خاص – المسرى
الطارات هي الأراضي المرتفعة التي تطل على أراضي منخفضة جداً وأشهر ما في العراق هو طارات النجف وعمرها أربعة آلاف عام والتي تمثل حافة هضبة النجف التي تطل على بحر النجف في جهته الشرقية وتمتد من منطقة المعهد الفني جنوباً وتتجه شمالاً نحو مدينة كربلاء .
وتعتبر الطارات ظاهرة طبيعية فريدة من نوعها في العراق والتي تمتد على مسافة ٦٥ كيلومتراً، وكانت في القدم مغمورة بالمياه، وبعد انحسارها أصبحت سكناً للإنسان من خلال الكهوف التي فيها، ومعبداً للرهبان والفلاسفة في الإمبراطورية البابلية، وبعد انتشار المسيحية أصبحت معابد للرهبان والقساوسة ومقابر للمسيحيين.
ويقول المختص في الآثار حيدر الجنابي للمسرى: إن “الطارات من المعالم المهمة في العراق وتحتاج إلى رعايتها والاهتمام بها وترقيمها وإعادة صيانة بعض الأماكن التي من الممكن أن تستخدم لاستقطاب وجذب العديد من السائحين من داخل النجف وخارجها”.
وأضاف الجنابي، أن “الطارات أستخدمت عبر التاريخ استخدامات كثيرة، حيث أستخدم قسم منها لتكون أماكن لمقابر قديمة والبعض الآخر خاصة القريبة من مدينة النجف للسكن والاختباء واستفاد منها ثوار النجف أبان الاحتلال العثماني ومقارعة الاحتلال، كما أستخدمت الطارات في ثورة النجف سنة 1918”.
“جبال بابل” أو “أتيرتو”، هكذا كانت تسمى هذه المرتفعات التي كان يستخدمها الروبان أماكن للتواصل مع الإله حسب المعتقدات الدينية القديمة كون هذه المنطقة الشاسعة كانت معمورة بالمياه. ويذهب المؤرخون إلى أبعد من ذلك، حيث يرجح الكثيرون منهم بأن سفينة نوح قد رست في هذا المكان.
ويقول الباحث والمؤرخ التأريخي الدكتور حسن الحكيم للمسرى: “إذا كنا نسير فعلاً وفق خطى الأمم المتحضرة التي تهتم بالتاريخ والتراث، علينا المحافظة على هذه المعالم التاريخية التي لا وجود لها في منطقة أخرى”.
وأضاف الحكيم، “نوجه نداءنا إلى المسؤولين للحفاظ على هذه الطارات وإيقاف التجاوزات التي تحدث بين حين وآخر”.
وقال، إن “الطارات هي جزء من المنطقة التي غمرتها الفيضانات وحافظت على وجودها لقوتها ولصلابتها”.
وأشار الدكتور حسن الحكيم إلى أنه “لو وقفنا فعلاً على هذا الحدث التاريخي والذي أشار إليه القرآن الكريم، الأولى بنا نحن كأمة أن نحافظ عليه”.
كما توجد في المنطقة بعض العيون المائية مثل العين التي تسمى محلياً طار النبعية وهي منطقة جميلة لامتزاج منظر الطارات المرتفعة مع منظر المياه والخضرة.
وتعاني الطارات من اهمال متعمد من قبل الحكومات المتعاقبة في العراق وتعرض بعضها للهدم دون أي محاسبة من الدولة، كما أن هناك مطالبات لاستغلال هذه المنطقة سياحياً لجذب السياح من خارج البلاد.