خاص – المسرى
يعج شارع الأطباء في محافظة بابل بالمرضى الباحثين عن أطباء لعلاجهم، لكن الغريب في هذه المهنة الإنسانية أن يقوم بعض السماسرة أو (تجار المرضى) بالتجول داخل هذا الشارع بحثاً عن أحد المرضى لجلبه إلى إحدى العيادات دون التأكد مما يعاني، همُّ هؤلاء الوحيد هو الحصول على نسبة من الأموال بالإتفاق مع بعض الأطباء.
ويقول الأخصائي باطنية قلبية الدكتور فاضل السلطاني للمسرى: إن “هناك تدهوراً في الواقع الصحي بالقطاع الخاص بسبب وجود مثل هؤلاء الأشخاص الذين يتاجرون بأرواح الناس، عن طريق جلب المرضى إلى الأطباء وبيعهم للمرضى مقابل أموال”.
وأضاف السلطاني، أن “هذا الأمر عامل خطير للمتاجرة بحياة الناس، بجلب المرضى إلى طبيب قد لا يكون مختصاً بمرض يعاني منه المريض، بداعي سفر الطبيب المختص أو ليس موجوداً أو أن هذا الطبيب أفضل، وذلك عن طريق تعامل بعض الأطباء أو الصيدليات مع هؤلاء السماسرة”.
وتؤكد المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة بابل رصدها للعديد من الشركات الوهمية التي تستأجر السماسرة، مضيفة، أنها مستمرة في رفع التقارير للجهات المختصة، لأن سماسرة المرضى ليسوا أشخاصاً فحسب وإنما شركات في بعض الأحيان.
ويقول معاون مدير مفوضية حقوق الإنسان في بابل الحقوقي عبد الحسن رسمي للمسرى: إن “المفوضية لديها مؤشرات كثيرة تتعلق بالمتاجرة بحياة المرضى وبهذا الحق من خلال بعض السماسرة أو من خلال بعض المكاتب أو الشركات الوهمية فيما يتعلق بالعلاج خارج العراق أو داخله إما بتشفير الراجيتات الطبية من قبل أطباء بالاتفاق مع صيدليات معينة أو من خلال إحالة المريض إلى مختبرات بمختلف أنواعها وبالاتفاق مع أصحاب تلك المختبرات وقد لا يحتاج المريض إلى فحوصات معينة وبالتالي هي عبارة عن متاجرة وكسب للأموال لا أكثر ولا أقل”.
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت الأصوات التي طالبت باتخاذ إجراءات صارمة لمنع ظاهرة “المتاجرة بالمرضى” من قبل بعض المتعاونين مع بعض الأطباء في عياداتهم الخاصة، حيث يقوم بعض الأطباء غير النزيهين في عدد من المحافظات العراقية باستخدام أشخاص مقابل أموال لجلب المرضى لعياداتهم لا سيما البسطاء منهم.