في العراق وسط إجماع الجميع عليه، مشددا على أن العراق خسر الرئيس مام جلال في مرحلة هي من أخطر المراحل التي يمر بها.
خالد الملا: وصف مام جلال بصمام الأمان يوافق الواقع الذي كان يعيشه
وأضاف أن الرئيس مام جلال كان يتمتع ببساطته وتواضعه وكرمه وحكمته وصبره وشجاعته وهذه الصفات لا تجتمع في شخص واحد، مشيرا إلى أن العراق منذ 2003 ولحد الآن مر بمراحل خطيرة جدا وأخطرها كانت اعوام 2006- 2007- 2008 والتي شهدت حربا أهليا في البلاد وقد لعب الرئيس مام جلال دورا كبيرا في تهدئة الشارع العراقي في تلك السنوات، ولذلك وصفه المرجع الديني الاعلى سماحة آية الله العظمي السيد علي السيستاني بصمام الأمان، وهذا يوافق الواقع الذي كان يعيشه هذا القائد والذي كان له دور أبوي توافقي بين الفرقاء السياسيين.
خالد الملا: مام جلال أدّى دوره مع السنة والشيعة لإخماد الفتنة
وتابع الشيخ الملا بأن الرئيس مام جلال لم يتغير بتسنمه منصب رئيس الجمهورية فهو لم يتغير منذ خمسينات القرن الماضي عما كان عليه بعد أن استلم رئاسة الجمهورية، لافتا إلى أن الرئيس مام جلال لعبا دورا ابويا على الصعيد السياسي والسياسيون كانوا يهرعون إليه عند وقوع خلافات بينهم، كما أنه لعب دورا توافقيا بين علماء الدين من الشيعة والسنة وأن لا يسمح لأحد بإثارة الفتن الطائفية، فدوره كان مع السنة والشيعة لإخماد الفتنة الطائفية.
خالد الملا: مام جلال كان خادما للقضية الكوردية لكنه عاش كقائد عراقي
واشار الشيخ الملا إلى أن الرئيس مام جلال كان قائدا مدافعا عن القضية الكوردية بوجه الخصوص لكن بوجه العموم الذي لا تسلط المنابر الاعلامية الضوء عليه، ان هذا القائد كان حريصا على أن يتمتع العراقيون جميعا بالحرية والديمقراطية، لافتا إلى أن مام جلال كان حريصا على أن يكون خادما للقضية الكوردية لكنه أيضا عاش كقائد عراقي، مضيفا اليوم حينما نمر بأزمة سياسية نتساءل ونقول أين أنت يا مام جلال؟، مشددا على أنه في ظل حالة الانسداد السياسي في العراق اليوم فإننا نشعر بفقدان الرئيس مام جلال ولو كان موجودا لإنحلت الكثير من العقد، فهو مميز بين قادة العراق.
خالد الملا: مام جلال يحمل صفات تدفعنا لتعليم أطفالنا سيرة هذا القائد
وشدد الشيخ الملا على ضرورة دراسة تاريخ مام جلال وفكره ومسيرته فهو يحمل الكثير من الصفات التي تدفعنا إلى تعليم أطفالنا في المدارس والجامعات بسيرة هذا القائد وتاريخه، داعيا وزارات التربية والتعليم العالي في الحكومة الاتحادية حكومة اقليم كوردستان إلى ان ينتبهوا إلى هذا الأمر فنحن نريد عدم نسيان دور القائد مام جلال وما قدمه للعراق وشعبه.
خالد الملا: مام جلال استثمر علاقاته المتشعبة لمساعدة العراق
وعن علاقات الرئيس مام جلال مع قادة وزعماء العالم ودورها في خدمة العراق، شدد الشيخ الملا على أن شخصية مام جلال وعلاقاته الدولية أفادت العراق كثيرا، مشيرا إلى أنه ليس هناك مسؤول من مسؤولي دول العالم إلا وله علاقة جيدة مع مام جلال، فقد كانت لديه علاقات متميزة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الخليج والجمهورية الاسلامية في ايران، وإستثمر هذه العلاقات لمساعدة العراق.
خالد الملا: مام جلال يسمع للجميع وهذا ما جعل العمل معه سهلا
ولفت الشيخ الملا إلى أن من السهولة التعامل مع الرئيس مام جلال حتى وحين كان رئيسا للجمهورية لسبب واحد وهو أنه كان يستمع للجميع ولأي كلمة تقولها له، لافتا إلى أن العمل مع مام جلال ليس صعبا فهو كان مستشار للرئيس مام جلال للشؤون الدينية والعمل مع غيره أصعب، موضحا أن لدى مام جلال لا توجد عقبات وكان يسمع ويكتب ويتخذ القرارات من خلالها، لافتا إلى أن رئاسة الجمهورية ليست سلطة تنفيذية بقدر ما هي تشريفية لكن ضغط الرئيس مام جلال على الوزراء والمسؤولين التنفيذيين لعب أدوارا إيجابية.
خالد الملا: علاقة مام جلال بعلماء الدين متميزة
وعن علاقة الرئيس مام جلال مع علماء الدين ودورها في تسهيل مهام علماء الدين، شدد الشيخ الملا على أن علاقة الرئيس مام جلال مع جميع العلماء حتى الذين يختلفون معه كانت مميزة، مشيرا إلى أنه كان قد دعا مجموعة من علماء ورجال الدين إلى مائدة الإفطار وحين الجلوس الى المائدة رفض أن يتقدمنا وقال أنا لا أتقدم على العمامة أبدا، ودخلنا نحن أولا إلى صالة الطعام وهو دخل بعدنا، مشددا على ان تواضعه جعله لا يملك الخصوم والأعداء وحاول أن يكون إستثنائيا لذلك علينا دراسة سيرته ومواقفه لأننا نحتاج إليها، فنحن معتادون أن يكون الحاكم دكتاتورا لكن بشخص مام جلال تغيرت الكثير من الأفكار عن الحاكم.
خالد الملا: من العار أن ننسى دور مام جلال في العملية السياسية
ودعا الشيخ الملا إلى أن تكون ذكرى وفاة الرئيس مام جلال مناسبة واسعة وعلى مستوى أكبر، مشددا على أنه من العار أن ننسى دور مام جلال في العملية السياسية، وأيام نضاله وجهاده وقد مرت على الرئيس مام جلال والشعب الكوردي الكثير من الصعاب.
خالد الملا: أدعو الى إفتتاح مكاتب لمؤسسة جلال طالباني في بغداد
وعن تأسيس مؤسسة جلال طالباني والتي تهدف الى أرشفة وتوثيق تاريخ الزعيم مام جلال في الذكرى الخامسة لرحيله، قال الشيخ الملا أنه يبارك بإنطلاق هذه المؤسسة وهي خطوة في الاتجاه الصحيح حتى لا ننسى قادتنا وزعماءنا، مشددا على ضرورة أن لا يقتصر وجود وعمل هذه المؤسسة على كوردستان وأن يكون للمؤسسة مكاتب في بغداد وباقي المحافظات، لأن الرئيس مام جلال لم يكن للأمة الكوردية فقط، صحيح أن مام جلال عمل لأجل أمته الكوردية أكثر من 5 عقود لكن نحن العرب أيضا لنا الحق في هذا الشخصية المتميزة ونحتاج إلى أن يتعلم أبناءنا سيرته.